حوار: كيف ستتجاوز "تسلا" قدم طرازاتها في 2024؟

يواجه إيلون ماسك تحديات في عام 2024 مع تفوق مبيعات "بي واي دي" الصينية على "تسلا" واستمرار تراجع قيمة "إكس"

شعار شركة "تسلا"
شعار شركة "تسلا" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في هذه الحلقة من برنامج "إيلون إنك" تحدثنا عن تراجع موقع شركة "تسلا" الريادي في سوق المركبات الكهربائية. فقد أعلنت في 2 يناير عن تسليم حوالي 485 ألف مركبة لعملائها، بما يتوافق مع توقعات وول ستريت، إلا أن هذا العدد جاء أقل مما باعته شركة "بي واي دي" الصينية، التي سلّمت حوالي 526 ألف سيارة كهربائية. كيف أصبحت "بي واي دي" أهم منافسات "تسلا" حتى مع أنها لا تبيع سيارات في الولايات المتحدة؟

كما تلقى إيلون ماسك ضربة أخرى، إذ تواصل شركة "إكس" تراجعها، حيث خفّضت شركة "فيديليتي" لإدارة الأصول تقديرها لقيمة منصة التواصل الاجتماعي مجدداً، وفقاً لتقرير إخباري.

يقدم محاورونا أيضاً توقعاتهم لعام 2024، بما في ذلك احتمال مزيد من الخلافات بين ماسك والحكومة الأميركية، وتأثير ماسك المحتمل على الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، وصداقته الجديدة مع رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية المتطرفة جورجيا ميلوني.

فيما يلي نص الحوار الذي صيغ بشيء من التصرف.

مبيعات "تسلا"

ماكس تشافكين:

أهلاً بكم في "إيلون إنك" حيث سنتحدث عن إمبراطورية إيلون ماسك الضخمة ونتناول أحدث مغامراته وغرائبه. ويدير الحوار ماكس تشافكين نيابةً عن ديفيد بابادوبولوس.

نتناول اليوم "تسلا"، فقد أصدرت الشركة أرقام مبيعاتها للربع الرابع من العام، كاشفةً عن بيع حوالي 485 ألف مركبة بين أكتوبر وديسمبر، بما يتوافق مع توقعات وول ستريت.

ولكن خلافاً للتوقعات، أعلنت "فيديليتي" أن قيمة منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي التابعة لماسك انخفضت مجدداً إلى ما دون قيمتها حين اشتراها إيلون. إذ فقدت "إكس" حوالي 11% إضافية من قيمتها في نوفمبر، وهو أمر يبدو سيئاً إذا لاحظنا أنه حدث في نفس الشهر الذي وجّه فيه ماسك كلمات نابية إلى بوب إيغر، الرئيس التنفيذي لشركة محبوبة عالمياً، "والت ديزني".

لمناقشة هذه الأمور واستشراف ما ينتظرنا في العام الجديد، سنتحدث مع الخبيرتين، سارة فرير، التي تقود فريق التقنية في بلومبرغ. ودانا هال، المراسلة الأكثر مثابرةً في العالم في تغطية أخبار "تسلا".

صححي لي إن كنت مخطئاً يا دانا، كان إيلون ماسك يتفاخر خلال السنوات الماضية، بأنه يقضي رأس السنة في تسليم السيارات. بمعنى أنه يتواجد في المصنع ليضع اللمسات الأخيرة لاختتام عام آخر في "تسلا". هل لدينا فكرة عما إذا كان قضى عطلته هناك هذا العام؟

دانا هال:

حسناً أنا لست على اتصال مباشر مع إيلون، ولكنني أظنّ أنه قضى جزءاً من العطلة في بورتوريكو، أو على الأقل كانت طائرته هناك. ونعم، لا أظنّ أنه كان في فريمونت أو أوستن يساعد عمّال التوصيل، وهو أمر سبق أن فعله في السنوات الخالية. نعم، أظنّ أنه كان في الخارج.

تشافكين:

ما رأيك بالأرقام؟ 485 ألف مركبة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2023 و1.8 مليون مركبة خلال العام. يبدو العدد كبيراً جداً وتاريخياً، ولكن ليس بمستوى بعض الشركات الأخرى.

