الرياضة نقطة مضيئة في عام سيئ للاستحواذ والاندماج

صفقات الرياضة لا تتوقف وإيرادات الحقوق الإعلامية بلغت 55 مليار دولار

فرصة لا تُعوَّض
فرصة لا تُعوَّض المصدر: غيتي إيمجز
Adam Minter
Adam Minter

Adam Minter is a Bloomberg Opinion columnist. He is the author of “Junkyard Planet: Travels in the Billion-Dollar Trash Trade” and "Secondhand: Travels in the New Global Garage Sale."

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سببت أسعار الفائدة المرتفعة، والمخاطر الجيوسياسية، وقلق المستثمرين، العام الأسوأ للاندماجات والاستحواذات في عقد، لكن الرياضة مثلت جانباً من سوق الاستثمار العالمية حيث لا تتوقف فيه الصفقات. فمن الاندماج المقترح بين رابطة لاعبي الغولف للمحترفين (PGA) وشركة "ليف غولف" (LIV Golf)، إلى الاستحواذ على نادي "واشنطن كوماندرز" (Washington Commanders) مقابل 6 مليارات دولار، تتجه استثمارات بمليارات الدولارات إلى ساحة الملعب.

"غولدمان ساكس" أحد المستعدين لدخول السباق، إذ أعلن البنك الشهر الماضي إنشاء وحدة جديدة "للامتيازات الرياضية" في شعبة الخدمات المصرفية الاستثمارية، التي لن تواجهها أي مشكلة في العثور على نشاط. ففي فترات عدم اليقين الاقتصادي، اتضح أن الرياضة فئة أصول قوية لا يمكن لأكبر المستثمرين إهدار فرصة الاستفادة منها.

تتابعت الصفقات بسرعة. ففي الأشهر العشرة الماضية، تم العديد من الصفقات الأخرى، وكان من أبرزها اندماج أكبر مروجتين في العالم لمصارعة المحترفين والفنون القتالية المختلطة، لتكوين شركة عملاقة بقيمة 21 مليار دولار، وبيع مايكل جوردن لفريق "تشارلوت هورنتس" مقابل 3 مليارات دولار. لكن الصفقات لا تتعلق بالأندية والرابطات فحسب؛ إذ شهد قطاع التكنولوجيا الرياضية، الذي يشمل كل شيء من تكنولوجيا المراهنات إلى الأجهزة القابلة للارتداء، في الربع الثاني أكثر من 100 صفقة استحواذ واندماج، بزيادة عن عدد وقيمة الصفقات في الفصول الأربعة السابقة.

عوامل نمو الصفقات الرياضية

يجب أن يثير ذلك اهتمام المستثمرين؛ فعدد قليل من الأصول ارتفعت قيمتها بشكل كبير، بالقدر ذاته الذي شهدته الامتيازات الرياضية. ما بين 2018 و2023، ارتفعت القيمة الإجمالية لأكبر 50 امتيازاً رياضياً من حيث القيمة، وفقاً لتحليل مجلة "فوربس"، بنسبة 90% لتبلغ 256 مليار دولار.

اقرأ أيضاً: رابطة الغولف: نركز على صفقة السعودية ودبي ولدينا عروض أخرى

هناك 3 عوامل تقود هذا النمو، الأول؛ أن قيمة حقوق البث وبث المباريات عبر الإنترنت آخذة في الارتفاع؛ فبلغت قيمة الحقوق الإعلامية للقطاع على مستوى العالم 55 مليار دولار. ويتوقع أحد المحللين ارتفاعها إلى 65 مليار دولار في 2025. الثاني؛ ما تزال نسبة مشاهدة الرياضة قوية بشكل لا يصدق، حتى بعدما فرضت الجائحة وقف المباريات التي تُبث مباشرة، وكمثال على ذلك فإنه في بداية موسم 2023، حقق الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية (NFL) أفضل معدلات المشاهدة على التلفزيون في سنوات، جزئياً بفضل تايلور سويفت. كذلك؛ سجل الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم في موسم 2022-2023 أفضل نسبة مشاهدة في الولايات المتحدة منذ 2015-2016.

العامل الثالث؛ هو الطلب المدفوع بالندرة والمكانة. على سبيل المثال، يوجد 30 امتيازاً فقط لدوري كرة السلة الأميركي (NBA)، ما يجعل البطولة إحدى أكثر المجموعات حصرية.

