صندوق النقد يرى تزايد فرص الهبوط السلس مع تباين النمو العالمي

التعافي الاقتصادي ما يزال بطيئاً وتراكم الصدمات الاقتصادية منذ 2020 كبّد العالم 3.7 تريليون

شعار صندوق النقد الدولي أمام مقره الرئيسي في واشنطن
شعار صندوق النقد الدولي أمام مقره الرئيسي في واشنطن المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يتوقع صندوق النقد الدولي احتمالات متزايدة تتمكن فيها البنوك المركزية من كبح جماح التضخم دون دفع الاقتصاد العالمي إلى حالة ركود، وقد حذّر في الوقت نفسه من استمرار التباين في توقعات النمو وتراجعه عن مستويات ما قبل الجائحة.

عادت الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، إلى مسارها قبل الجائحة، فيما أحرزت الهند فضلاً عن عدد من الأسواق الناشئة الأخرى تقدماً ملحوظاً أيضاً، وفقاً لما أدلت به الرئيسة التنفيذية للصندوق، كريستالينا غورغييفا في خطاب يوم الخميس. على الرغم من قولها إن التعافي ما يزال بطيئاً؛ فإنها أوضحت أن الطلب على الخدمات أكبر من المتوقع، بالإضافة إلى زيادة التراجع في تكاليف المعيشة المرتفعة.

وأضافت: "هذا يزيد من فرص الهبوط السلس للاقتصاد العالمي. لكن لا يمكننا التخلي عن الحذر"، وفقاً لنسخة من تصريحاتها المُعدة مسبقاً.

التضخم مستمر حتى 2025

تراكم الصدمات منذ 2020 كبّد العالم إنتاجاً مفقوداً بقيمة 3.7 تريليون دولار، وتقسيم العالم إلى تكتلات اقتصادية يهدد بإهدار فرص النمو، لا سيما في الأسواق الناشئة والنامية، مثل أفريقيا، بحسب غورغييفا.

كما أشارت إلى خطر التباطؤ الاقتصادي في الدول الأكثر ثراءً، ونمو النشاط الاقتصادي في الصين دون التوقعات. كما كررت غورغييفا تحذير الصندوق في أبريل من أن معدل النمو العالمي ما يزال أقل من متوسط 3.8% خلال العقدين الذين سبقا الجائحة، وأن فرص النمو في المدى المتوسط قد انخفضت.

"صندوق النقد": تواصل البنوك المركزية مع الرأي العام يحسن آفاق الاقتصاد

يتوقع الصندوق أيضاً أن يبقى التضخم أعلى من المعدلات المستهدفة حتى 2025، وحثت البنوك المركزية على تجنب تسهيل السياسة النقدية قبل الأوان، وسط مخاطر عودة معدل التضخم للارتفاع.

ألقت غورغييفا كلمتها في أبيدجان، ساحل العاج، قبيل اجتماعات الصندوق مع البنك الدولي في مراكش، المغرب، الأسبوع المقبل. وتعد المحادثات غير الرسمية بين المؤسستين اللتين أنشئتا بموجب اتفاقية بريتون وودز هي الأولى في أفريقيا منذ 50 عاماً.

ديون أفريقيا

أوضحت غورغييفا أهمية القارة في مستقبل الاقتصاد العالمي، والخطر الناجم عن ارتفاع مستويات الديون، التي أدت إلى طلب دول من تشاد إلى زامبيا إعادة هيكلة ديونها.

في وقت سابق من هذا العام؛ شكّل صندوق النقد الدولي بالتعاون مع رئاسة مجموعة العشرين والبنك الدولي "المائدة المستديرة العالمية للديون السيادية"، لدفع جهات الإقراض الرسمية والخاصة للتوصل إلى حل لبعض التحديات الكبرى.

الصين تبدي مرونة بموقفها إزاء تخفيف ديون الدول الفقيرة

لاحظت غورغييفا التقدم المحرز، وقالت إن تشاد استغرقت 11 شهراً للانتقال من مرحلة الاتفاق على مستوى الخبراء مع الصندوق إلى توفير ضمانات التمويل اللازمة للموافقة على قرضها، بينما استغرقت زامبيا 9 شهور، وسريلانكا 6 شهور، وغانا 5 شهور.

وقالت: "ما زلنا نريد رؤية تقدم أكبر، لكننا نسير في الاتجاه الصحيح"، وأضافت أيضاً أنها مهتمة بتوسيع دور الدول الناشئة والنامية في صندوق النقد الدولي، بما يتضمن إضافة مقعد ثالث يمثل أفريقيا في المجلس التنفيذي للصندوق، وكررت أيضاً الدعوة الموجهة إلى الدول لزيادة حصة العضوية في الصندوق، وهو المصطلح المستخدم لوصف الموارد المالية التي تسددها كل الدول الأعضاء للصندوق وتموِّل القروض التي يقدمها.