هال:

نعم، اللافت في الموضوع أن الشركة لم تفصّل الأرقام لتبيين عدد شاحنات "سايبرترك" المباعة، وهذا مستغرب بما أن هذه هي المركبة الجديدة التي طرحتها. حسناً باعت 484507 مركبة، وفصّلت بين الطراز "3" والطراز (Y)، ولكن لديها طرازات أخرى مثل (S) و(X) و"سايبرتراك". ليست لدينا فكرة عن عدد مركبات "سايبرترك" التي تم تسليمها للعملاء، ومن المستغرب أنه لم يتم تفصيل الأرقام.

سارة فريير:

الأمر متعمّد بلا شك، أليس كذلك؟

هال:

صحيح، الرقم ضئيل ولهذا لم تفصح عنه الشركة. لو كان رقماً إيجابياً، لكانت قالت مثلاً بعنا ألف مركبة أو شيئاً من هذا القبيل. حتى أنها أخفت عدد مركبات "سايبرترك" التي صُنعت. الأهم أن "بي واي دي" أطاحت بـ"تسلا" عن عرش المركبات الكهربائية، وهي شركة صينية مدعومة من وارن بافيت ومتخصصة بإنتاج السيارات الكهربائية.

لطالما كرر ماسك فيما مضى أن أكبر منافسة تواجه الشركة تأتي من الصين، ولكن هذا أول ربع نرى فيه “بي واي دي" تتقدم على "تسلا" من حيث إجمالي عدد المركبات المباعة. مع ذلك جاءت ردّة الفعل على صعيد سهم "تسلا" متباينة، وأعتقد أن أرقام المبيعات كانت متوافقة مع توقعات وول ستريت ولم تحدث أي صدمات.

تشافكين:

سارة، سبق أن ألمحت إلى ذلك في 29 ديسمبر. فقد كتب ماسك أنا ملتزم بتوقعي بأنه إن كان أداء (تسلا) ممتازاً خلال السنوات الخمس المقبلة، فإن قيمتها على المدى الطويل قد تتجاوز قيمة شركتَي "أبل" و"أرامكو" مجتمعتين. هل سيصوّر الأمر بهذه الطريقة؟ وكأنما انتقل من نجاح إلى آخر، هل سيصوّر الأمر وكأنما هو نصر عظيم؟

هال:

أعتقد أن الهدف من التحدث عن هذه الأمور هو التركيز على عاملي المفاجأة والإبهاج، أليس كذلك؟ لهذا السبب يبدأ المرء بالحديث عن منظور واسع، وأعتقد أن هذا أمر يتفوّق فيه ماسك دائماً. هو يدفع الناس للاعتقاد أن المستقبل سيكون أكثر جنوناً وروعةً مقارنة مع الحاضر. بعد ذلك تأتي التفاصيل، والتي قد تتطلّب تخطي التوقعات، ولكن في حالة "تسلا"، لم يحدث ذلك دائماً، باستثناء فيما يتعلق باتساع استخدام السيارات الكهربائية. ولكن هنا أعتقد أن لدى "تسلا" فرصة أفضل قليلاً لأن شبكات الشحن لدى الشركات الأخرى تتدهور. لذا، يمكنك المراهنة على الشركة من هذا المنطلق. ولكن على صعيد الأرقام، السيناريو الأفضل هو القول ببساطة إن المستقبل سيكون أفضل بكثير مما يمكنك تخيله بدل التركيز على الوضع الحاضر.

شركات شحن السيارات الكهربائية تواجه تحديات مالية واستثمارية في 2024

منافسات "تسلا"

تشافكين:

أعتقد أن هذا ما يقوله. دانا تحدثت عن "بي واي دي"، ذكّرينا ما هي وإلى أي مدى تجوز مقارنتها مع "تسلا"؟ ما هي أوجه الشبه والتباين بينهما؟

هال:

"بي واي دي" هي شركة صينية للمركبات الكهربائية والبطاريات. وأعتقد أن معظم الناس يدركون أن ثمّة شركتين تقودان سوق المركبات الكهربائية: "تسلا" و"بي واي دي"، وكلتا الشركتين متكاملة رأسياً فهما تصنعان السيارات والبطاريات، ولديهما علم واسع عن أنظمة الدفع والهندسة وتطوير خلايا البطاريات.

