تركيا تدرس تعيين امرأة لقيادة البنك المركزي

أركان اجتمعت مع وزير المالية الجديد.. وأردوغان يسابق الزمن لتشكيل فريقه الاقتصادي

حفيظة غاي أركان
حفيظة غاي أركان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

اجتمعت الرئيسة التنفيذية المشاركة السابقة في مصرف "فيرست ريبابليك بنك" (First Republic Bank) مع محمد شيمشك، وزير المالية التركي المُعين حديثاً، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، وذلك بعد انتشار أخبار حول ترشيحها لمنصب محافظة البنك المركزي في البلاد.

وفقاً لهؤلاء الأشخاص، الذين رفضوا الإفصاح عن هوياتهم نظراً لخصوصية المعلومات، التقت حفيظة غاية أركان، التي عملت أيضاً لعِقد تقريباً في بنك "غولدمان ساكس"، مع شيمشك الإثنين الماضي. ورفض مكتب وزير المالية الإدلاء بتصريحات حول الموضوع، كما لم ترد أركان على مكالمة لطلب التعليق.

يمثل اختيار خليفة لمحافظ البنك المركزي الحالي، شهاب قاوجي أوغلو، أمراً حاسماً للأسواق، وذلك في الوقت الذي يسابق فيه الرئيس رجب طيب أردوغان الزمن للانتهاء من تعديل فريقه الاقتصادي، بعدما أدت السياسات الاقتصادية غير التقليدية التي طُبقت خلال السنوات القليلة الماضية من حكمه إلى هروب المستثمرين، مع اندلاع أسوأ أزمة تضخم منذ عقود.

أول محافظة للمركزي التركي

إذا وقع الاختيار على أركان؛ ستكون أول امرأة تتولى منصب محافظة البنك المركزي التركي. وقبل تكليف أوغلو بالمنصب في مارس 2021، أطاح أردوغان بسابقيه الثلاثة لتشديدهم السياسة النقدية بشكل أكبر من اللازم، كما عزز سيطرته على اتجاه أسعار الفائدة في البلاد.

قال تود شوبرت، رئيس قسم بحوث الدخل الثابت في مصرف "بنك أوف سينغابور" (Bank of Singapore)، الذي يعيش في دبي: "تضاءلت استقلالية محافظ البنك المركزي التركي ومكانته المرموقة في السنوات الأخيرة. لكن الجمع بين أركان في منصب محافظة البنك المركزي، وشيمشك بوصفه وزيراً للمالية، سيُنظر له على أنه فريق الأحلام الذي يتمناه السوق".

محمد العريان: وزير المالية التركي يحتاج للوقت والدعم

بعد الاستقالة من "فيرست ريبابليك" في خطوة مفاجئة قبل أكثر من عام، شغلت أركان منصب الرئيسة التنفيذية لبنك "غراي ستون" (Greystone) المتخصص في قروض العقارات التجارية ومقره نيويورك، لكنها تركت المنصب بعد شهور قليلة.

أبرز المرشحين

بخلاف أركان، لم يُعلن عن أسماء أخرى بصفتهم مرشحين لتولي إدارة البنك المركزي التركي، ولن تنته فترة تولي أوغلو للمنصب حتى 2025.

تحمل أركان درجة الدكتوراه في الهندسة المالية والرياضيات التطبيقية من جامعة برنستون، حسب صفحتها على منصة "لينكد إن" (LinkedIn)، وأمضت نحو 8 سنوات في "فيرست ريبابليك"، حيث تدرجت بين عدة مناصب من ضمنها الرئيسة التنفيذية وكبيرة مسؤولي الاستثمار.

التضخم في تركيا ينخفض عن 40% في مايو

بعد أكثر من عام تقريباً على مغادرة أركان لمصرف "فيرست ريبابليك"، أصبح ثاني أكبر بنك يخفق في تاريخ الولايات المتحدة، واستحوذ عليه بنك "جيه بي مورغان تشيس آند كو" بعدما تفوق على المنافسين في مزاد قادته الحكومة لبيع البنك الإقليمي.

سيواجه خليفة أوغلو جنباً إلى جنب مع شيمشك تحدياً كبيراً في كيفية إعادة السياسة النقدية لمسارها الطبيعي حتى تهدأ الأسواق، لكن دون إثارة غضب أردوغان.

الأنظار تتجه للاجتماع المقبل

قبل فترة قصيرة من الفوز بجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية في الشهر الماضي، صرح أردوغان لشبكة "سي إن إن" أنه يعتزم مواصلة سياسته الخاصة بإبقاء أسعار الفائدة عند مستويات منخفضة للغاية، ووعد بأن يتراجع التضخم نتيجة لتلك السياسة.

تركيا تتوقف عن خفض الفائدة لحماية الليرة قبل الانتخابات

لم يعارض أوغلو نهج أردوغان غير التقليدي الذي يقوم على فكرة أن خفض أسعار الفائدة قد يحد من التضخم. ورغم بلوغ الزيادة في أسعار المستهلكين ذروتها عند 86% خلال العام الماضي، إلا أن المركزي لم يرفع أسعار الفائدة إطلاقاً تحت قيادة أوغلو، بل وخفض سعر الفائدة الأساسي إلى 8.5% مقارنة بـ19% في بداية توليه المنصب.

لكن شيمشك أشار بعد تولي حقيبة المالية فوراً بأوامر من أردوغان إلى أنه لا يوجد خيار أمام تركيا سوى إعطاء الأولوية "لمواجهة التضخم على أساس منطقي". وسيوضح اجتماع تحديد أسعار الفائدة المقبل، والمقرر عقده في 22 يونيو الجاري، هل سيرضخ أردوغان لتشديد السياسة النقدية في ولايته الرئاسية الجديدة، أم لا؟

الليرة التركية