الأسهم الأميركية تفقد زخماً صعودياً أشعله الذكاء الاصطناعي

متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية، نيويورك، الولايات المتحدة، يوم الأربعاء 9 نوفمبر 2022
متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية، نيويورك، الولايات المتحدة، يوم الأربعاء 9 نوفمبر 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

فشلت الأسهم الأميركية في تحقيق أي تقدم بعد صعود أشعلته الضجة التي أحاطت بالذكاء الاصطناعي ودفعت السوق إلى أعلى مستوى له منذ شهر أغسطس.

انخفضت عوائد سندات الخزانة أملاً في أن يمرر الكونغرس الأميركي اتفاقاً حول سقف الديون يحمي البلاد من عجز محتمل عن سداد ديونها.

أغلق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" دون تغيير يذكر، مع استمراره فوق مستوى 4200 نقطة بنسبة طفيفة.

ضغطت أسهم شركات الطاقة أيضاً على أداء المؤشر بعد هبوط أسعار خام غرب تكساس الوسيط دون مستوى 70 دولاراً للبرميل.

مؤشر "ناسداك 100" واصل صعوده هذا العام إلى 31%، مع ارتفاع القيمة السوقية لشركة "إنفيديا" إلى ما يقرب من تريليون دولار بعد إعلانها عن عدد من المنتجات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

"إنفيديا" تغادر نادي التريليون بعد ساعات من دخوله

قفز مؤشر يقيس أداء الأسهم الكبرى مثل "أبل" و"تسلا" بنسبة تجاوزت 1.5%.

كتب توم إساييه، متعامل سابق لدى بنك "ميريل لينش" ومؤسس النشرة الإخبارية "ذي سيفنس ريبورت" (The Sevens Report): "نعم، يحمل الذكاء الاصطناعي فرصاً عظيمة ويبدو أنه هو (الطفرة الكبيرة التالية)، غير أنني لا أفهم كيف تستطيع هذه التكنولوجيا الواعدة تعويض أثر ارتفاع أسعار الفائدة وزيادة الضغوط التي تواجه الاقتصاد، على الأقل أنها لا تستطيع ذلك بصورة مستدامة".

ارتفاع سندات الخزانة

تدهورت عوائد سندات الولايات المتحدة من أعلى مستوى لها منذ شهر مارس مع تقييم المستثمرين للنتائج الاقتصادية المحتملة للاتفاق الذي عقد أثناء العطلة الأسبوعية على تعليق سقف الديون الفيدرالي مؤقتاً، ووسط موجة متوقعة من شراء الأسهم ترتبط بنهاية الشهر.

قادت عوائد سندات الخزانة لأجل 3 إلى 10 سنوات عملية الهبوط، وتداولت السوق سندات الخزانة لأجل عامين على عائد يقترب من 4.5%، وتتسم هذه السندات بحساسية أعلى إزاء سياسة الاحتياطي الفيدرالي مقارنة بنظيراتها الأطول أجلاً.

ترسل الأسهم والسندات إشارات متناقضة حول إمكانية أن ينحسر التضخم في الولايات المتحدة من تلقاء ذاته، حسب تصريحات الملياردير كليف أسنس، الذي وصف هذا التباين بأنه "مصدر قلقه الأعظم".

فخلافاً لأسواق الأسهم، تبعث أسواق السندات برسالة مفادها أن الاحتياطي الفيدرالي سوف يقدم على تخفيض عنيف لأسعار الفائدة على مدى عام أو عامين مقبلين، وفق تصريح المؤسس المشارك في شركة "إيه كيو آر كابيتال مانجمنت" (AQR Capital Management) في حلقة من برنامج "بلومبرغ ويلث ويذ ديفيد برنستاين" (Bloomberg Wealth with David Rubenstein).

"مكان مرعب"

قال أسنس: "إذا استمر ارتفاع التضخم أو انخفض نتيجة دخولنا في ركود اقتصادي غير بسيط - فإنني أعتقد أن سوق الأسهم مكان مرعب".

أما رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند توماس باركين فقد صرح بأنه يبحث عن علامات على هدوء الطلب حتى يقتنع بأن التضخم سيتراجع في الولايات المتحدة.

وول ستريت تشك في تحقيق "الفيدرالي" هدف 2% للتضخم في 2024

تابع المستثمرون أحدث التقارير الاقتصادية، حيث انخفضت ثقة المستهلك في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر مع تردي الآراء المتعلقة بسوق العمل وتوقعات ظروف النشاط الاقتصادي قبل التوصل إلى اتفاق على رفع سقف الديون.

بالنسبة إلى جينا بولفين، رئيسة مجموعة "بولفين ويلث مانجمنت" (Bolvin Wealth Management Group)، ربما يكون تراجع ثقة المستهلك مؤشراً يعاكس النزعة التفاؤلية.

قالت بولفين: "مع استمرار ما يزيد على 5 تريليونات دولار من السيولة النقدية على هامش السوق، وذلك الزخم القوي في سوق الأسهم، واقتراب حل مشكلة سقف الديون، أعتقد أن هناك أسباباً قوية لارتفاع أداء الأسهم هذا العام. رغم ذلك، ربما لا يكون هذا الصعود خالياً من تقلب الأسواق. إن تقرير الوظائف الذي سيصدر هذا الأسبوع هو المحرك التالي للأسواق، الذي سيؤثر على قرار الاحتياطي الفيدرالي".

الأميركيتان