تمهل الفيدرالي يكبد الأسهم الأميركية أعنف هبوط يومي في 2024

مؤشر "إس آند بي 500" يسجل أسوأ أداء في يوم اتخاذ الاحتياطي الفيدرالي قراره حول الفائدة منذ مارس

صورة جوية لمقر "غوغل بليكس" الرئيسي فوق ماونتن فيو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة
صورة جوية لمقر "غوغل بليكس" الرئيسي فوق ماونتن فيو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تكبدت الأسهم الأميركية أعنف هبوط لها في يوم إعلان الاحتياطي الفيدرالي عن قرار أسعار الفائدة منذ مارس الماضي، بعد أن قال جيروم باول إن الاحتياطي الفيدرالي يريد إبقاء خياراته مفتوحة بدلاً من التسرع في خفض أسعار الفائدة.

وفي حديثه بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة، قال باول إنه لا يعتقد أن البنك المركزي قد يخفض أسعار الفائدة في مارس. وفي إشارة إلى أن مسؤولي السياسة النقدية ليسوا في عجلة من أمرهم لخفض أسعار الفائدة، قال البنك المركزي أيضاً إنه "لا يتوقع أنه سيكون من المناسب خفض النطاق المستهدف حتى يكتسب ثقة أكبر في أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو 2%".

قال أوسكار مونوز من "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities): "إذا توقع المضاربون على صعود الأسهم خفض أسعار الفائدة في شهر مارس، فيبدو أن باول قد أغلق الباب أمامهم".

باول يستبعد خفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة في مارس

تكبد مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) أقوى هبوط منذ سبتمبر، فاقداً 1.6%، وقادت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى الخسائر، وهي المجموعة التي عززت ارتفاع السوق الصاعدة. تراجعت أسعار أسهم "مايكروسوفت"و"ألفابت" بعد خيبة أمل المستثمرين الذين راهنوا على أن ازدهار الذكاء الاصطناعي سيعزز نتائج الأعمال بسرعة. بعد الإغلاق، قدمت شركة "كوالكوم" توقعات إيرادات تتماشى مع التقديرات. وتم تداول سندات الخزانة بعيداً عن أعلى مستوياتها خلال الجلسة، رغم استمرار الطلب عليها إذ أدى القلق الجديد بشأن المقرضين الإقليميين إلى تفاقم المخاوف الاقتصادية بعد خسائر "نيويورك كوميونيتي بانكورب" المفاجئة.

اقرأ المزيد: خسائر مفاجئة تهوي بأسهم "نيويورك كوميونيتي بانكورب" 46%

تعليقات على قرار الاحتياطي الفيدرالي:

كريس زاكاريلي من "اندبندنت أدفايزور أليانس":

"أقر الاحتياطي الفيدرالي اليوم رسمياً برغبته في خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، لكنه لم يعط بعد إشارة إلى متى سيبدأ عملية خفض أسعار الفائدة. وبالنظر إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يخطط لبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول -ولكن الأمر لا يتعلق بما إذا كان سيخفض أسعار الفائدة، بل متى- فإننا نعتقد أن مسار سوق الأسهم سيكون لأعلى. في نهاية المطاف، قد يؤدي ركود أو انهيار أرباح الشركات إلى خروج السوق عن مسارها، ولكن في غياب ذلك، فإن المسار الأقل مقاومة سيكون الصعود، بغض النظر عن حقيقة أن التقييمات أعلى من متوسطها ​​على المدى الطويل".

غريغ ماكبرايد من "بانك ريت" (Bankrate):

"يقترب مجلس الاحتياطي الفيدرالي من الخفض الأول لأسعار الفائدة، لكننا لم نصل إليه بعد. انخفض التضخم بشكل أسرع من المتوقع، ولكن ما إذا كان من الممكن الحفاظ عليه أم لا هو أمر أساسي لقرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن تحديد موعد البدء في خفض أسعار الفائدة. من المؤكد أن الاحتياطي الفيدرالي يعارض فكرة خفض أسعار الفائدة في مارس، مما حطم آمال المستثمرين مرة أخرى، لكنه يبقي الخيارات مفتوحة، ويظل غير ملتزم كما يفعل البنك المركزي".

الاحتياطي الفيدرالي يبقي أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الرابعة

وأضاف: "صعدت أسعار الفائدة بسرعة.. لكن خفضها سيستلزم وقتاً أطول".

سيما شاه من "برينسيبال أسيت مانجمنت" (Principal Asset Management):

"بعد شهر تميز بموجة من البيانات الاقتصادية القوية وضغوط أسعار معتدلة، ليس من المستغرب أن يتردد الاحتياطي الفيدرالي حيال تقديم توجيهات مسبقة لخفض أسعار الفائدة. استمرار قوة بيانات سوق العمل والنشاط الاقتصادي تُحدث حتماً بعض التردد في توقعاتهم. لقد كان تحسن التضخم كبيراً، ولكن طالما أن الاقتصاد الأساسي قوي للغاية، فلا يمكن تجاهل خطر تجدد الضغوط التضخمية".

ويتني واتسون من "غولدمان ساكس أسيت مانجمنت":

"مع النمو الاقتصادي المطرد، يتوقع أن ينتظر صناع السياسات النقدية المزيد من الأدلة على اتجاه التضخم الهبوطي بشكل مستدام قبل إجراء أي تغييرات. وبالنسبة للمستثمرين، هذا هو الوقت المناسب لتأمين عوائد جذابة على السندات عالية الجودة للحصول على دخل جذاب والتموضع تأهباً لخفض أسعار الفائدة، إذ يبدو أن أسعار الفائدة الرسمية للبنك المركزي ستنهي العام على انخفاض للمرة الأولى منذ عامين".

