تدمير روسيا للبنية التحتية لتصدير الحبوب الأوكرانية يفاقم المخاطر

أوكرانيا لديها طاقة تصديرية من الحبوب تصل إلى 2.5 مليون طن شهرياً وتدمير الموانئ يعرقلها

سفن نقل البضائع في البحر الأسود
سفن نقل البضائع في البحر الأسود المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قفزت أسعار القمح والذرة بعدما هاجمت روسيا يوم أمس أحد أكبر موانئ أوكرانيا المطلة على نهر الدانوب، ما يفاقم المخاطر التي يواجهها آخر طريق رئيسي تستخدمه كييف في تصدير الحبوب وتجارة الغذاء العالمية.

استهدف هجوم ليلي شنته طائرات بدون طيار ميناء ريني المُطل على نهر الدانوب، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لخطورة المعلومات. وصرحت قيادة العمليات العسكرية الجنوبية الأوكرانية في وقت سابق على "فيسبوك" بأن مخزناً للحبوب في ميناء على نهر الدانوب دُمر، دون تحديد المخزون أو تقديم تفاصيل.

قفزت عقود القمح المستقبلية تسليم سبتمبر بنحو 8.6% في بورصة شيكاغو للسلع يوم الإثنين، واستكملت الارتفاع في تعاملات اليوم الثلاثاء ولكن بنسبة طفيفة، بعد مكاسب 5% في الأسبوع الماضي. كما ارتفعت العقود المستقبلية للذرة تسليم ديسمبر بما يقارب 5.6% في تعاملات يوم الإثنين لتبلغ أعلى مستوياتها في شهر تقريباً.

يعد ميناء ريني، إلى جانب إزمائيل، أحد أكبر موانئ أوكرانيا النهرية لتصدير الحبوب، ويطل على نهر الدانوب عند الحدود مع رومانيا. وكان التجار المحليون يزيدون السعة التخزينية بالميناء رداً على الحصار البحري التي فرضته روسيا.

هجوم يخلف أضراراً طفيفة

كان هجوم الأمس هو الأحدث ضمن سلسلة من الإجراءات الروسية لإعاقة الصادرات الأوكرانية، والتي قدمت إسهاماً مهماً في إمدادات الغذاء العالمية من الناحية التاريخية. انهيار اتفاق الحبوب في البحر الأسود- بما يعطل الممر الملاحي الأوكراني- وهجمات روسيا اللاحقة على ميناء أوديسا أثارت توقعات بأن أوكرانيا ستضطر لزيادة اعتمادها على الطرق البديلة، وأبرزها نهر الدانوب.

بينما لم يتضح بعد مدى تأثير الهجمات على الصادرات من ميناء ريني، إلا أنها تفاقم المخاطر التشغيلية. أصيب 7 أشخاص في الهجوم الليلي الذي شنته طائرات بدون طيار روسية على البنية التحتية للميناء في منطقة أوديسا، وفقاً لما قاله الحاكم أوليه كيبر على "تليغرام". نُقل 5 من المصابين إلى المستشفى. ويقع ميناء ريني في تلك المنطقة.

أوكرانيا تؤمم "سينس بنك" المرتبط بأقطاب أعمال روس

قال متحدث رسمي باسم "إيه بي مولر ميرسك" (A.P.Moller-Maersk A/S)، التي تملك أصولاً في ريني، إن عدداً صغيراً من الحاويات في ساحة الحاويات عانى من أضرار طفيفة، لكن العمليات استؤنفت.

وقالت رومانيا إن صومعة حبوب، ومستودع وقود، وأوناش رافعة تضررت من الهجمة الروسية بالطائرات دون طيار على ريني، بينما صدت أنظمة الدفاع الجوي هجوماً على ميناء إزمائيل. شُددت إجراءات الأمن والمراقبة لضمان سير التجارة في نهر الدانوب بشكل سلس، وفقاً لما قاله وزير الدفاع، أنجيل تيلفار، لقناة تلفزيونية محلية.

روسيا تضيق الخناق على صادرات أوكرانيا

بلغ حجم المحاصيل المنقولة عبر نهر الدانوب 2.2 مليون طن في مايو، بزيادة تقارب 900 ألف طن عن نهاية العام الماضي. وفاقت تلك الشحنات حجم الصادرات عبر ممر البحر الأسود في مايو، حيث أبطأت عمليات التفتيش وتيرة مغادرة سفن الشحن، كما أن نهر الدانوب يجف بسبب الحر، ما يحد من القدرة على نقل البضائع.

القمح يرتفع أكثر من 10% مهدداً بزيادة أسعار الغذاء

كما شنت روسيا موجة جديدة من الهجمات الصاروخية على أوديسا في نهاية الأسبوع، وهو الأكبر بين سلسلة من الهجمات شبه اليومية على مدينة الميناء المطل على البحر الأسود بعد انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب.

قال كارلوس ميرا، المحلل لدى مصرف "رابو بنك" (Rabobank): "هذان الميناءان هما الأمل الأكبر لأوكرانيا في تصدير حبوبها والبذور الزيتية. نعتقد أن أوكرانيا قد تُصدّر ما يصل إلى 2.5 مليون طن من الحبوب والبذور الزيتية شهرياً عبر هذين الميناءين. سيكون هذا كافياً لتصدير معظم الفائض القابل للتصدير. لكن حالياً، لم يتضح قدر الضرر الناجم، وإذا ما كانت روسيا ستشن هجمات متكررة في المستقبل أم لا".

قال وزير الزراعة الأوكراني، ميكولا زولسكي، لتليفزيون بلومبرغ في مقابلة الأسبوع الماضي: "روسيا تسعى إلى إعاقة قدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب عبر نهر الدانوب".