ومع تزايد عدد المليارديرات القادرين على تحمل تكلفة الامتياز، ولديهم الرغبة في ذلك، ما يزال عدد الفرق ثابتاً، فعندما يدخل أحد الامتيازات إلى السوق، تكون عروض الشراء شرسة، ما يرفع سعر البيع النهائي.

زيادة القيمة وتحقيق الكفاءة

يعتقد العديد من المُلاك والمستثمرين أن الاندماجات الاستراتيجية بين الفرق والرابطات قد تفتح الأبواب لزيادة القيمة. فالحقوق الإعلامية، على الأخص، قد تستفيد من عرض موحد بين الفرق أو الرابطات. وجزئياً، كانت تلك هي الفكرة وراء اندماج "وورلد ريسلينغ إنترتينمينت" و"ألتيميت فاينتغ تشامبيونشيب" (Ultimate Fighting Championship)، فكلاهما لديه صفقات حقوق إعلامية مربحة، سيُناقش تجديدها خلال السنوات المقبلة. قد يتساءل المصرفيون والمستثمرون عمَّا إذا كان يمكنهم زيادة مكاسبهم بتقديم عروض موحدة.

اقرأ أيضاً: أسهم مانشستر يونايتد تهوي بعد سحب القطريين عرضهم

بالمثل، يعتقد مستثمرون آخرون أن الاندماجات قادرة على تحقيق الكفاءة في كل الجوانب، من اكتشاف وتطوير اللاعبين إلى التسويق. ويعد هذا ضمن الأسباب التي دفعت "بلو كو" (BlueCo.) التي يملكها أميركيون، والتي تملك نادي كرة القدم الإنجليزي الكبير "تشيلسي"، إلى شراء نادي "ستراسبورغ"، أحد الأندية الفرنسية رفيعة المستوى، في الآونة الأخيرة. أسس مجموعة من خبراء الاستثمارات الخاصة "بلو كو"، وليست الوحيدة التي ترى أوجه التكامل، فوفقاً لتقرير، كان 180 نادياً من جميع أنحاء العالم و6,500 لاعب، جزءاً من ملاك لفرق متعددة الملكية، وهذا الاتجاه في نمو.

مع ارتفاع التقييمات، ولت الأيام التي يتمكن فيها مشجع محلي غريب الأطوار يملك المال من شراء وإدارة فريق. عوضاً عن ذلك، تحتاج الصفقات إلى عدد من الشركاء، والحصص، والتمويل المعقد، والتدقيق الأمني في الجوانب المالية والشخصية. وكانت تلك من ضمن الأسباب التي دفعت دوري كرة السلة الأميركي والدوري الرئيسي للبيسبول (MLB) ودوري الهوكي الوطني (NHL) لتغيير قواعد الملكية، للسماح للاستثمار الخاص بالحصول على حصص. أتاح تغيير القوانين لعدد كبير من المستثمرين المدفوعين بالنمو أو مجرد التشجيع، إلى المشاركة في ما يبدو أنه الرهان الأفضل في الاستحواذات والاندماجات. تستعد وحدة الامتيازات الرياضية الجديدة في "غولدمان ساكس" للاستفادة، رغم تكوينها خلال ما يبدو أنه ذروة الانتعاش.

مخاوف من تراجع الإيرادات

بالطبع؛ قد تتدهور الرياضة. فالضغوط التنظيمية، في أوروبا على الأخص، قد تُنهي الملكية لعدد من الأندية، لتقوض خطط الأعمال والاستثمار. والأمر نفسه يسري على صفقات الحقوق الإعلامية، فتدفق الإيرادات التي تُبنى عليه كثير من استراتيجيات الاستثمارات الرياضية، قد يتدهور أمام إلغاء اشتراكات القنوات التلفزيونية، والتحول من وسائل البث التقليدية إلى البث عبر الإنترنت.

اقرأ أيضاً: جيم راتكليف يعدّل عرضه لشراء 25% من أسهم "مانشستر يونايتد"

هل سيواصل مشجعو الرياضة تمويل رواتب اللاعبين الضخمة عبر اشتراك خدمات البث عبر الإنترنت التي ترتفع أسعارها باستمرار؟ قد لا تتضح الإجابة عن هذا السؤال قبل عدة سنوات، وحينها قد يكون الأوان قد فات على المستثمرين الذين يشترون في الوقت الحالي.

مع تراجع عالم الاستحواذات والاندماجات، هناك مخاوف صغيرة تتعلق بالمدى الطويل. ومع سجل حافل بالنجاحات في ظل انكماش الاقتصاد، بل والجائحة، أصبحت الرياضة استثماراً مستقراً يرغب فيه أكبر المستثمرين في العالم.