الاقتصاد الألماني الهش مرشّح لإنهاء العام بركود ثانٍ

محللون يتوقعون انخفاض الناتج المحلي 0.4% خلال 2023 ليلي ذلك تعافٍ هزيل وعودة النمو إلى معدلاته في 2025

ناقلة لشحن البضائع السائبة تعبر المياه مقابل مصنع "باسف" للكيماويات على ضفة نهر الراين في لودفيغس هافن، ألمانيا
ناقلة لشحن البضائع السائبة تعبر المياه مقابل مصنع "باسف" للكيماويات على ضفة نهر الراين في لودفيغس هافن، ألمانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لن تتمكن ألمانيا من تجنب ركود ثان في العام الجاري، في ظل التراجع المستمر في الإنتاج الصناعي بالاقتصاد الذي طالما اعتُبر قاطرة أوروبا الاقتصادية، بحسب التوقعات.

تراجع الناتج المحلي الإجمالي 0.2% خلال الربع الثالث، ويُرجح تراجعه مرة أخرى بنسبة 0.1% قبل نهاية 2023، وفقاً لاستطلاع "بلومبرغ" لآراء المحللين الاقتصاديين، والذين يتوقعون حدوث تعافٍ ضعيف بعد ذلك.

يُرجح تراجع الناتج المحلي الألماني مرة أخرى بنسبة 0.1% قبل نهاية 2023
يُرجح تراجع الناتج المحلي الألماني مرة أخرى بنسبة 0.1% قبل نهاية 2023 المصدر: بلومبرغ

قال دينيس هوختسرماير، محلل اقتصادي أول لدى "معهد هاندلسبلات للبحوث" في دوسلدورف: "سيكون النمو الاقتصادي ضعيفاً لسنوات عديدة نتيجة عدد من المشكلات الهيكلية. بالتبعية، سينكمش الاقتصاد الألماني خلال العام الجاري وسيواجه نمواً هزيلاً في الأعوام التالية".

ألمانيا صاحبة المعجزة الاقتصادية تتحول إلى "رجل أوروبا المريض"

تشير التوقعات إلى أن ألمانيا ستمر بخمسة أرباع سنوية متتالية من دون أي نمو على الإطلاق.

تعافي الإنتاج المحلي الإجمالي أقل من التوقعات

يوضح ذلك كيف حوّل تراجع الطلب الصيني على الصادرات وأزمة الطاقة، أكبر اقتصاد في أوروبا إلى عبء ثقيل في أعين نظرائه في المنطقة. وجدّد هذا الوضع المقارنات مع ما حدث في التسعينيات، عندما أُطلقت على ألمانيا تسمية "رجل أوروبا المريض".

تظهر التوقعات انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا بمعدل 0.4% في 2023، وارتفاعه 0.5% فقط في العام التالي، وهو انتعاش أقل بكثير من التوقعات الجديدة الصادرة عن صندوق النقد الدولي أو الحكومة الألمانية بمقدار 0.9% و1.3% على التوالي.

مهما ستكون النتيجة في العام المقبل، فإن الآفاق الاقتصادية للبلاد لا تزال تشكل مصدر قلق للمسؤولين الماليين على مستوى العالم.

قالت أويا سيلاسون، نائبة مدير الإدارة الأوروبية في صندوق النقد الدولي للصحافيين يوم الجمعة في مدينة مراكش، المغرب: "نتوقع استمرار تحديات النمو. هناك أمور قليلة يجب على ألمانيا العمل عليها".

ألمانيا تحتاج إلى إصلاحات هيكلية

في مقابلة مع فرانسين لاكوا على تلفزيون "بلومبرغ" في اليوم ذاته، قال الرئيس التنفيذي لمصرف "دويتشه بنك"، كريستيان سيفينغ، إن البلاد تحتاج إلى إصلاحات هيكلية في ما يخص أسعار الطاقة، والبنية التحتية، والهجرة، ضمن أمور أخرى".

%53 من مصنعي السيارات الألمانية يعانون نقصاً في الإمدادات

وأضاف: "إذا قمنا بذلك، أتوقع أن يعود الاقتصاد الألماني إلى النمو. على الأرجح ليس بالمعدل الذي نتمناه في 2024، لكن بدءاً من 2025".

لكن وزير المالية الألماني، كريستيان ليندنر، الذي حضر أيضاً اجتماعات صندوق النقد الدولي في مراكش، شدّد على أن الآفاق الاقتصادية لا تزال مبشرة.

وقال للصحافيين: "التوقعات المتشائمة غير صحيحة، فألمانيا لديها فرصة كبيرة للتحسن وأسس اقتصادية قوية، ونحن مصرّون على ترسيخ تلك الأسس".