صعود السندات الأميركية وسط تصريحات متشددة من الاحتياطي الفيدرالي

أرباح "فورد" تفوق التوقعات.. وركود الإعلانات يضغط على إيرادات "سناب"

لوحة أسهم إلكترونية معروضة داخل مبنى كابوتو وان في طوكيو، اليابان
لوحة أسهم إلكترونية معروضة داخل مبنى كابوتو وان في طوكيو، اليابان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انتعشت أكبر سوق للسندات في العالم، حيث يستعد المتداولون لبيع سندات خزانة لأجل 10 سنوات بقيمة 42 مليار دولار بعد بداية قوية لأحجام الإصدارات المتزايدة هذا الأسبوع.

ارتفعت أسعار السندات بعد عمليات البيع التي دفعت عائدات الأوراق المالية لأجل عامين إلى أعلى مستوياتها منذ ما قبل "تحول" بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر. وجذب بيع سندات مدتها ثلاث سنوات بقيمة 54 مليار دولار طلباً قوياً، مما عزز المعنويات ودفع المتداولين لتجاهل سلسلة من التصريحات الحذرة من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي.

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500). وتباين أداء الأسهم الكبرى، إذ تراجع سعر أسهم شركتي "تسلا" و"إنفيديا". ارتفعت أسعار الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بفضل الرهانات على أن بكين ستكون أكثر قوة في دعم الأسواق. وتراجع سعر سهم مصرف "نيويورك كوميونيتي بانكورب" بنسبة 22%.

تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي

وكما هو متوقع، ردد عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تلميحات جيروم باول بأن البنك المركزي لن يتعجل لتيسير السياسة النقدية. قالت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر، إن صناع السياسات النقدية ربما يحصلون على الثقة لخفض أسعار الفائدة "في وقت لاحق من هذا العام" إذا تطور أداء الاقتصاد كما هو متوقع. من جهته، أثنى نظيرها في مينيابوليس، نيل كاشكاري، على التحسن الكبير الذي تحقق في مكافحة التضخم، لكنه أشار إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل.

الاحتياطي الفيدرالي يوجه لكمة لأسعار السندات والأسهم

قال كريس لو من "إف إتش إن فاينانشال" (FHN Financial): "يُتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة هذا العام، ولكن ليس على الفور".

وقال جون لينش من "كوميريكا ويلث مانجمنت" (Comerica Wealth Management): "بينما نواصل الشك في أن توقعات السوق لحدوث خمسة تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام لا تزال متفائلة للغاية، فإن العامل المؤيد لصعود السندات هو أن المعدلات المعدلة حسب التضخم، أو أسعار الفائدة الحقيقية، تحتاج إلى الهبوط مع تحسن مؤشرات الأسعار". وأضاف: "ونتيجة لذلك، نعتقد أن ثلاثة تخفيضات للفائدة ستكون كافية لموازنة المخاطر التي تهدد النمو والتضخم في 2024".

ميل للصعود.. ومخاوف من الهبوط

ومع تمكن السندات من الانتعاش، يوم الثلاثاء، لم تشهد الأسهم تحركات ملحوظة.

أيام هبوط مؤشر "إس آند بي 500" لم تختف بالكامل، ولكن (وتيرة التراجع) أصبحت ضحلة مقارنة بجلسات الصعود.

منذ أوائل يناير، ارتفع المؤشر بمتوسط 0.66% في الجلسات الإيجابية، مقارنة بانخفاض بنسبة 0.45% في جلسات الهبوط. لتصل النسبة بين الحالتين إلى حوالي 1.5 مرة، وهو أعلى انحراف لصالح المضاربين على الصعود منذ عام 1995، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

قال أنتوني ساغليمبيني من "أميريبرايس" (Ameriprise): "من المحتمل أن تكون فترة التماسك حول المتوسطات الرئيسية، أو فترة محتملة من ضغوط البيع على المدى القريب، متأخرة في هذه المرحلة.. وهذا يمكن أن يكون صحياً على المدى الطويل ويساعد في إعادة ضبط التوقعات".

لاحظ استراتيجيو "سيتي غروب" أن تمركز المستثمرين في أسهم التكنولوجيا الأميركية مراهن على الصعود للغاية لدرجة أن أي عمليات بيع يمكن أن تؤدي إلى تضخيم التراجع.

