الأسهم الأميركية تفقد الزخم وسط إجهاد القوى الشرائية

"وول ستريت" ربحت قيمة سوقية بقيمة 6 تريليونات دولار في 2023

أسعار عدد من المؤشرات تُعرض على لوحة إلكترونية في بورصة بانكوك، تايلندا (أرشيفية)
أسعار عدد من المؤشرات تُعرض على لوحة إلكترونية في بورصة بانكوك، تايلندا (أرشيفية) المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

استقرت أسعار الأسهم والسندات والدولار بعد أن أكد محضر مجلس الاحتياطي الفيدرالي على اتباع البنك المركزي الأميركي النهج الحذر حيال أسعار الفائدة، وركز المتداولون على نتائج أعمال شركة "إنفيديا كورب" (Nvidia Corp) بعد الارتفاع الكبير الذي حققته أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى هذا العام.

في التعاملات المتأخرة، هوت أسهم مصنعة الرقائق الأعلى قيمة في العالم بعد أن فشلت أحدث توقعاتها في تلبية تطلعات المستثمرين المرتفعة. وقالت الشركة إن الإيرادات ستبلغ في الربع الحالي حوالي 20 مليار دولار. وعلى الرغم من تجاوز المبيعات متوسط ​​تقديرات المحللين البالغ 17.9 مليار دولار، إلا أن بعض التوقعات كانت قد وصلت إلى 21 مليار دولار.

هبوط أسهم "إنفيديا" بعد انخفاض توقعاتها عن تطلعات المستثمرين

رُفع سقف التطلعات لشركة "إنفيديا" -التي تضاعفت قيمتها بأكثر من ثلاثة أضعاف هذا العام- مما لا يترك مجالاً كبيراً للخطأ. (أي بانخفاض أرباحها عن التوقعات، أو ورود إشارات على ضعف الطلب على الرقائق الإلكترونية التي تصنعها).

فقدان القوى الدافعة

فقدت الأسهم الزخم بعد إضافة مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) قيمة سوقية بقيمة 6 تريليونات دولار مدفوعاً بطفرة الذكاء الاصطناعي، وقوة الشركات الأمريكية، والرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي سيتحول إلى خفض أسعار الفائدة العام المقبل. دفع هذا الصعود المؤشر للارتفاع ليفصله 5% فقط عن أعلى مستوياته على الإطلاق.

قال مات مالي، كبير استراتيجيي السوق في شركة "ميلر تاباك +كو" (Miller Tabak + Co): "السوق تتطلع من جديد للصعود المتكامل.. يجب أن يتسم المستثمرون بالرشاقة في الفترة المقبلة من نهاية نوفمبر وحتى ديسمبر".

شركات التكنولوجيا تدعم مسيرة الارتفاعات في "وول ستريت"

بالنسبة لارتفاع السوق الذي استند بشكل مباشر إلى الاعتقاد بأن البنك المركزي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة ومن المقرر أن يتجه لخفضها في 2024، أكد محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي للتوّ على أحدث رسائله: لا يزال المسؤولون غير مستعدين لإعلان النصر على التضخم، كما أنه ليست لديهم النية حتى الآن لتيسير السياسة النقدية، وفق كوينسي كروسبي من "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial).

وأشارت كروسبي إلى أن "ركود التعاملات اليوم جاء نتيجة لدخولها ذروة الشراء على المدى القصير، وليس ناتج عن الاعتقاد بأن السوق أساءت فهم رسالة الاحتياطي الفيدرالي.. لا تزال السوق ترى أن البنك المركزي قد انتهى من تشديد السياسة النقدية، وأن الاقتصاد سيحتاج إلى مساعدة عبر خفض أسعار الفائدة في 2024، بغض النظر عن رسائل الاحتياطي الفيدرالي".

تظهر الرسوم البيانية قصيرة المدى لمؤشر "إس آند بي 500" حالياً انحرافاً سلبياً بين حركة السعر (الاقتراب من قممها الأخيرة التي سجلتها في 2023)، والزخم (تسجيل قمم أقل من السابقة)، وفق دان وانتروبسكي، في "جاني مونتغومري سكوت" (Janney Montgomery Scott).

أوضح وانتروبسكي أن "هذه إشارة على أن القوة الشرائية تضعف حتى مع تطلع المؤشر لاختبار منطقة 4,600 نقطة.. الأسواق الآن عرضة لعمليات جني الأرباح/التجميع على المدى القريب.. ومازلنا نعتقد أيضاً أن الأسهم معرضة لارتفاع التقلبات/ التصحيح خلال النصف الأول من 2024".

