تشاؤم تجاه أسهم شركات السلع الفاخرة مع زيادة التحذيرات

المستثمرون يسارعون إلى بيع الأسهم وسط مخاوف تراجع الطلب في 2024

صورة لساعة "رولكس" مستعملة في المقر الرئيسي لـ"إيكو ستايل"، وهو متجر بيع بالتجزئة للسلع الفاخرة المستعملة، في طوكيو، اليابان
صورة لساعة "رولكس" مستعملة في المقر الرئيسي لـ"إيكو ستايل"، وهو متجر بيع بالتجزئة للسلع الفاخرة المستعملة، في طوكيو، اليابان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يستعد المستثمرون في أسهم شركات السلع الفاخرة لاستقبال مزيد من الأخبار السيئة بعد تراجع أداء شركات مثل "بربري غروب" و"هوغو بوس" (Hugo Boss) دون مستوى التوقعات المتحفظة فعلاً، وظهور بيانات اقتصادية في الصين تشير إلى ضعف فرص انتعاش الاقتصاد في الأجل القريب.

وعلى الرغم من انخفاض قيم الأسهم بنسبة تجاوزت 20% عن مستوى ذروة السنة الماضية، دفعت تحذيرات من شركات بريطانية وألمانية المستثمرين نحو المسارعة إلى بيع هذه الأسهم. ويشير ذلك إلى أن مضاعف الربحية المستقبلي في هذه المجموعة من الأسهم لم يأخذ بالحسبان مشكلات القطاع بصورة كاملة.

قالت سوثا راماشاندران، مديرة صندوق في "أرتيميس إنفتستمنت مانجمنت" (Artemis Investment Management): "ما زالت مشاعر الثقة مضطربة حول أي الأسهم سينخفض تقييمها مستقبلاً".

ستطرح شركة "ريتشمونت" (Richemont) رؤية جديدة حول تعامل شركات السلع الفاخرة مع تراجع النمو على مستوى القطاع عندما إعلانها عن مبيعات الربع الثالث. وقد عانت مالكة شركة "كارتييه" (Cartier) تخفيضاً في تصنيفها الائتماني من قبل شركة "إنفيستك" الأسبوع الجاري، بعد 6 عمليات تخفيض على الأقل لشركة "إل في إم إتش" (LVMH) رائدة القطاع خلال النصف الثاني من السنة الماضية.

مخاوف الطلب

تفاقمت مخاوف الطلب على السلع الفاخرة الأربعاء مع الإعلان عن أرقام ضعيفة تتعلق بنمو الاقتصاد في الصين التي تستحوذ على ربع قيمة هذه السوق في العالم التي تُقدر إجمالاً بنحو 362 مليار يورو (394 مليار دولار)، ما أسفر عن تراجع شامل في القطاع الأوروبي.

وقلصت أغلب شركات الوساطة توقعاتها للأرباح بما يفوق 5% منذ سبتمبر الماضي، مع استمرار حالة الغموض بشأن فرص القطاع، واعتمادها على تعافٍ اقتصادي عالمي ما يزال هشاً.

اقرأ أيضاً: موجة الإقبال القياسي على شراء الساعات السويسرية الفاخرة تنحسر

يتوقع المستثمرون أن تكون بداية هذا السنة سيئة، لا سيما بالمقارنة مع حالة التفاؤل في بداية 2023، عندما عززت إعادة فتح اقتصاد الصين الإنفاق ببذخ على الساعات الفاخرة والمعاطف باهظة الثمن، ما دفع لفترة وجيزة تقييم شركة "إل في إم إتش" إلى تجاوز 500 مليار دولار.

قال محللو بنك "إتش إس بي سي" بقيادة أوريلي هوسون دوموتييه في مذكرة للعملاء: "لا نرى ما يحفز نشاط قطاع السلع الفاخرة قبل الفترة من أبريل لمايو 2024". علاوة على ذلك، باتت زيادة الأسعار مشكلة بالنسبة للمستهلكين المتطلعين إلى الشراء، مع ضعف الطلب على السلع الفاخرة خلال موسم العطلات، حسبما ذكر المحللون.

الفائزون

رغم ذلك، فإن القطاع الذي يمر بفترة صعبة، يحتوي على فرصة للفائزين. كشفت "هيرميس"، بصفة خاصة، عن مستوى من الضعف يقل عن أقرانها، مع استمرار الطلب مرتفعاً على حقائب اليد الشهيرة التي تستطيع بيعها بأسعار تبدأ من 8 آلاف يورو حتى عشرات آلاف اليوروات.

