المناخ يطغى على مناقشات أكبر تجمع نفطي في الشرق الأوسط

معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك" يجمع منتجي النفط ونشطاء البيئة قبل شهرين من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28)

منشأة معالجة النفط في حقل الشيبة التابع لشركة "أرامكو السعودية" في صحراء "الربع الخالي" في الشيبة، السعودية
منشأة معالجة النفط في حقل الشيبة التابع لشركة "أرامكو السعودية" في صحراء "الربع الخالي" في الشيبة، السعودية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لن يكون النفط على رأس جدول أعمال أكبر مؤتمر للطاقة في الشرق الأوسط خلال الأسبوع الجاري كما جرت العادة دائماً.

يجتمع وزراء ورؤساء شركات أعمال في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك"، وهو تجمع سنوي كان الاستثمار في النفط وإنتاجه وأسواقه من الموضوعات المهيمنة عبر تاريخه الطويل. لكن هذه المرة، من المحتمل أن يقفز المناخ إلى الصدارة.

"إزالة الكربون أسرع معاً"

ينعقد المؤتمر هذا العام تحت شعار "إزالة الكربون أسرع معاً"، وقبل شهرين فقط من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28)، الذي تستضيفه الإمارات أيضاً . ودور الدولة الخليجية كمضيف يضعها أمام معادلة تحقيق توازن صعب، بين مواصلة خططها الطموحة لزيادة إنتاج النفط من جهة، وحشد البلدان حول خطط عالمية شاملة لخفض الانبعاثات من جهة أخرى.

ربما يظهر هذا التعارض في القمة. فالآلاف من ممثلي قطاع النفط سيشاركون في الحدث، في وقت ترتفع فيه أسعار الخام نحو 100 دولار للبرميل، وتقلّص "أوبك" الإمدادات، فيما يبلغ الطلب مستويات قياسية، وتجتاح مخاوف التضخم العالم. ولكن، كل ذلك يحدث في ظل عملية التحول في قطاع الطاقة، ودور صناعة النفط فيها.

ما قمة "كوب 28" وما أهميتها؟

قال إد بيل، مدير اقتصاديات السوق في بنك "الإمارات دبي الوطني" في دبي، إن المنتجين الآن "يريدون المشاركة في النقاش بخصوص التحول في مجال الطاقة". وأضاف أنه مع ذلك؛ "سيؤكدون على الحاجة إلى إمدادات موثوقة، وأن مصادر الطاقة المتجددة لا يمكنها أداء هذه المهمة بمفردها".

السعي الحثيث لتأمين احتياجات الطاقة وسط حرب روسيا في أوكرانيا، عزز من ثقة شركات الوقود الأحفوري. وعلى الرغم من أن حضورها المؤتمرات المناخية الأخيرة يظهر أنها أكثر ارتياحاً من ذي قبل إزاء الحديث عن التحول إلى الطاقة النظيفة؛ فإن أفكارها للحد من الانبعاثات -وعلى الأخص، احتجاز الكربون وتخزينه- لا تشمل بالضرورة خفض الإنتاج.

"اختطاف" مؤتمرات المناخ

لذا؛ فإن هناك قلقاً من أن هؤلاء المديرين التنفيذيين يشاركون في تجمعات المناخ فعلياً للدفع بجدول أعمالهم، وهو ما يصل إلى حد "اختطاف" هذه التجمعات. كان هناك انتقاد واسع النطاق لتعيين سلطان الجابر، رئيس شركة "بترول أبوظبي الوطنية" (أدنوك)، رئيساً لقمة "كوب28. تستثمر "أدنوك" مليارات الدولارات لزيادة طاقة إنتاج النفط، على الرغم من أن الجابر شدّد على أنه "يركّز بشدة" على خفض الانبعاثات.

تقع صناعة النفط في القلب من نقاش التحول في مجال الطاقة. فقد اتسعت رقعة الانقسام بين الشركات ونشطاء البيئة في الأشهر القليلة الماضية، إذ قلصت شركات الوقود الأحفوري طموحاتها تجاه مصادر الطاقة المتجددة، وقالت إنها تخصص حصة أكبر من الإنفاق على النفط والغاز.

رئيس "كوب 28" يضع قائمة الأهداف الكبرى والمهمة لقمة المناخ

سيستمع المستثمرون ونشطاء المناخ بعناية خلال مؤتمر "أديبك" إلى الرؤساء التنفيذيين في "شل" و"توتال إنرجيز" وغيرهم أثناء حديثهم عن خططهم الخاصة بخفض صافي الانبعاثات إلى الصفر.

ولن يكون هذا المؤتمر أول منتدى نفطي يكون فيه التحول في مجال الطاقة محوراً رئيسياً. ففي مؤتمر البترول العالمي في كالغاري بكندا الشهر الماضي، عبّر رئيسا "أرامكو السعودية" و"إكسون موبيل" عن دعمهما للتحول العالمي إلى الطاقة النظيفة، لكنه تحوّل يواصل النفط لعب الدور الرئيسي فيه لعقود مقبلة.