ارتياح حذر بين المستثمرين بعد اتفاق سقف الدين الأميركي

مارة أمام بورصة نيويورك، في نيويورك، الولايات المتحدة
مارة أمام بورصة نيويورك، في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجلت العقود الآجلة الأميركية مكاسب متواضعة وسط تفاؤل حذر بأن تتجنب الولايات المتحدة عجزاً كارثياً عن سداد ديونها بعد الاتفاق المؤقت حول سقف الديون الذي تم التوصل إليه في عطلة نهاية الأسبوع.

ترنحت الأسهم الأوروبية في تداولات ضعيفة تأثراً بأيام العطلات الرسمية.

ارتفعت عقود مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ومؤشر "ناسداك 100" بنحو 0.3%، مع إغلاق أسواق التداول المباشر بسبب "يوم ذكرى الشهداء" في الولايات المتحدة.

حافظ الدولار، الذي استفاد من انتشار القلق بسبب سقف الديون القانوني، على هبوطه الذي بدأ يوم الجمعة بينما صعدت العقود الآجلة على سندات الخزانة المرتبطة بسوق السندات الحكومية الأميركية بآجال 10 إلى 30 عاماً في تداولات ضعيفة.

مؤشر الأسهم الأوروبية "ستوكس يوروب 600" مال نحو الهبوط، مع تردي أداء المؤشر المعياري للسوق الإسبانية بعد أن دعا رئيس الوزراء بدرو سانشيز فجأة لانتخابات مبكرة، بعد الخسارة الكبيرة لحزبه في الانتخابات المحلية والإقليمية يوم الأحد.

أحجام التداول جاءت أقل بنسبة 60% تقريبا عن المعتاد، مع إغلاق أسواق المملكة المتحدة وبعض الدول الأوروبية بسبب الأعياد الوطنية.

حققت أسهم شركة تأجير العقارات السويدية المأزومة "إس بي بي" (SBB) ارتفاعاً بعد أن أعلنت أنها قد تسعى لبيع الشركة.

ارتفع مؤشر على حركة الأسهم في منطقة آسيا والباسيفيك، رغم هبوط الأسهم الصينية.

أعرب الرئيس جو بايدن ورئيس مجلس النواب كيفن مكارثي عن ثقتهما في تمرير اتفاق على تخفيض الإنفاق الفيدرالي ورفع سقف الديون من خلال الكونغرس.

صفقة سقف الدين الأميركي تشعل الحماس تجاه الأصول عالية المخاطر

مشاكل أخرى تواجه المستثمرين

غير أن المستثمرين مازالوا يواجهون العديد من المشكلات، حتى مع افتراض توصل أعضاء المجلس التشريعي إلى اتفاق قبل أن تنفد السيولة النقدية لدى حكومة الولايات المتحدة خلال أسبوع تقريباً.

تمتد هذه المشكلات من احتمال زيادة أخرى في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي إلى طوفان من سندات الخزانة التي يرجح أن تصدر عن وزارة الخزانة الأميركية.

قال دان سوزوكي، نائب الرئيس لشؤون الاستثمار في شركة "ريتشارد بيرنشتاين أدفايزرز" (Richard Bernstein Advisors): "إن التفسير الإيجابي الواضح هو أن مخاطر وقوع خسائر نتيجة مشكلة سقف الديون على وشك أن تستبعد من قائمة الأخطار. ومع تلاشي حالة التشتت الناتجة عن سقف الديون في الخلفية، يستطيع المستثمرون الآن إعادة تركيز انتباههم على المؤشرات الأساسية. ومع ذلك، فإن أحد المخاوف يتمثل في أن الصورة الأساسية ما تزال غير مستقرة".

ارتفعت السندات الأوروبية، مع انخفاض عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات بنحو 11 نقطة أساس. وانخفض عائد السندات الإسبانية لأجل 10 سنوات بمقدار مماثل.

في هذه الأثناء، ضعفت الليرة التركية بعد فوز رجب طيب أردوغان في انتخابات الإعادة الرئاسية يوم الأحد، مما أدى إلى تمديد فترة توليه منصب رئيس البلاد الأطول خدمة في تاريخ تركيا الحديث، وترك المستثمرين يبحثون عن أي مؤشرات على أنه سيبدأ في تخفيف قبضة الدولة القوية على الأسواق. وارتفع مؤشر الأسهم في تركيا.

بعد فوز أردوغان.. أنظار المستثمرين تتوجه نحو الحكومة الجديدة وتصحيح المسار الاقتصادي

استقر الذهب بسبب تراجع الطلب على الملاذات، في حين احتفظ النفط بمعظم مكاسب يوم الجمعة وارتفعت عملة البتكوين، مما يعكس حالة ازدهار ضعيفة نسبياً.

عدم اليقين مستمر

الاتفاق الذي أبرمه بايدن ومكارثي يسير ضد عقارب الساعة بالنظر إلى أن الخامس من يونيو هو التاريخ الذي قالت فيه وزيرة الخزانة جانيت يلين إن السيولة النقدية ستنفد. وهناك الكثير في هذا الاتفاق مما لن يعجب الديمقراطيين والجمهوريين.

قال سوزوكي: "ما تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن مدة وشدة الركود المستمر في الأرباح، وعلى العكس من ذلك، قد تتفاقم مشكلة نقص السيولة على المدى القريب بسبب حاجة الحكومة إلى استئناف إصدارات الديون المؤجلة. وفي حين تمكنت الأسواق من تجنب أزمة فورية، فإن بر الوصول أبعد ما يكون عن الوضوح حتى الآن".

هبطت سندات الخزانة لأجل عامين، التي تتسم بحساسية خاصة لحركة أسعار الفائدة، يوم الجمعة، إذ يدرس المستثمرون كيفية تأثير اتفاق سقف الديون على مسار بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في الفترة المقبلة. ويدور عائد سندات الخزانة لأجل عامين حول مستوى 4.65% بعد أن أظهر تقرير عن الإنفاق الاستهلاكي أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ما يزال عليه أن يبذل جهوداً إضافية لإعادة التضخم إلى المستوى المستهدف.

قالت شارو تشانانا، محللة استراتيجية السوق في شركة "ساكشو كابيتال ماركتس" (Saxo Capital Markets): "ستواجه الأسواق مشكلة في السيولة وتضطر إلى التعامل معها، ذلك أن وزارة الخزانة سوف تصدر طوفاناً من السندات لاستعادة احتياطياتها النقدية. ويجب ألا ننسى أن إعادة الرهان على سياسية تقشفية أعنف في مسار بنك الاحتياطي الفيدرالي التي رأيناها الأسبوع الماضي قد تصبح أشد رسوخاً حال صدور تقرير قوي عن الوظائف هذا الأسبوع".

زيادة التضخم قد تدفع "الفيدرالي" لرفع الفائدة مجدداً في يونيو أو يوليو

الأميركيتان