قال برونو فاكوسين، مدير محافظ أول في شركة "بالاتين أسيت مانجمنت" (Palatine Asset Management): "ربما تظهر الأسهم تبايناً كبيراً في أدائها. وأتوقع فجوة كبيرة في الأداء بين الشركات الكبرى مثل "هيرميس" و"إل في إم إتش" والشركات الأخرى المتخلفة عن الركب في هذا القطاع".

اقرأ أيضاً: "بربري" تحذر من ركود سوق السلع الفاخرة وتهديده إيراداتها

وتعلن شركتا "إل في إم إتش" و"هيرميس" عن النتائج السنوية في 25 يناير الجاري وفي 9 فبراير المقبل على التوالي.

يحتفظ الكثيرون برهانهم طويل الأجل على قطاع معروف بقدرته على تحقيق نمو فائق بسبب القدرة على رفع الأسعار التي عادة ما تتجاوز مستويات التضخم وتحافظ على هوامش الأرباح. وما زالت أغلبية كبيرة من المحللين الذين تتبعتهم "بلومبرغ" يوصون بشراء أسهم "إل في إم إتش" و"ريتشمونت"، في حين أن بقيتهم يعلنون موقفاً محايداً.

الانتعاش قادم

رجحت راماشاندران من "أرتميس إنفستمنت مانجمنت" انتعاش الأرباح بعد 6 شهور مع تسارع النمو الاقتصادي وزيادة أعداد المسافرين من الصين.

وقالت ديبورا أيتكين، محللة "بلومبرغ إنتليجنس"، إن القطاع حالياً يعاني انخفاضاً في التقييم وينتظر أخباراً جيدة على مستوى الاقتصاد الكلي مثل خفض أسعار الفائدة وارتفاع الأجور الحقيقية، وذلك بالنسبة للعلامات الجديدة من الملابس والعلامات التجارية الطموحة الأخرى.

اقرأ أيضاً: "فالنتينو" تتوقع نظرة قاتمة لنمو السلع الفاخرة

حتى ذلك الحين، سيواجه القطاع مزيداً من المخاطر، لا سيما بالنسبة للشركات في أسفل قاعدة الهرم، بحسب أريان هايات، مديرة صندوق في شركة "إدموند دي روتشيلد أسيت مانجمنت". تابعت : "قطعاً، لا نتوقع تلقي كثير من الإشارات التفاؤلية".

إضاءة على الأرباح:

- أعلنت شركة " تشارلز شواب" عن تراجع الأرباح والأصول والودائع الجديدة في وقت اجتازت فيه سنة مضطربة جراء رفع أسعار الفائدة أثرت سلباً على الميزانية العمومية لها، وهي مجموعة من النتائج التي أدت إلى هبوط سهمها بنسبة 1.3%.

- انخفض سهم شركة "برولوجيس" 3% تقريباً بعد أن أعلن صندوق الاستثمار العقاري للأغراض الصناعية عن إيرادات للربع الأخير من العام الماضي لم ترق إلى مستوى التقديرات، ونطاق مستهدف لأرباح التشغيل (FFO) للسهم في 2024 أثار قلق المستثمرين من أنها قد لا تلبي التوقعات.

- أعلن بنك "يو إس بانكورب" عن أرباح تخطت تقديرات المحللين، إذ استفاد البنك من صعود أسعار الفائدة. ومع ذلك، فإن صافي دخل الفوائد لم يبلغ ما توقعه المحللون، وهبط مقارنة بالسنة السابقة. وانخفض سهم البنك بنسبة 1.7 %.

- هبط سهم شركة: "بيرسون" بنسبة 2.1%، مواصلاً تراجعه عن أعلى مستوياته في 13 شهراً، إذ أثرت تقلبات سعر صرف الجنيه الإسترليني بصورة محدودة على مستهدف أرباح التشغيل المعدلة لعام 2023. وبحسب تعديلات نظراً للتقلبات، ذكرت شركة نشر المواد التعليمية أن الأرباح ستواكب الرقم المستهدف الذي جرت زيادته في أكتوبر الماضي.

- هبط سهم "غيبيرت" (Geberit) بنسبة 4.9% إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من شهر بعد أن أعلنت شركة مواد البناء السويسرية أنها تتوقع هبوط الطلب في 2024 حتى مع تخطي إيرادات الربع الأخير من السنة الماضية تقديرات المحللين.