تأتي بعدهما الشركات الأخرى، أي الشركات المخضرمة الصانعة للمعدات الأصلية، والتي تحاول دخول سوق السيارات الكهربائية، ولكنها لا تملك ما يكفي من الخبرة. أحد أبرز سرديات 2023 كان تباطؤ نمو السيارات الكهربائية، أي أن سوق السيارات الكهربائية ما تزال تنمو، ولكن بوتيرة أبطأ من ذي قبل.

لقد رأينا كيف قللت شركات مثل "فورد" و"جنرال موتورز" وغيرهما من توقعاتها. ولكن "بي واي دي" و"تسلا" تتصدران الترتيب العالمي لناحية الحجم، فقد سجّلت مبيعات "تسلا" نموّاً بنسبة 38% مقارنة بالعام الماضي. وهذا نموّ كبير. صحيح أن نموّ "تسلاً" ليس هائلاً كما كان في السابق حيث بلغ 50% في بعض السنوات، إلا أنها ما تزال تسجّل نموّاً متواصلاً. لا أعتقد أن "بي واي دي" تبيع السيارات في الولايات المتحدة، لذا كثيرون لا يعرفونها.

تسلا و"BYD" تسبقان فولكس واجن في السيارات الكهربائية حتى 2030

تشافكين:

نعم. والصين سوق ضخمة ترغب بالطبع "تسلا" أن تشارك فيها. هل هذا نذير سوء، بالأخص فيما يتعلّق بآمال "تسلا" الكبرى بتحقيق نموّ في الصين؟

هال:

أعتقد أن مراقبة كيف ستتفاعل "تسلا" مع "بي واي دي" في الصين في العام المقبل ستكون مثيرةً. فقد بذلت الشركة جهداً كبيراً لخفض أسعارها في الصين، كما أنها أطلقت كثيراً من حملات التسويق هناك. إلى ذلك، تدين "تسلا" بالكثير إلى الصين، حيث دعمت الحكومة الصينية بشكل كبير بناء مصنعها في شنغهاي، وتعدّ السوق الأضخم للشركة بعد الولايات المتحدة بفارق أشواط عن الأسواق التي تليها. لذا أعتقد أن مراقبة خفض الأسعار والطرق التي تحاول بها "تسلا" تحفيز الطلب في الصين ستكون مثيرةً جداً.

كيف تفوقت "بي واي دي" على "تسلا" في سباقها الخاص؟

تشافكين:

سارة، هل ترين أن تنازل ماسك بصورة من الصور عن عرش المركبات الكهربائية لصالح شركة أخرى أمر هام؟ إلى أي حدّ تتمحور الأسطورة التي صنعها لنفسه حول كونه رائداً في السوق؟ هل تعتقدين أنه لن يكون لذلك تأثير مهم في نهاية المطاف؟

فريير:

أعتقد إنني لو كنت إيلون ماسك، فإنني أحصل على الثناء نتيجة ذلك، أليس كذلك؟ إنه انتصار لأنه هو من أطلق ثورة المركبات الكهربائية في العصر الحديث. بالتالي، نجاح الشركات الأخرى بمثابة انعكاس لتأثيره على السوق، أو على الأقل هكذا سأنظر إلى الأمور إن كنت متفائلة. في الماضي سمعناه ينسب الفضل لنفسه عن ثورة السيارات الكهربائية برمتها، ولهذا تحدثنا في السابق عن الإهانة التي شعر بها حين لم يأت بايدن على ذكر "تسلا" خلال حديثه عن اتساع استخدام المركبات الكهربائية في الولايات المتحدة.

هل تنجح "سايبرترك"؟

تشافكين:

دانا، سبق لك التطرق إلى الشاحنة الكهربائية "سايبرترك". قرأت مقالك لدى "بلومبرغ" الذي أشرت فيه إلى تخمينات مختلفة حول عدد عربات "سايبرترك" المباعة. أعتقد أن تقديرات المحللين تتراوح من عدة مئات إلى عدة آلاف. نحن نعلم أن هناك سيارة "سيابرترك" واحدة على الأقل تسير على الطرقات بما أنه وقع حادث مروري في نهاية الأسبوع بين "سايبرترك" وسيارة "تويوتا كورولا"، التي لم تكن محظوظة ولكن لم تقع إصابات. إذا ما استندنا إلى وسائل التواصل الاجتماعي والتقارير المتفرقة الصادرة عن وكالات بيع سيارات "تسلا"، هل يمكن تكوين فكرة عن عدد شاحنات "سايبرترك" التي تسير على الطرقات، وكيف تجري هذه العملية التي كنّا نتحدث عنها طوال الأسابيع الماضية؟