تحتفظ صناديق التحوط بأعلى معدلات الرهانات تركيزاً على الأسهم الأمريكية مقارنة بأي وقت مضى خلال الـ22 عاماً الماضية، وفق بيانات "غولدمان ساكس غروب". وتظل الرهانات الأكثر شيوعاً في شركات التكنولوجيا الضخمة. وأُدرجت أسهم "أمازون" و"مايكروسوفت" و"ميتا بلاتفورمز" في قائمة "غولدمان ساكس" لأبرز الأسهم لصناديق التحوط خلال الربع الحالي.

توقعات فنية إيجابية

ترى سافيتا سوبرامانيان من "بنك أوف أميركا"، أن مؤشر "إس آند بي 500" مرشح لتسجيل قمة جديدة في 2024 لأن الشركات الأمريكية تكيفت مع أسعار الفائدة الأعلى وتغلبت على هزات الاقتصاد الكلي. وتوقعت أن يصل المؤشر إلى مستوى قياسي عند 5,000 نقطة بحلول نهاية 2024. أي أنه ارتفع بنحو 10% من إغلاق الثلاثاء. وقالت إن العام المقبل سيكون "جنة لمنتقي الأسهم".

في سياق متصل، كتب الخبير الاستراتيجي الفني في "بنك أوف أميركا"، ستيفن سوتماير، أن الأسهم الأميركية لديها "إمكانات صعودية أكبر بكثير" مع اقترابها من تسجيل صعود حاسم. وأضاف أنه إذا تمكن مؤشر "إس آند بي 500" من تجاوز الحد السفلي لمنطقة المقاومة البالغ 4,600 نقطة، فإنه سيؤكد نمط "الكوب والعروة" الصعودي الذي يُكوّنه منذ أوائل 2022، ما سيقوده لتحقيق المزيد من الصعود.

من جهتها قالت سوليتا مارسيلي، من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management): "نرجح في السيناريو الأساسي تحقيق الأسهم المزيد من المكاسب المتواضعة في 2024، على أن ينهي مؤشر "إس آند بي 500" العام عند حوالي 4,700 نقطة.. مع استمرار انخفاض التضخم واعتدال النمو، أصبحنا أكثر إيجابية بشأن جودة الدخل الثابت. لكن لا تزال هناك مجموعة واسعة بشكل غير عادي من المخاطر من الممكن أن تفسد التوقعات".

إحجام عن السندات

أحجم المستثمرون عن بيع سندات الخزانة المحمية من التضخم لأجل 10 سنوات، في ظل تراجع الطلب بسبب الارتفاع الكبير المُحقق هذا الشهر، والتدفقات الخارجة من الصناديق المتداولة في البورصة التي تتبع القطاع.

بالنسبة للمستثمرين الذين يراكمون سيولة قياسية، ينصح مديرو السندات الأميركية -الذين يشرفون على مبلغ إجمالي قدره 2.5 تريليون دولار- باستغلال هذه الأموال. وجاءت هذه النصيحة من قبل كل من "كابيتال غروب" (Capital Group)، و"دابل لاين كابيتال" (DoubleLine Capital)، و"باسيفك انفستمنت مانجمنت" (Pacific Investment Management)، و"تي سي دابليو غروب" (TCW Group).

وأدت علامات انحسار التضخم وضعف النمو إلى ارتفاع مؤشر بلومبرغ للسندات الأميركية في نوفمبر 3.6%، بعائد يبلغ حوالي 0.7% لعام 2023. ورغم أن ذلك لا يزال أقل بكثير مما ربحته الأموال النقدية هذا العام، إلا أنه يُظهر ما يمكن أن تحققه نقطة التحول الحقيقية بعد عام مخادع بشأن ضغوط الأسعار وسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي.

قالت كالي كوكس من "إي تورو" (eToro): "إذا تحول المستثمرون إلى النقد بسبب أسعار الفائدة البالغة 5%، فيمكننا أن نرى أن الأموال تبدأ في التدفق مرة أخرى إلى الأسواق قريباً.. فالتضخم أصبح تحت السيطرة، وسوق السندات تستعد الآن لبدء الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في مارس".

أداء أبرز المؤشرات:

  • انخفض مؤشر "إس آند بي 500" 0.2% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
  • تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.6%.
  • مؤشر داو جونز الصناعي تقهقر 0.2%.
  • انخفضت "بتكوين" 1.3% إلى 36,957.33 دولار.
  • تراجعت "إيثر" 1.6% إلى 1,992.87 دولار.