عودة التضخم للارتفاع تهدد مكاسب سندات الاقتصادات الآسيوية الناشئة

معدل التضخم العام خلال فبراير في آسيا يتجاوز توقعات المحللين بضغط من ارتفاع أسعار الغذاء

عبوات تمر معروضة للبيع بسوق تاناه أبانغ في جاكرتا، إندونيسيا
عبوات تمر معروضة للبيع بسوق تاناه أبانغ في جاكرتا، إندونيسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تشهد الدول الآسيوية تجدد الضغوط التضخمية، ما يشير إلى تراجع الدعم لسندات دول المنطقة.

تجاوزت بيانات التضخم العام خلال فبراير في تايلندا وإندونيسيا والفلبين وكوريا الجنوبية والهند وتايوان توقعات المحللين الاقتصاديين، في الأغلب نتيجة ارتفاع أسعار الغذاء.

سيمثل استمرار الضغوط السعرية خطراً على سندات الاقتصادات الناشئة في آسيا، إذ من شأن هذه الضغوط أن تدفع البنوك المركزية في المنطقة إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة.

تأجيل خفض الفائدة

قال فيليب مكنيكولاس، المحلل الاستراتيجي للديون السيادية الآسيوية لدى "روبيكو غروب" (Robeco Group) في سنغافورة إن "السبب الأكبر لتلك البيانات المفاجئة هي أسعار الغذاء، ما يعكس اجتماع تبعات ظاهرة إل نينيو مع عطلة رأس السنة القمرية".

وأضاف أن تايوان والفلبين بالأخص تشهدان عودة زخم معدل التضخم الأساسي، ما سيجعل تيسير السياسة النقدية في هذين الاقتصادين قريباً أكثر صعوبة، كما سيفاقم ذلك خطر حدوث ارتفاع آخر في منحنيات العائد.

اقرأ أيضاً: تباين الأسهم الآسيوية مع استمرار الرهان على خفض الفائدة الأميركية

حقق المستثمرون بسندات الاقتصادات الناشئة في آسيا ربحاً بنسبة 0.5% منذ بداية الربع الجاري، مقارنة بما يزيد عن 5% خلال الربع الأخير من 2023، وفق مؤشر "بلومبرغ". ويمكن تفسير تراجع الأرباح إلى تجاوز بيانات التضخم التوقعات محلياً وفي الولايات المتحدة.

في يناير الماضي، جاء معدل التضخم الأساسي في 9 اقتصادات ناشئة في آسيا، منها سنغافورة وماليزيا، أقل من التوقعات بمتوسط سالب 0.24%، ما يعد أكبر انخفاض عن التوقعات منذ أبريل 2020. ستصدر بيانات التضخم خلال فبراير في ماليزيا وسنغافورة في وقت لاحق من مارس الجاري.

شكوك حول مسار "الفيدرالي"

يتشابه اتجاه الأسعار في الاقتصادات الناشئة في آسيا مع نظيره في الولايات المتحدة، حيث كان التراجع في معدل التضخم أقل من المأمول، وسبب تقلبات شديدة في سندات الخزانة.

اقرأ أيضاً: مسؤولو "الفيدرالي" يشيرون إلى اقتراب خفض أسعار الفائدة

تراجعت السندات الأميركية بعدما تجاوز معدل التضخم الرئيسي التوقعات لثاني شهر في فبراير، ما يدعم النهج الحذر الذي يسلكه بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.

رغم أن تزايد الإشارات الملموسة على تغيير الاحتياطي الفيدرالي المحتمل لمسار السياسة النقدية في اجتماعه الأسبوع المقبل سيهيئ رياحاً مواتية قوية لسندات الاقتصادات الناشئة في آسيا، سيمثل استمرار ارتفاع الضغوط التضخمية المحلية عقبة أمامها.

ارتفاع أسعار الغذاء

أشار البنك المركزي الفلبيني في الشهر الجاري إلى خطر ارتفاع أسعار الغذاء نتيجة تأثير "إل نينيو". كما سببت الظاهرة المناخية أيضاً ارتفاع معدل التضخم في إندونيسيا خلال فبراير إلى أعلى مستوياته في 3 شهور.

تجاوز سعر الأرز التايلندي الأبيض- كسر 5%-الذي يعد معياراً للأسواق في آسيا، انحرافين معياريين أعلى من المتوسط في 5 سنوات. فيما توقع بنك كوريا المركزي أن تراجع معدل التضخم سيكون "مليئاً بالتقلبات ولن يسير بوتيرة ثابتة".