"سيتي غروب": أسهم التكنولوجيا الأميركية قد تتعرض لهبوط كبير

جرى محو الرهانات على حدوث انخفاض للعقود المستقبلية لمؤشر "ناسداك 100" الذي تغلب عليه الأسهم التكنولوجية تماماً، ما جعل المستثمرين يتوقعون بأغلبية هائلة تحقيق مكاسب أكثر. كتب خبراء استراتيجيون بقيادة كريس مونتاغيو في مذكرة للعملاء: "الإجماع بطريقة كبيرة على الاستثمار في هذه الأسهم يمكن أن يضخم أي تحول في اتجاه السوق".

وقالوا إن الاتجاهات الصعودية في العقود المستقبلية لمؤشر "إس آند بي 500" توقفت الأسبوع الماضي، رغم أن مراكز الاستثمار في أسهم التكنولوجيا ما زالت تشهد زيادة صافية.

التحدي الأكبر

من جهة أخرى، يتوقع أن تشكل الأسواق المتقلبة التحدي اليومي الأكبر للعام الثاني على التوالي، وفقاً لمسح التداول الإلكتروني الذي أجراه مصرف "جيه بي مورغان تشيس آند كو". إذ يُعد الوصول إلى السيولة هو أكبر مصدر قلق بشأن هيكل السوق، قبل التغيير التنظيمي وتكاليف البيانات.

أسعار الأسهم الأميركية تصل لمستويات قياسية مدعومة بقوة الاقتصاد

ورغم أن التقلبات عبر فئات الأصول لا تزال محدودة نسبياً مقارنة بالتحركات الأخيرة، تكمن مخاوف من ارتفاعها إذا واجه الاقتصاد العالمي صدمة أخرى. تتوقع الأسواق خفض الفائدة بأكثر من نقطة مئوية من قبل الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي، على الرغم من أن الاستطلاع لا يزال يرى أن التضخم سيكون له التأثير الأكبر على الأسواق في 2024. وفي المرتبة الثانية جاءت الانتخابات الأميركية، مع قرب مواعيد موجة من الانتخابات الأخرى المنتظرة في جميع أنحاء العالم أيضاً، بالإضافة إلى المخاطر الجيوسياسية المتزايدة.

قال براد ماكميلان، من "كومنولث فاينانشال نتورك" (Commonwealth Financial Network): "على الرغم من أن الظروف جيدة فإن التقلبات محتملة للغاية. إذ شهدنا بعض الاضطرابات في يناير، ولم نخرج من مشكلة التضخم بعد". وأضاف: "لذا، فبينما تظل الاتجاهات إيجابية، فإن المخاطر قد تتزايد خلال الشهرين المقبلين. وهذا شيء يجب الانتباه إليه ولكن لا نقلق بشأنه كثيراً في ظل الأساسيات الاقتصادية القوية".

أخبار الشركات:

  • فاقت نتائج أعمال شركة "فورد موتور"، التي عانت من خسائر السيارات الكهربائية وارتفاع تكاليف العمالة، بالربع الرابع التوقعات بشكل ملحوظ، وتوقعت أرباحاً أعلى في 2024.
  • أعلنت شركة "سناب" (Snap) عن إيرادات مخيبة للآمال في ربع العطلات، حيث تتواصل معاناة الشركة من الركود في سوق الإعلانات الرقمية
  • تتوقع شركة "أمجين" (Amgen) أن تقفز الإيرادات بنسبة تصل إلى 20% هذا العام، حيث إن شراء شركة "هورايزون ثيرابيوتكس" (Horizon Therapeutics) يدعم الشركة بينما تعمل على أن تصبح منافساً رئيسياً في سوق أدوية إنقاص الوزن.
  • قال محققون أميركيون إن حادث طائرة "ألاسكا إيرلاينز" المأساوي الشهر الماضي كان على ما يبدو ناجماً عن سدادة باب لم يتم تثبيتها بشكل صحيح قبل تسليم الطائرة من قبل شركة "بوينغ".
  • تعتزم "يو بي إس غروب" إعادة شراء أسهم بما يصل إلى مليار دولار هذا العام، حيث يسعى البنك إلى إبقاء المستثمرين يركزون على الآفاق الإيجابية لاندماجه المعقد مع "كريدي سويس".

أداء أبرز المؤشرات:

  • ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.2% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك
  • تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.2%
  • هبط مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.3%
  • انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات سبع نقاط أساس إلى 4.09%
  • صعد سعر "بتكوين" 1.8% إلى 43095.73 دولار
  • ارتفع سعر "إيثر" 4.1% إلى 2379.9 دولار
  • صعد سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.5% إلى 2035.80 دولار للأوقية