هال:

غرّد إيلون في نهاية الأسبوع أن هناك حوالي 200 عربة منها على الطرقات الآن، لذا أعتقد أن حوالي 200 سيارة أصبحت بين أيدي العملاء. هناك أيضاً شاحنات "سايبرترك" في صالات العرض، وهي جزء من حملة تسويق واسعة لـ"تسلا". فالشركة تسعى لاستقطاب العملاء إلى صالات العرض لمشاهدة "سايبرترك" على أمل أن يجلسوا في سيارات من طراز (Y) ثمّ يقرروا شراء هذه السيارات. في الواقع رأيت شاحنة "سايبرترك" في الحقيقة حين كنت أسير نحو متجر "ترايدر جوز"، فقد مرّت بجانبي وفوجئت بها.

فريير:

إذاً أنت شاهدت إحداها على الطريق؟

هال:

نعم، حصل ذلك، يبدو أن أكثرها في تكساس وكاليفورنيا، حيث أعتقد أن أوائل الشحنات ستتجّه إلى هناك، وكانت الشركة قد أوضحت فيما مضى أن هذه المركبات ستنتشر ببطء. ولكن أعتقد أن عدم الإشارة إلى عدد الشاحنات المباعة في تقرير المبيعات الفصلي يشي بالكثير، أي أن الشركة لم تبع كثيراً منها.

الحادث الذي تحدثت عنه كان كلاسيكياً لناحية أن معظم الصحفيين لا يكتبون عادة عن حوادث السيارات ما لم تكن سيارة "تسلا" متورطة فيه. وهذا موضوع يثير استياء "تسلا" منذ فترة طويلة، حيث تقول الشركة "تقع آلاف حوادث السيارات في جميع أنحاء البلاد يومياً ولكنها لا تتصدر عناوين الأخبار إلا إذا كانت سيارة (تسلا) طرفاً فيها". في هذه الحالة، أعتقد أن سيارة "كورولا" اخترقت الفاصل الأوسط واصطدمت بشاحنة "سايبرترك"، ولا شيء يدلّ على أن "سايبرترك" تسببت بالحادث.

تشافكين:

الأهمّ أظنّ أنك تعرفين أن سائق الـ"كورولا" بخير، بما أن هناك من يحذّر، وربما عن حق، من حجم الشاحنة والخطر الذي قد تشكله على سيارات السيدان. مع ذلك، يبدو أن الجميع بخير. في نظري، أهم ما في شاحنة "سايبرترك" أنها تحطّم كلّ الحدود. هي مركبة مختلفة تماماً، تبدو وكأنها خارجة من الخيال العلمي، ولكن طريقة طرحها كانت مخيبة للآمال نوعاً ما، وقد انعكس ذلك في هذه الأرقام. رأينا ذلك أيضاً خلال الأسابيع القليلة الماضية حين كشف إيلون ماسك عن سيارة مستقبلية مذهلة، ولكن ذلك لم يثر كثيراً من الحماسة لأن الشركة لم تتمكن بعد من وضع هذه المركبات على الطرقات.

فريير:

جميع مركبات "سايبرترك" التي رأيتها في سان فرانسيسكو كانت نماذج تجريبية يختبرها أو يقودها موظفون.

هال:

نعم، تحمل حرفي "RC" على جوانبها، وهذا يعني أنها إصدار قيد الاختبار.

تشافكين:

هل يجعلك ذلك الشخص الأروع في سان فرانسيسكو أم الأقل روعة يا سارة؟

فريير:

حسب ما رأيت؟ أعتقد أنني في محيط من ذوي الرؤى المستقبلية.

