عملاقة الشحن "CMA CGM" تتكبد خسائر فصلية مع تصاعد التوتر في البحر الأحمر

ثالث أكبر شركة شحن حاويات في العالم سجلت خسارة 93 مليون دولار في الربع الرابع لأول مرة في 4 سنوات

حاويات شحن على متن سفينة تابعة لشركة "سي إم إيه سي جي إم" بميناء سافانا في جورجيا
حاويات شحن على متن سفينة تابعة لشركة "سي إم إيه سي جي إم" بميناء سافانا في جورجيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجلت شركة "سي إم إيه سي جي إم" (CMA CGM SA)، ثالث أكبر شركة شحن حاويات في العالم، خسائرها الفصلية الأولى في أربع سنوات، وسط معاناة صناعة الشحن من الصراع في البحر الأحمر وشبح الطاقة الإنتاجية الفائضة.

أعلنت الشركة الفرنسية، المملوكة للملياردير رودولف سعادة وعائلته، عن خسارة قدرها 93 مليون دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2023، وبلغت إجمالي الأرباح في العام الماضي بأكمله 3.04 مليار دولار.

قدم بيان أصدرته الشركة يوم الجمعة توقعات متحفظة، تشكلت بفعل النمو الاقتصادي العالمي المتباطئ.

تجنب جزء كبير من الأسطول التجاري العالمي البحر الأحمر وقناة السويس منذ منتصف ديسمبر، بعد سلسلة من الهجمات التي شنها الحوثيين في اليمن على السفن.

أصبحت المنطقة أكثر اضطراباً بعد رد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بضربات جوية على مواقع المسلحين في اليمن.

كانت "سي إم إيه سي جي إم" واحدة من أحدث شركات الشحن الكبرى التي علقت مرورها في منطقة الصراع، حيث اندلعت النيران في سفينة شحن هذا الأسبوع بعد هجوم صاروخي.

الحوثيون: قصف ناقلة النفط "بولوكس" في البحر الأحمر

عندما يصبح ذلك ممكناً، وعندما تسمح الظروف الأمنية بذلك، خاصة مع وجود حماية من البحرية الفرنسية، سنحدد على أساس كل حالة على حدة ما إذا كان من الممكن لأي سفينة الإبحار عبر المنطقة، حسب ما ذكره المدير المالي للشركة رامون فرنانديز، في مكالمة هاتفية، دون تحديد موعد لذلك.

ارتفاع تكاليف شركات الشحن

أدى الالتفاف حول جنوب أفريقيا إلى زيادة كبيرة في تكاليف الوقود والتكاليف الأخرى التي تتكبدها شركات الشحن، التي تمرر بدورها هذه النفقات إلى عملائها في شكل رسوم إضافية. رغم ارتفاع أسعار الشحن الفورية رداً على التهديدات، فإنها تراجعت منذ ذلك الحين، وفقاً لفرنانديز.

أزمة البحر الأحمر تجبر 100 ناقلة نفط على الالتفاف حول أفريقيا

تتبع "سي إم إيه سي جي إم" منافسيها "إيه بي مولر ميرسك" (A. P. Moller-Maersk A/S)، وهي ثاني أكبر شركة شحن حاويات، و"هاباغ-لويد" (Hapag-Lloyd AG)، التي تحتل المرتبة الخامسة، في تحديد الآفاق الصعبة قريبة المدى لهذه الصناعة المعروفة بتقلباتها المستمرة، والتي تعتمد جزئياً على النمو الاقتصادي البطيء.

سفن جديدة تدخل الخدمة

قالت "سي إم إيه سي جي إم" في البيان إن مقدار النمو ينبغي أن يظل قوياً في النصف الأول، مدعوماً بالأرقام المقارنة للعام السابق، لكن النصف الثاني يبدو أكثر غموضاً. يُتوقع أن تدخل سعة شحن الحاويات الجديدة حيز التنفيذ، مما يدفع العرض العالمي إلى تجاوز الطلب المتوقع، مع إحداث تأثير سلبي على أسعار الشحن.

تعمل الشركة المملوكة بشكل وثيق، ومقرها مرسيليا، على خفض التكاليف، رغم أن فرنانديز قال إنه ليس هناك خطة محددة لخفض الوظائف حالياً.

بدأت ثروات الصناعة تتحول في النصف الثاني من 2022، بعد طفرة غير مسبوقة في الطلب خلال الوباء أدت بدورها إلى ارتفاع أسعار الشحن والأرباح إلى مستويات قياسية.

أزمة البحر الأحمر تبدأ في التأثير على الأسعار في أوروبا

كانت المكاسب غير المتوقعة سبباً في طلب "سي إم إيه سي جي إم" وغيرها لسفن تدخل الخدمة الآن. ويُتوقع أن ترتفع القدرة العالمية بنسبة مماثلة هذا العام لتبلغ 8% المسجلة في 2023، وفقاً لفرنانديز.

قال فرنانديز إن "سي إم إيه سي جي إم" لديها حوالي 100 سفينة جديدة قيد الطلب، وستُضاف إلى أسطول يبلغ حالياً حوالي 620 سفينة.

خزائن أباطرة الشحن تمتلئ

يذكر أن الأرباح المرتفعة خلال العامين الماضيين ملأت خزائن الملياردير سعادة وأباطرة الشحن الأوروبيين المنافسين مثل جيانلويجي أبونتي، مؤسس شركة "ميدترينيان شيبينغ" (Mediterranean Shipping Co.)، وكلاوس مايكل كوهن، الذي يمتلك حصصاً في شركات الخدمات اللوجستية والشحن.

أجرت "سي إم إيه سي جي إم" حملة شراء لتنويع نشاطها في مجال الخدمات اللوجستية والشحن الجوي ووسائل الإعلام. وفي الشهر الماضي، ألغت تحالفها مع "إير فرانس-كيه إل إم" (Air France-KLM)، الذي كان سيعزز قدرتها في هذا القطاع.

قال فرنانديز يوم الجمعة إنه ليس من المستحيل أن تطلب شركة الشحن طائرات "إيه 350" أخرى من شركة "إيرباص" لإضافتها إلى الطائرات الأربع التي من المفترض تسليمها بالفعل في بداية 2026.

تعمل الشركة الفرنسية حالياً على إتمام أكبر صفقة شراء لها حتى الآن، إذ تسعى لشراء الذراع اللوجستي لشركة "بولور" (Bollore SE) مقابل 5 مليارات يورو (5.4 مليار دولار).

صفقة "لوجستية" بـ5.5 مليار دولار تجسد نهم مليارديرين فرنسيين

حول خطط إجراء عمليات استحواذ أكثر، قال فرنانديز "لا تقل أبداً"، مضيفاً أن شركته تتطلع باستمرار إلى مزيد من الفرص.

تقدر ثروة عائلة سعادة بحوالي 23 مليار دولار، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.