قطاع التكنولوجيا يقود ارتفاع أسعار الأسهم الأميركية بعد صدمة "الفيدرالي"

"ميتا" تعلن عن أول توزيعات أرباحها الفصلية وتعتزم إعادة شراء أسهم بقيمة 50 مليار دولار

شاشة تعرض بيانات سوق الأسهم في ناسداك ماركت سايت في نيويورك
شاشة تعرض بيانات سوق الأسهم في ناسداك ماركت سايت في نيويورك المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

امتد صعود أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى إلى الساعات المتأخرة بعد التوقعات الصعودية من اثنتين من الشركات العملاقة التي عززت ارتفاع الأسهم من القاع: "ميتا بلاتفورمز"، و"أمازون" لتفوق مكاسبهما تراجع سعر سهم "أبل".

ارتفع صندوق "QQQ" المتداول في البورصة والبالغة قيمته 244 مليار دولار ويتتبع مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100)، بعد صعوده في التداولات الاعتيادية. تفوقت توقعات "ميتا" لنمو إيراداتها على التقديرات، بينما أعلنت أنها ستدفع أول توزيعات أرباح ربع سنوية على الإطلاق بقيمة 50 سنتاً للسهم، ووافقت على عمليات إعادة شراء أسهم بمبلغ إضافي قدره 50 مليار دولار. وفي سياق مواز، أعلنت "أمازون" عن تسجيلها مبيعات قوية وفاقت توقعاتها للدخل التشغيلي التوقعات. وعلى الجانب الآخر، شهدت "أبل" ركوداً عميقاً في الصين خلال فصل العطلات، رغم أن إجمالي مبيعات "أيفون" كان أقوى من المتوقع.

ارتدت أسعار الأسهم لأعلى يوم الخميس في ظل تأهب وول ستريت لتقرير الوظائف الأميركية. كما تابع المتداولون البنوك الإقليمية مع تراجع سعر سهم "نيويورك كوميونيتي بانكورب" (New York Community Bancorp) للجلسة الثانية على التوالي، في حين قال رئيس مجموعة "سيتيزنز فاينانشال غروب" (Citizens Financial Group) إن المشكلات التي أدت إلى انهيار بعض المقرضين العام الماضي أصبحت إلى حد كبير من الماضي. انخفض سعر النفط بعد جلسة متقلبة بعد ورود تقارير متضاربة عن مدى التقدم في اتفاق لعقد هدنة في الحرب بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح الرهائن.

سعر سهم "نيويورك كوميونيتي بانكورب" يهبط لأدنى مستوياته في 24 عاماً

تقارير اقتصادية

وفي الفترة التي سبقت صدور أرقام الوظائف الحكومية، أظهر تقرير أن طلبات إعانة البطالة ارتفعت بشكل غير متوقع إلى أعلى مستوى في شهرين. وتوقع الاقتصاديون الذين شملهم استطلاع بلومبرغ أن ترتفع كشوف الأجور بنحو 185 ألف وظيفة في يناير بعد زيادة قدرها 216 ألفاً في ديسمبر. وأظهرت بيانات منفصلة أن إنتاجية العمال تقدمت بوتيرة سريعة، بينما ارتفع مؤشر نشاط المصانع الأميركية إلى أعلى مستوى في 15 شهراً.

ويرى فؤاد رزاقزادة من "سيتي إندكس" و"فوركس.كوم" أن "الاهتمام سوف يتحول إلى بيانات الوظائف الأميركية.. ومع ذلك، لا يزال المتداولون متمسكين بإمكانية خفض أسعار الفائدة في وقت أبكر من المتوقع. وقد ترتفع هذه التوقعات أكثر إذا اتخذت البيانات الأميركية الواردة من الآن فصاعداً منعطفاً هبوطياً.

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) بأكثر من 15، بعد تكبده أكبر انخفاض له في يوم إعلان الاحتياطي الفيدرالي قرار الفائدة منذ مارس الماضي. وانخفضت عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار ثلاث نقاط أساس إلى 3.88%. ارتفعت قيمة الجنيه الإسترليني بعد أن حذر بنك إنجلترا من أن ضغوط الأسعار قد تعاود الظهور مرة أخرى.

أظهر استطلاع أجرته شركة "22 في ريسيرش" (22V Research) أن 50% من المشاركين يعتقدون أن بيانات التوظيف يوم الجمعة ستكون "خالية من المخاطرة"، ويتوقع 33% أن "تحتوي مخاطرة"،ويرى 17% أنها ستكون "مختلطة أو لا تذكر".