استشراف 2024

تشافكين:

حسناً، آخر سؤال قبل أن ننتقل إلى أمور أخرى، وهو موجه لك دانا ويتعلق بما يعنيه ذلك بالنسبة لمستقبل "تسلا". سيصدر تقرير الأرباح في نهاية الشهر، ما هي توقعاتك؟ برأيك ماذا ينتظر شركة سيارات إيلون ماسك في المستقبل؟

هال:

أعتقد أن السؤال الأهم الذي يتردد في ذهن الجميع يتعلق بتوجّهات "تسلا" في 2024 من حيث مبيعات السيارات. وضعت الشركة هدفاً قدره 1.8 مليون مركبة لعام 2023، وقد حققته، ولكن ما هو الهدف لعام 2024؟ هل هو نمو ضئيل جداً؟ هل سيكون 2 مليون مركبة؟ 2.5 مليون مركبة؟ 3 ملايين مركبة؟ دائماً ما يتحدث إيلون عن النمو، فيما لدى الشركة تشكيلة باتت باهتة نوعاً ما الآن، كما أنها لم تطرح "سايبرترك" بكميات كبيرة حتى الآن. إذاً كيف ستتمكن الشركة من النموّ في حين أن المركبة الأكثر مبيعاً أي الطراز (Y) مرّ على طرحها أربع سنوات؟ أنا متأكدة أن "تسلا" ستحدثها، وربما تدخل بعض الأسواق الجديدة، ولكن ليس لديها أي منتج فاخر وجذّاب، في حين أن طرح "سايبرترك" يجري ببطء شديد.

هال:

لذا فإن مسألة الدلالات التي تأتي منها تحظى بأهمية لدى المستثمرين. ثمّ هناك سؤال كيف تؤثر تخفيضات الأسعار التي أحدثتها على مدى العام الماضي على الهوامش؟ لقد اتخذ إيلون ماسك في 2023 قراراً حصيفاً بإعلاء أهمية حجم المبيعات على حساب الهوامش كي يحمي حصة الشركة السوقية، وقد نجح هذا الرهان بشكل عام. لقد خفضت الشركة الأسعار وانطلقت منتجاتها إلى الأسواق، ولكن إلى أي حد هي مستعدة للمضي قدماً في هذا؟ هل ستستمر في خفض الأسعار أم أنها بلغت مستوى الاستقرار؟ هل ستبدأ الإعلانات التسويقية؟ ما الذي ستفعله لتستقطب شراةً جدداً لهذه السيارات؟ أعني بذلك زبائن لا ينتمون إلى النوع الذي استقطبته في البداية، وهم الشغوفون بالتقنية والمهتمون بالبيئة وتغير المناخ. إن الراغبين بشراء مركبات كهربائية قد اشتروا، والآن حان وقت بذل جهد حقيقي لإقناع الوسط الأميركي باقتناء مركبات كهربائية، وهذا أمر لم تكن "تسلا" مضطرة لأن تفعله فيما مضى.

فريير:

ولكننا نعلم أن الشركة ستسوّق لمنتجاتها من خلال منصة "إكس"، وهي بحاجة فعلية لذلك، أليس كذلك؟

هال:

نعم، أتساءل كم ستنفق على ذلك.

تدهور أحوال "إكس"

تشافكين:

حسناً لننتقل إلى موضوع "إكس"، ففي آخر يوم من 2023، أفاد موقع "أكسيوس" أن "فيديليتي"، الشركة الرائدة في إدارة الأصول، خفّضت تقييم "إكس" إلى أقل بنسبة 71.5% مما كانت عليه حين اشتراها إيلون ماسك مقابل 44 مليار دولار، ما يوحي بانخفاض قيمتها إلى نحو 12 مليار دولار، بما يشمل تراجع قيمتها بواقع حوالي 11% في نوفمبر. سارة، أجد نفسي لا أستوعب هذا التقرير، فالشركة كانت تلهث لالتقاط أنفاسها في الأشهر الأخيرة فيما أهان إيلون ماسك المعلنين. ويبدو وكأن الأمر لا يهمّه، لقد خسرت كثيراً من المال، ما الذي يعنيه هذا التقرير؟

تخفيض جديد لقيمة "إكس" بعد إعادة تقييم حصة "فيديليتي"

فريير:

أعتقد أن هذا التقرير مهم لأننا لا نعرف كيف تقيّم "إكس" نفسها، أعني بذلك الأداء الذي تبلغ به المصرفيين والمستثمرين، أي المعلومات التي يحصل عليها أولئك الاشخاص. وفيما أن أرقام "فيديلتي" ليست مثالية بما أننا لا نعرف عدد الأسهم التي تملكها ولا نعرف نوع المعلومات التي تحصل عليها من "إكس"، مع ذلك يشكل التقرير إفصاحاً عاماً نادراً حول الشركة.

