بلومبرغ: اتساع رقعة الحرب قد ينهك منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي

"القبة الحديدية" تستخدم صواريخ لاعتراض قذائف الهاون والصواريخ والرشقات الأكبر حجماً قد تصل لأهدافها

صواريخ أُطلقت من غزة باتجاه إسرائيل، في غزة، 7 أكتوبر، 2023
صواريخ أُطلقت من غزة باتجاه إسرائيل، في غزة، 7 أكتوبر، 2023 المصدر: رويترز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تواجه "القبة الحديدية"، منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي المتطورة، خطر إنهاكها من الهجمات الصاروخية، حال اتساع رقعة الحرب ضد "حماس" في قطاع غزة وتحولها إلى صراع إقليمي واسع النطاق.

الغرض من منظومة الرادار وبطاريات الصواريخ المتنقلة المتصلة ببعضها، والتي مولتها الولايات المتحدة، هو إسقاط الصواريخ العادية والموجهة وقذائف الهاون التي قد تصيب التجمعات السكنية أو البنية التحتية المهمة في إسرائيل، وأُشيد بها لتحقيق نسبة اعتراض 90% في الهجمات السابقة.

لكنها مثل أي منظومة دفاع جوي، تعتمد على مخزون من الصواريخ الاعتراضية، ويمكن التغلب عليها إذا كان حجم الهجوم كبيراً بالقدر الكافي.

أطلقت حركة "حماس"، التي صنفتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مجموعة إرهابية، 3 آلاف صاروخ في أول 20 دقيقة من هجومها المباغت في 7 أكتوبر، في زيادة كبيرة عن العمليات السابقة، بحسب باتريك سوليفان، مدير معهد الحرب الحديثة التابع للأكاديمية العسكرية الأميركية. كما كانت الصواريخ الموجهة التي أطلقتها الحركة أكثر تطوراً عن المرات السابقة.

3 سيناريوهات للحرب بين إسرائيل وحماس وعلاقتها باقتصاد العالم

إن ما يقلق المسؤولين الأميركيين في الفترة الحالية هو احتمال إطلاق "حزب الله"، المدعوم من إيران، صواريخ موجهة دقيقة من لبنان على المدن الإسرائيلية، خلال تورط الجيش في حرب مدن طاحنة في قطاع غزة المكتظ بالسكان.

لمنع وقوع هذا السيناريو، أرسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات إلى المنطقة باعتبارها قوة ردع لمن يسعون إلى الاستفادة من عملية إسرائيل العسكرية في غزة، وفقاً لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

ماذا بعد تنامي قوة البحرية الأميركية قبالة ساحل إسرائيل؟

وسيؤدي أي تراجع ضئيل في نسبة اعتراض المنظومة لنحو 80% إلى عبور عدد أكبر بكثير من الصواريخ، إذا قررت "حماس" أو غيرها شن جولة جديدة من الهجمات المكثفة. ومع تقديرات تشير إلى امتلاك "حزب الله" ما يقارب 100 ألف صاروخ عادي وموجه تحت تصرفه، يرى المسؤولون في الشرق الأوسط وخارجه أن وقوع الهجوم المُربك وتراجع فاعلية "القبة الحديدية" أمرٌ وارد الحدوث.

الجبهة الشمالية

يعد "حزب الله" أكبر جهة غير تابعة لدولة تسليحاً في العالم، ولديه مخزون ضخم متنوع من القذائف المدفعية العادية والصواريخ الباليستية، والصواريخ المضادة للطائرات والمضادة للدبابات، بحسب شان شيخ، الزميل المشارك بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن. يقول شيخ: "إذا دخل (حزب الله) في الصراع الجاري، بالتأكيد هناك خطر أن ينهك القصف الصاروخي دفاعات (القبة الحديدية)".

خبراء عن اقتصاد إسرائيل: الأسوأ لم يأت بعد

ويرى ألكسندر داونز، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة: "بالطبع، ترسانة (حزب الله) من الصواريخ أضخم من التي تملكها (حماس) وتتفوق عليها في الجودة والدقة. إذا أطلق الحزب رشقات كبيرة، سيعبر بعضها المنظومة".

بينما تستخدم "القبة الحديدية" في التصدي للصواريخ قصيرة المدى، فإن إدخال مزيد من الأسلحة المتطورة في الحرب قد يدفع إسرائيل إلى استخدام منظومات دفاعية أخرى مثل "مقلاع داود" (David’s Sling)، وصواريخ "باتريوت" (Patriot)، للتصدي للصواريخ طويلة المدى والطائرات بدون طيار.

قد يؤدي استخدام المنظومات الأخرى إلى زيادة أخرى في النفقات العسكرية لإسرائيل، في وقت يضغط الاستدعاء العاجل لقوات الاحتياط على الإمدادات العسكرية. فكل صاروخ اعتراضي تطلقه "القبة الحديدية" تكلفته عشرات الآلاف من الدولارات، بحسب معهد دراسات الأمن الوطني الإسرائيلي (INSS)، لكن تكلفة إنتاج صواريخ "حماس"، رغم تطورها عما اعتاد استخدامه، أقل من نظيرتها في إسرائيل، ما يسهل على الحركة إعادة ملء مخزونها.

تحول استراتيجي

مولت الولايات المتحدة "القبة الحديدية"، وأنتجتها شركتا "رافائيل أدفانسد ديفنس سيستمز" (Rafael Advanced Defense Systems) و"رايثيون تكنولوجيز"، وصُممت المنظومة في إطار قلة الموارد، فلا تعترض إلا الصواريخ المتُوقع إصابتها المناطق السكنية، وتتجاهل المتجهة إلى مناطق غير مأهولة.

النفط يقفز مع دعوة إيران لحظر تصدير النفط إلى إسرائيل

سيعني اتساع رقعة الحرب وجود خيارات صعبة لتخصيص تلك الموارد للدفاع عن المدنيين والجيش. فقال كوبي ميخائيل، كبير الباحثين بمعهد دراسات الأمن الوطني الإسرائيلي: "أعتقد أن الشعب الإسرائيلي يتفهم أن الحرب ضد (حزب الله) ستختلف تماماً عن الحرب ضد (حماس)".

ويرجّح أن تتحول إسرائيل من محاولة اعتراض الصواريخ إلى محاولة تدمير مواقع الإطلاق قبل استخدامها، بحسب شيخ، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

أرسلت الولايات المتحدة قوة عسكرية إضافية لدعم إسرائيل، ومنها الصواريخ الاعتراضية لـ"القبة الحديدية"، ومنظومات دفاع جوي أخرى، فيما يطالب كثيرون في واشنطن بإرسال مزيد من الدعم.

وكتب توم كوتن، عضو مجلس الشيوخ والعضو الجمهوري بلجنة القوات المسلحة، على منصة "إكس"-"تويتر" سابقاً- أنه يجب على الرئيس جو بايدن الاقتداء بموقف سلفه ريتشارد نكسون خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973، وأن "يرسل كل الأسلحة القادرة على التصدي للصواريخ والطائرات".