موعد خفض أسعار الفائدة

يأخذ الاقتصاديون تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على محمل الجد ويتخلون عن آخر توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة في مارس، بينما يضعون أنظارهم على مايو.

قامت "غولدمان ساكس"، و"بنك أوف أميركا"، و"باركليز" -الذين يعتبرون من آخر مصارف وول ستريت التي كانت تتوقع أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض سعر الفائدة القياسي في شهر مارس- بتغيير تقديراتهم بشأن موعد الخفض إلى مايو، بعد انتهاء المؤتمر الصحفي لجيروم باول يوم الأربعاء.

باول يستبعد خفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة في مارس

تتوقع عقود المبادلة التي تتنبأ بنتائج اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية تيسير السياسة النقدية بحوالي 150 نقطة أساس هذا العام، وترجح بالكامل إجراء أول خفض للفائدة في مايو.

مبيعات مؤسسية عند القمة

في هذه الأثناء، باع المستثمرون من المؤسسات أكبر قدر من الأسهم الأميركية في أسبوع واحد منذ ما يقرب من عقد، حتى مع تحرك مؤشر "إس آند بي 500" بالقرب من أعلى مستوياته على الإطلاق، وفقاً لاستراتيجيي "بنك أوف أميركا" بقيادة جيل كاري هول.

وقال "بنك أوف أميركا" إن صناديق الاستثمار وصناديق التقاعد وشركات التأمين والبنوك سجلت في الأسبوع الماضي أكبر قيمة لبيع الأسهم منذ 2015. وجاءت التدفقات الخارجة رغم ارتفاع المؤشر القياسي 1.1%، حيث سجلت سبعة من أصل 11 قطاعاً عوائد إيجابية. واختلفت هذه المجموعة عن العملاء من الأفراد وصناديق التحوط، التي كانت مشترياً صافياً للأسهم والصناديق المتداولة في البورصة خلال هذه الفترة.

إذا انخفضت سوق الأسهم الأميركية قليلاً من هذه المستويات، "فمن الممكن أن تنخفض كثيراً"، وفق سكوت روبنر، المتخصص التكتيكي لدى "غولدمان ساكس غروب"، الذي حذر في مذكرة للعملاء يوم الخميس من أن "تجارة الألم (أي تحرك السوق المباغت عكس المتوقع) أصبحت الآن لأسفل، وليست لأعلى من هذه المستويات".

كتب روبنر: "نعاني مشكلات متعلقة بالقمم في سوق الأسهم الأميركية، والتوقعات ببساطة مرتفعة للغاية في فبراير"، مشيراً إلى مستويات الرافعة المالية العالية، والمراكز المجهدة في العقود الآجلة، وانخفاض السيولة.

نصح مايك ويلسون من "مورغان ستانلي" المستثمرين بشراء أسهم النمو عالية الجودة، لافتاً إلى أن هناك فرص تقع أبعد من شركات التكنولوجيا العملاقة التي دفعت الأسهم إلى الارتفاع في 2023.

وقال ويلسون لتلفزيون بلومبرغ يوم الخميس: "لا نعتقد أن التعاملات ستنتقل إلى مجموعة (أسهم) أقل جودة.. هذا رهان ركود. نحن لسنا في حالة ركود".

يتوقع أن تتواصل الطفرة القياسية في مبيعات السندات الأميركية ذات الدرجة الاستثمارية إلى شهر فبراير، إذ تلبي عودة الاستحواذات على الشركات طلب المستثمرين النهم على الديون الجديدة.

"بنك أوف أميركا" يتوقع أن تبيع الشركات سندات عالية الجودة هذا الشهر بما بين 160 مليار دولار إلى 170 مليار دولار، وهو أكبر مبلغ يتم تسجيله في شهر فبراير. ومن شأن ذلك أن يتراكم فوق فيض الأوراق المالية الجديدة البالغ حوالي 190 مليار دولار في يناير، خاصة مع اصطفاف الشركات الكبرى للحصول على التمويل بعد إعلان أحدث نتائج أعمالها.

أداء أبرز المؤشرات:

  • ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.3% حتى الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك
  • صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.2%
  • انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.5%
  • ارتفع سعر "بتكوين" 1.3% إلى 42994.41 دولار
  • صعد سعر "إيثر" 0.9% إلى 2298.26 دولار
  • ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.8% إلى 2055.20 دولار للأوقية