تشافكين:

نعم، وأعتقد أن تلك نقطة توضح الأمر. للأسف، استمعت إلى مساحات "تويتر" مع كاثي وود وإيلون ماسك، حيث روجت كاثي وود، المستثمرة في شركة "إكس" خلال معظم الحديث لاستثماراتها وأثنت على حملة إيلون ماسك لمواجهة ما وصفته بفيروس حركة "الووك" الذهني. وبالطبع أتى ذلك بمفعول عكسي، وربما كان أشبه بسكب ماء بارد على من يروجون لهذه الأمور.

هال:

أعتقد أن هذا الأمر مثير للاهتمام لأنه يسلط الضوء على الأسطورة المحيطة بإيلون باعتباره عبقرياً مالياً، أليس كذلك؟ فهو قام حقاً بكثير من الأمور المذهلة، إذ أن "سبيس إكس" هي الشركة الخاصة الأعلى قيمة في الولايات المتحدة. أمّا "تسلا" فهي ثامن أو تاسع أكبر شركة في العالم. زاد رأس المال بذكاء في وقت كانت أسعار الفائدة منخفضة. ولكن "إكس" شكّلت اللحظة التي أساء فيها تقدير السوق، فقد دفع أكثر مما ينبغي، منفقاً 44 مليار دولار من أجل شراء منصة التواصل الاجتماعي قبل أن تبدأ السوق بالانهيار ولم يستطع قلب الأوضاع. أصبح إذاً مالك شركة انخفضت قيمتها إلى أقلّ بكثير من الثمن الذي دفعه مقابلها فيما يترتب عليه خدمة كلّ هذه الديون.

فرير:

أعتقد أن المهم بالموضوع أن هذا الرقم لا يتعلق بإيلون. أعني، الكثير من التعليقات الأخرى حول "إكس" والقرارات التي اتخذها بعض الأشخاص كانت ناجمة مباشرة عن سلوكه، منها قرارات المعلنين بسحب أموالهم. وهم أشخاص يصفهم ماسك بالكارهين ويوجه لهم نابي الألفاظ. فهو يشعر حقاً أنه في كل مرة تسحب فيها جهة أموالاً من "إكس" وكأنها توجّه ضربة شخصية له ولشركته وللمستقبل، أو ما يعتبره وعياً تجاه الإنسانية أو ما شابه ذلك. ولكن هذا التقرير يتعلق بـ"فيديليتي" التي تخبر مستثمريها "إليكم ما نملكه وما قيمته بناءً على أفضل تخميناتنا، واستناداً إلى جميع الأرقام التي بحوزتنا، سواء كانت تقييمات من جهة ثالثة أو منطلقة من اتصالات السوق أو ما شابه". فهنا "فيديليتي" لا تصوّر الأمور وكأنها تتمحور حول إيلون، بل تكتفي بتقديم تحديث حول محفظتها.

تشافكين:

هل تعرفين ما هي الأمور التي تدخل ضمن هذا التقييم أو كيف يجري هذا التقييم؟

فريير:

هذا هو الجزء الصعب. إذ تجري كلّ الأمور خلف الكواليس. نعلم أن "إكس" قدمت لكبار المساهمين بعض المعلومات حول سير أعمالها. وكانت بلومبرغ توقعت انخفاض مبيعات الإعلانات هذا العام إلى حوالي 2.5 مليار دولار، ما يعدّ انخفاضاً حاداً مقارنةً بالعام الماضي، ويهدد بخسارة أموال طائلة. ولا بدّ من الإشارة إلى أن هذا التغيير في التقييم تلى مباشرة تعليق ماسك حول المعلنين في مؤتمر "ديل بوك" (Dealbook). هذا التحديث يعود إلى 30 نوفمبر، فيتعين إجراء إعادة تقييم.