كريس لاركن من "إي *تريد" التابعة لـ"مورغان ستانلي":

"رغم أن الاحتياطي الفيدرالي خفف من نبرته المتشددة، إلا أنه أشار أيضًا إلى أنه ليس من الواضح بعد أن التضخم بات تحت السيطرة تماماً. وكالعادة، قالوا إنهم سيتركون البيانات الاقتصادية تحدد مسارهم. لفترة من الوقت، كان النقاش يدور حول ما إذا كان السوق متفائلاً للغاية بشأن خفض سعر الفائدة في مارس. لقد كان التضخم أكثر ثباتاً قليلاً مما كان متوقعاً في الآونة الأخيرة، واستمرت سوق العمل في الغالب في الارتفاع بشكل مفاجئ".

أظهرت بيانات يوم الأربعاء أن مؤشراً واسعاً لتكاليف العمالة الأميركية انخفض بأكثر من المتوقع في إشارة جديدة إلى تخفيف ضغوط التضخم مما يمنح مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي مجالاً لخفض أسعار الفائدة هذا العام. وأظهر تقرير منفصل صادر عن معهد أبحاث ADP أن الشركات أضافت 107 آلاف وظيفة في يناير، وذلك أخفض مما كان متوقعاً، كما تباطأ نمو أجور العمال.

وقال غريغ بيترز، من "بي جي آي إم فيكسد إنكم" (PGIM Fixed Income)، إن السوق كانت سريعة للغاية في تجاهل التهديد الذي يشكله التضخم بعد الانخفاض "القياسي" نحو أهداف البنك المركزي. وأبدى قلقاً من أن الجزء الأصعب من المعركة ضد التضخم لا يزال أمامنا، مما يعني المزيد من تقلبات السوق ويحمل تنبيهاً محتملاً لحاملي السندات الذين يراهنون على تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة هذا العام.

يرى مارك هاكيت من "نيشن وايد" (Nationwide)، إن السوق عند مفترق طرق حاسم حيث إن الزخم القوي الذي شهدته منذ أكتوبر يتوازن مع التوقعات المرتفعة ونتائج الأرباح المحبطة.

ورغم خسائر يوم الأربعاء، حقق مؤشر "إس آند بي 500" صعوداً للشهر الثالث على التوالي.

شهر يناير مرآة تعاملات العام. هذه هي نظرية الظاهرة المعروفة باسم "بارومتر يناير" - حيث يفترض إجماع وول ستريت أنه إذا ارتفعت الأسهم في يناير، فسوف تكون على استعداد لإنهاء العام مرتفعةً، والعكس صحيح. ومنذ عام 1938، تحقق مقياس يناير بنسبة 74% تقريباً في تلك الفترة، وصعدت الأسهم خلال الأحد عشر شهراً التالية بنسبة 67%، وفق شركة تداول الأسهم "ألماناك" (Almanac).

اتساع صعود السوق

يتوقع أحد أبرز المضاربين على هبوط السوق في وول ستريت الآن أن تتوسع مكاسب الأسهم الأميركية إلى أوراق أقل شعبية من شركات التكنولوجيا الكبرى التي هيمنت على الارتفاع حتى الآن.

ويرى مايك ويلسون، من "مورغان ستانلي"، الذي تمسك بتوقعاته بهبوط الأسهم العام الماضي بينما ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 24%، فرصاً في شركات خارج ما يسمى بالعظماء السبعة التي قادت مكاسب الأسهم خلال معظم 2023، ونصح المستثمرين بشراء شركات النمو عالية الجودة التي يمكن أن تولد قوة تسعير.

"في عالم الأسهم، أعتقد مرة أخرى، أن الأمر سيكون محدداً بشكل غريب، لا أعتقد أنه سيكون ضيقاً مثل العام الماضي"، وفق تصريحات ويلسون بعد ظهر يوم الثلاثاء في مؤتمر "ICONNCELS Global ALTS" في ميامي بيتش. وأضاف: "المؤشر الكبير ممتلئ، كما أنه بلغ مستهدفه. وعند النظر لجميع المقاصد والأغراض، فالقيمة ليست هناك. بل في الأسهم غير المشهورة".

هل تواصل أسهم "العظماء السبعة" قيادة مكاسب السوق في 2024؟

في غضون ذلك، زادت وزارة الخزانة الأميركية حجم إصداراتها الفصلية من الديون طويلة الأجل للمرة الثالثة على التوالي، وقالت إنه من غير المرجح حدوث زيادات أخرى حتى العام المقبل. قد يساعد التخفيف من الزيادات الإضافية لأحجام المزادات للأوراق المالية طويلة الأجل في دعم الطلب على سندات الخزانة.

وكان المستثمرون لعدة أشهر أكثر حساسية بشكل خاص للأخبار المتعلقة بالمعروض الإجمالي من الديون الفيدرالية، في وقت كان الاحتياطي الفيدرالي يقلص بشكل مطرد حيازاته من الأوراق المالية الأميركية.

وقال جينادي غولدبرغ من "تي دي سيكيوريتيز": "جاء استرداد الأموال في فبراير بمثابة ارتياح للأسواق حيث اقترحت وزارة الخزانة نهاية الزيادات في حجم المزادات بدءاً من مايو".

أداء أبرز المؤشرات:

  • انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.6% حتى الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
  • تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.9%.
  • هبط مؤشر داو جونز الصناعي 0.8%.
  • ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.2%.
  • انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات تسع نقاط أساس إلى 3.94%.
  • هبط سعر "بتكوين" بنسبة 2.3% إلى 42540.76 دولار.
  • تراجع سعر "إيثر" 3.9% إلى 2287.38 دولار.
  • انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 2034.33 دولار للأوقية.