سهم "كوين بيس" يتضاعف 3 مرات بعد نجاته من مذبحة التشفير

سلط ارتفاع سهم "كوين بيس غلوبال" (Coinbase Global) بنسبة 62% في شهر نوفمبر الأضواء على نشوة السوق وحماسها تجاه بورصة الرموز المشفرة الكبرى في الولايات المتحدة.

وسط الجلبة التي أثارتها إدانة سام بانكمان فريد، رئيس شركة "إف تي إكس"، في قضية احتيال وما يحيط بشركة "بينانس هولدينغز" من أنباء، يسارع المتعاملون إلى اقتناء أسهم في "كوين بيس"، أملاً في أن تشهد ارتفاعاً قوياً في نشاطها، خاصة إذا وافقت السلطات على إنشاء صناديق متداولة في البورصة تستهدف الاستثمار في عملة "بتكوين".

ساهم ذلك في مضاعفة سعر السهم 3 مرات في عام 2023، غير أن مكاسبه في نوفمبر تعد استثنائية حتى على خلفية صعود جميع مكونات السوق في هذا الشهر، وقد أضاف ذلك 12 مليار دولار إلى القيمة السوقية للشركة. ارتفع سعر سهم الشركة خلال الشهر المنصرم بأعلى نسبة منذ شهر يناير، متخطياً 120 دولاراً، ليجري تداوله بسعر يتجاوز المستوى الذي يستهدفه المحللون عند 84 دولاراً تقريباً.

اقرأ أيضا: أسعار العملات المشفرة تتراجع بعد إقرار رئيس "بينانس" بالذنب وتغريم الشركة

وقال جون تودارو، محلل في شركة "نيدهام" (Needham & Co): "إن (كوين بيس) بوصفها شركة عامة هي حالياً في وضع أفضل من أي لحظة أخرى"، مضيفاً أن عامي 2022 و2023 هما فترة "الأزمة" في هذا القطاع. وأوضح أن "تلك الشركات التي استطاعت البقاء سوف تخرج من هذه الأزمة، وقد أصبحت أقوى، وشركة (كوين بيس) هي التي استطاعت ذلك".

وضوح الساحة القانونية والتنظيمية أمام "كوين بيس"

تعاظمت القوة الدافعة وراء "كوين بيس" هذا العام بفضل الوضوح الذي نتج عن تصفية الأمور القانونية مع منافسيها. وتقترب هيئة الأوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة أيضاً من السماح بإنشاء وإدراج صناديق متداولة في البورصة لعملة "بتكوين"، وتتوقع "بلومبرغ إنتليجنس" حصولها على الموافقة اللازمة في أوائل يناير.

ارتفع سعر "بتكوين" بنسبة 130% تقريباً منذ بداية 2023، بما في ذلك قفزة بنسبة 9% تقريباً في شهر نوفمبر.

كل هذه الأسباب تدفع إلى التفاؤل عند المتعاملين بعد أن حققت الشركة خسائر على مدى 7 فصول متتالية. وفي المقابل، عانى المستثمرون الذين راهنوا ضد أسهم "كوين بيس" من خسائر غير محققة بلغت 1.3 مليار دولار على مدى شهر نوفمبر الماضي، وفق بيانات شركة "إس 3 بارتنرز" (S3 Partners).

في بداية نوفمبر، أدان المحلفون في نيويورك بانكمان فريد بتورطه في عملية احتيال ضخمة تتعلق بانهيار بورصته للعملات المشفرة "إف تي إكس". وبعد ذلك، في الأسبوع الماضي، قامت بورصة "بينانس" بتسوية نزاع كبير مع وزارة العدل الأميركية، ووافقت على سداد غرامة قدرها 4.3 مليار دولار وتنحي الرئيس التنفيذي تشانغ بينغ تشاو عن منصبه.

اقرأ أيضا: كيف تغيرت صناعة التشفير بعد عام من انهيار "إف تي إكس"؟

دورة صعود جديدة لـ"كوين بيس"

ومع ذلك، يقول أوين لاو، المحلل في شركة "أوبنهايمر" (Oppenheimer & Co)، إن الجانب المشرق في هذه الصورة هو أن "بينانس" تستطيع أن تواصل نشاطها، ويترتب على ذلك أن تتخلص سوق الرموز المشفرة من عبء ثقيل، وأن تتلقى "كوين بيس" دفعة إيجابية.

وفي مذكرة حديثة، كتب لاو: "يصب تطور القطاع بطريقة صحية في مصلحة (كوين بيس)، ولا يصح ذلك بالنسبة لخروج المؤسسات الكبرى من السوق خروجاً مفاجئاً. هذه التسوية ترسخ قاعدة قوية لامتثال بورصات العملات المشفرة للوائح، وتدفع الشركات الرئيسية إلى الاستثمار في وضع ضوابط داخلية وتطوير عملية الإفصاح".

وبداية من هنا، يتعلق الأمر بقدرة المتفائلين على الاستمرار والحفاظ على هذا الزخم. وتشير البيانات التي جمعتها "بلومبرغ" إلى أن ما يزيد على 40% من المحللين في "وول ستريت" يقيّمون سهم الشركة بما يكافئ توصية بالاحتفاظ.

باع صندوق "آرك إنفستمنت مانجمنت" التابع لكاثي وود، أكثر من 30 ألف سهم من أسهم "كوين بيس" في شهر نوفمبر الماضي، وما يزيد على 1.5 مليون سهم في ربع السنة المنتهي في 30 سبتمبر، بحسب ملف إفصاح. ومع ذلك، مازال الصندوق في الترتيب الرابع بين أكبر المساهمين في"كوين بيس".

أوصى تودار من شركة "نيدهام" بشراء سهم "كوين بيس" ، محدداً سعراً مستهدفاً له عند 120 دولاراً، وقال: "إذا دخلت أسهم قطاع التشفير في فترة من التراخي والتقاط الأنفاس، ربما لن يمثل ذلك مفاجأة بالنسبة لي، ومع ذلك، فما زلنا نمر بنوع من الجولات الأولى فيما يشبه دورة جديدة من الصعود".