ديون "إكس"

تشافكين:

وهل سيؤثر ذلك على تسديد الديون وجهود إعادة التفاوض على الديون؟ سارة، كيف تبدو الأوضاع المالية لـ"إكس" في المستقبل، وهل هناك أمل لماسك بقلب الواقع؟

فريير:

سيكون صعباً تحقيق ذلك بسرعة، ولكن يدخل هذا الدين في موازنات جميع المصارف. ومن الواضح أن الأمر ليس مريحاً لها، فهي لا تستطيع بيع الدين، فقد سبق أن حاولت ذلك. وثمّة اتفاق فيما بينها يقضي أنه في حال باع أحد المصارف الدين، فعلى الجميع بيعه بنفس السعر. بالتالي، لا يمكن مثلاً لـ "مورغان ستانلي" أن يبيعه بسعر 20 سنتاً للدولار والتخلص منه. فإذا باع الدين بهذا السعر، يُسمح للجميع ببيع الأجزاء الأخرى التي بحوزتهم. وقد اتفقت على ذلك حتى لا تقوّض المصارف بعضها في مسعاها للتخلص من هذه الديون.

مع ذلك، قد تُتخذ بعض الإجراءات، مثل إعادة هيكلة "إكس" إذا ما ساءت الأمور كثيراً كما سبق أن ألمح ماسك. ولكن لا أعتقد أن ذلك سيحصل، لأنه إذا حدث ذلك فإن كل حقوق المساهمين ستصبح صفراً. ولا أعتقد أن ماسك يرغب بأن يفعل ذلك بأصدقائه المقربين والمستثمرين الذين وضعوا أموالهم في هذه الشركة. وهو سبق أن قال إنه ليس بصدد أن يبدأ بتبديد أموال الناس.

لذا أعتقد أنه سيحاول إيجاد وسيلة لإنجاحها. أعتقد أنه سيستخدم على الأرجح برنامج "غروك" للذكاء الصناعي كنقطة انطلاق لمحاولة جعل "إكس" أكثر من مجرد شبكة تواصل اجتماعي والاستفادة من موجة الذكاء الصناعي. هذه واحدة من الطرق التي يمكن أن يعتمدها، ولكن أصبح لدى الجميع اليوم تطبيق دردشة يعمل بالذكاء الصناعي، بالتالي علينا أن ننتظر ونرى مدى تميز هذا البرنامج.

تشافكين:

حسنًا، قبل أن ننتقل إلى التوقعات، أرغب في طرح سؤال أخير على دانا، كان هناك تخوّف منذ سنة حول احتمال تأثير سلوك ماسك في "إكس" على "تسلا"، إلا أن أرقام شركة السيارات جاءت متوافقة مع التوقعات، فلماذا لم يؤثّر ما يحدث في "إكس" على "تسلا"؟ هل وصلنا إلى مرحلة تأكّد فيها أن هذا الأمر لن يحدث، وربما أن ما يخص شركة السيارات في معزل عما سواه؟

هال:

كنّا قد كتبنا مقالاً معاً عن هذا الأمر في العام الماضي، صحيح؟ هناك بالتأكيد دليل على وجود جمهور يرفض شراء "تسلا"، أي يوجد حقاً مستهلكون حول العالم يقولون إنهم لن يشتروا أبداً سيارات "تسلا" احتجاجاً على ما يصفونه بأفعال إيلون ماسك المقيتة على "تويتر/إكس". ولكن في الأساس، يشتري الناس السيارات استناداً إلى سعرها وتنوعّ معروضاتها وجودة التقنية، وما تزال "تسلا" الشركة الرائدة على هذا الصعيد، على الأقل هنا في الولايات المتحدة.

اعتقد أن سلوكيات إيلون ماسك تلفت أنظار الأميركيين أكثر من غيرهم حول العالم. مثلاً، لا أعلم إلى أي مدى يتابع المستهلك العادي في الصين ما يقوله إيلون ماسك على "تويتر" في الساعة الثانية صباحاً. صحيح أن العلامة التجارية لطالما كانت مرتبطة بشكل وثيق بإيلون، ولكن كما أشارت سارة من قبل، فإن مزيداً من المديرين التنفيذيين في "تسلا" يستخدمون "إكس" للترويج للشركة.

بدأ مزيد من المديرين التنفيذيين بالتغريد. كما أصبح لكلّ قسم في "تسلا" حساب على "إكس" مثل "سايبرترك" وفريق التوظيف في الشركة والمصانع، حتى الرجل الآلي "أوبتيموس" (Optimus) لديه حسابه الخاص على المنصة.

