صعود جماعي لمؤشرات آسيا مع ارتفاع شهية المخاطرة

اقتراب نهاية دورة التشديد النقدي الأميركية تحفز المستثمرين

شريط إلكتروني يعرض بيانات الأسهم في منطقة لوجياتسوي المالية في بودونغ، شنغهاي، الصين
شريط إلكتروني يعرض بيانات الأسهم في منطقة لوجياتسوي المالية في بودونغ، شنغهاي، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قفزت الأسهم الآسيوية بعدما ألمح بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى اقتراب نهاية حملته للتشديد النقدي الأميركية التاريخية، مما أدى إلى إنعاش الطلب على الأصول ذات المخاطر العالية.

حققت مؤشرات الأسهم في جميع أنحاء القارة من سيدني إلى هونغ كونغ صعوداً جماعياً، وتصدرت شركات التكنولوجيا قائمة الرابحين. كما ارتفعت العقود المستقبلية للأسهم الأميركية. وصعدت عملات الأسواق الناشئة، بقيادة الوون الكوري.

أداء أسواق السندات

على النقيض من ذلك، تراجعت عوائد السندات الأسترالية والنيوزيلندية، كما انخفضت عائدات سندات الخزانة الأميركية بشكل أكبر بعد انزلاقها يوم الأربعاء. وانخفضت عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات، التي يُنظر لها كمعيار أساسي للسوق، بمقدار 20 نقطة أساس يوم الأربعاء، وهو انخفاض خططت له وزارة الخزانة الأميركية لإبطاء وتيرة الزيادات في مبيعات ديونها طويلة الأجل.

بنك اليابان يتدخل بسوق السندات لإبطاء ارتفاع العائدات

وتراجعت عوائد السندات اليابانية كذلك، مع ترقب المستثمرين لمزاد الديون السيادية ذات أجل 10 سنوات في أول اختبار للطلب عليها بعدما خفف بنك اليابان المركزي التحكم على منحنى العائد خلال وقت سابق من هذا الأسبوع.

العملات وتوقعات أسعار الفائدة

في سياق متصل، خيم انخفاض عوائد سندات الخزانة على الدولار الأميركي، حيث تراجع مقابل العملات الرئيسية الأخرى، وتعززت العملة اليابانية في وقت مبكر من يوم الخميس مواصلة مسيرة المكاسب التي بدأتها يوم الأربعاء.

قالت أنيندا ميترا، الخبيرة الاستراتيجية في الاقتصاد الكلي والاستثمار لدى شركة "بي أن واي ميلون إنفستمنت مانجمنت" (BNY Mellon Investment Management): "قد نكون وصلنا إلى ذروة التشديد النقدي في بنك الاحتياطي الفيدرالي بالفعل"، مضيفة أن الفيدرالي "سعيد بالاعتماد في قراراته على بيانات المؤشرات، فيما ترى السوق أن هذا الاتجاه سيؤدي إلى تيسير السياسة النقدية".

الصين تعيد "مورغان ستانلي" للتشاؤم بشأن عملات الأسواق الناشئة

ورغم أن جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، ترك الباب مفتوحاً أمام احتمال إقرار مزيد من الزيادات على أسعار الفائدة مستقبلاً بعد قرار المركزي بالأمس، لكنه أشار إلى أن الظروف المالية "تشددت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة مدفوعة بعوائد السندات الأعلى والأطول أجلا،ً من بين عوامل أخرى".

بيانات الوظائف الأميركية

على صعيد متصل، أبرزت بيانات الوظائف الأميركية مؤشرات متباينة، حيث كانت هناك فرص عمل أكثر من المتوقع، وفقاً لأحدث بيانات مسح الوظائف الشاغرة ودوران العمالة التابع لوزارة العمل الأميركية (JOLTS)، لكن في الوقت نفسه انخفضت بيانات الرواتب الخاصة الصادرة عن مؤسسة "أتوماتيك داتا بروسيسنغ" (ADP) بسبب وجود عدد أقل من فرص العمل الجديدة مما كان متوقعاً. ومن المتوقع نشر أرقام مطالبات البطالة الأولية في وقت لاحق من يوم الخميس.

صعود مفاجئ للوظائف الشاغرة في أميركا للشهر الثاني

حذر بعض المراقبين من المبالغة في تفسير خطاب باول. ولا يعتقد ماثيو هاوبت، الذي يعمل كمدير صندوق في شركة "ويلسون أسيت مانجمنت" أن "نقطة التحول نحو التيسير النقدي حانت الآن، إذ يحاول بنك الاحتياطي الفيدرالي الحفاظ على المؤشرات الاقتصادية عند مستواها الحالي، حتى لا تصبح ظروف السوق ميسرة للغاية وبسرعة كبيرة".

أحداث بارزة يراقبها المستثمرون

في مكان آخر، من المتوقع أن يبقي بنك إنجلترا على أسعار الفائدة كما هي للاجتماع الثاني على التوالي يوم الخميس، مع تراجع المخاوف بشأن التضخم.

التضخم في المملكة المتحدة يفوق التوقعات رغم هبوط أسعار الطاقة

وبالعودة إلى آسيا، تسارع معدل التضخم في كوريا الجنوبية بشكل مفاجئ في أكتوبر، مما عزز حجة البنك المركزي المحلي في الإبقاء على سياسة التشديد النقدي لفترة أطول. وفي غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا عن حزمة تحفيز اقتصادي أكبر من المتوقع.

وتشمل الأحداث الاقتصادية الأخرى يوم الخميس قرار السياسة النقدية في ماليزيا وبيانات مؤشر مديري المشتريات لسنغافورة. كما سيراقب المستثمرون أيضاً إعلان نتائج أرباح شركتي "تاتا موتورز" (Tata Motors) و"أداني إنتربرايز" (Adani Enterprises).

إعلان نتائج أرباح الشركات

من بين الشركات الأخرى التي من المقرر إعلام نتائجها "إلي ليلي آند كو" (Eli Lilly & Co) و"نوفو نورديسك" (Novo Nordisk)، فيما ستعلن "أبل" عن أحدث نتائج أرباح لها لاحقاً اليوم في الولايات المتحدة.

وخلال أمس الأربعاء، تضمنت أبرز إعلانات الأرباح تقديم شركة "كوالكوم" (Qualcomm) توقعات إيرادات أفضل من المتوقع للربع الحالي، بينما قدمت "إير بي إن بي" (Airbnb) توقعات مخيبة للآمال للربع الرابع.

ختاماً، وفي أسواق النفط صعد خام غرب تكساس الوسيط، الذي ينظر له كمعيار أساسي لسوق النفط الأميركية، بأكثر من 1% متجاوزاً عتبة 81 دولاراً للبرميل، ليعوض بذلك بعض الانخفاض الذي سجله يوم الأربعاء. فيما استقرت أسعار الذهب، وشهدت عملة بتكوين المشفرة تغيراً طفيفاً عند حوالي 35500 دولار.

آسيا والمحيط الهادئ