لذا كما ترى تقوم الشركة بالكثير من التسويق عبر موقع "إكس"، ورداً على تساؤل سارة ما إذا كانوا سيقومون بالإعلان أو إذا سبق وبدؤوا بذلك، فسيكون من المثير متابعة ذلك خلال 2024.

تشافكين:

إذاً سنتابع ونرى، ولكن الآن أرغب في الحديث عن التوقعات. هذه بداية العام، وأعتقد أن على كلّ منّا أن يدلي بتوقعاته للعام الجديد. سارة، لنبدأ معكِ. ما هي توقعاتك لعام 2024.

فريير:

أعتقد أن تأثير موقع "إكس" سيكون أقل بكثير على انتخابات 2024 مما يظنّه الجميع. أعتقد أنه بحلول ذلك الوقت، سيكون الجدل السياسي قد انتقل إلى مكان آخر، و إذا كانت هناك انتخابات أخرى بين ترمب وبايدن، فستزيد اللامبالاة بما أن كثيرين يكرهون الرجلين. ببساطة لا أظنّ أن الحماسة سترقى لما رأيناه في الانتخابات السابقة، ولكن ربما هذه مجرد أماني.

شافكين:

أعتقد أنك تعبرين عن أمانيك فقط.

هال:

أنا أيضاً أعتقد أن أهمية المنصة تراجعت.

شافكين:

حين يرشّح دونالد ترمب "غروك" لمنصب وزير الدفاع، ستتراجعين عن تصريحك.

فريير:

سأفعل ذلك.

تشافكين:

دانا، ماذا عنك؟ ما هي توقعاتك؟ قدمت لنا سارة توقعاً إيجابياً جداً يمكن أن نتطلع إليه في 2024. ماذا عنك؟ ما الذي تأملينه أو تتوقعينه في العام الجديد؟

هال:

أتوقع أن يصوّر إيلون ماسك نفسه أكثر فأكثر كضحية للتدخل الحكومي. سبق أن شهدنا ذلك مراراً، فقد دخل في نزاعات مع الهيئات الناظمة طوال مسيرته المهنية. إنه يصف الهيئة الوطنية للنقل والسلامة بشرطة القضاء على المرح، والهيئة الفدرالية للأوراق المالية على أنها هيئة إثراء البائعين على المكشوف، كما أنه ليس معجباً بالهيئة الفيدرالية للتجارة ولا الهيئة الفدرالية للاتصالات.

مع نمو إمبراطوريته، ستحاول مختلف الهيئات الحكومية لجمه بدرجات متفاوتة ولكن نجاحها سيكون محدوداً. مع ذلك، أظنّ أن ذلك سيدخل ضمن الحلقة الانتخابية حيث سترون أن إيلون سيصوّر نفسه أكثر فأكثر على أنه ضحية التدخل الحكومي الواسع وأن الهيئات الناظمة وبايدن بالأخص يحاولون النيل منه. فهو يريد أن يظهر أن أولئك الأشرار في الحكومة يحاولون القضاء عليه ولا يقدّرون كلّ ما قام به من أجل إنماء فرص العمل في الولايات المتحدة.

تشافكين:

ترتبط توقعاتي نوعاً ما بتوقعات سارة، ولكن قد تكون أقل جدية. أتوقع أن يعزز إيلون ماسك تحالفه مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، مع عدم وضوح ما الذي سيعنيه ذلك. وأعتقد أنه يجب أن نتابع حكاية إيلون ماسك هذه. آمل ألا أكون متجاوزاً لحدود المنطق المستساغ في هذا الطرح، ولكن ماسك أمضى جزءاً من ديسمبر هناك، وقد تحدث كثيراً عن ضرورة أن يتكاثر الإيطاليون. أعتقد أن هناك ما يمكن تحريه في هذا.

هال:

أعتقد أنه على هذا البودكاست النظر برحلة إلى إيطاليا لنقل الأحداث من هناك. كما يقولون عام جديد وبدايات جديدة.

فريير: ربما يكون حواراً من الكولوسيوم.

هال: يعيد كثير من الأشخاص تقييم علاقاتهم في بداية العام الجديد.

تشافكين: أوافق على ذلك، نحتاج إلى جلسة خارجية، سأطرح هذا الموضوع عند عودة ديفيد بابادوبولوس.