"بوينغ" تبحث بيع وحدتي صناعات دفاعية وسط استمرار أزمتها

محادثات البيع جارية منذ عام قبل وقوع حادث "737 ماكس 9" يناير الماضي

شعار "بوينغ" على أحد مباني مطار "بوينغ فيلد" في سياتل، واشنطن، الولايات المتحدة
شعار "بوينغ" على أحد مباني مطار "بوينغ فيلد" في سياتل، واشنطن، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تستكشف شركة "بوينغ" بيع وحدتين على الأقل من أعمالها المرتبطة بالصناعات الدفاعية، في الوقت الذي تواجه فيه شركة صناعة الطائرات أكبر أزمة منذ سنوات.

تواصل المستشارون الماليون لـ"بوينغ" مع مشترين محتملين نيابة عن الشركة لتقييم مدى الاهتمام بعدة وحدات أصغر تابعة لها، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات، والذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم بسبب سرية المداولات. وقال أحد المطلعين إن الجهود جارية منذ حوالي عام، أي قبل وقوع الحادث في 5 يناير الماضي، والذي وضع صانعة الطائرات تحت رقابة مكثفة.

قال المطلعون إن الأصول التي من المحتمل أن تكون مطروحة للبيع تشمل وحدة "ديجيتال ريسيفر تكنولوجي" (Digital Receiver Technology) التابعة لـ"بوينغ"، والتي تصنع منتجات لعملاء الاستخبارات والدفاع الحكوميين. ذكر بعض الأشخاص المطلعين أنه تم أيضاً استطلاع اهتمام المشترين المحتملين بشأن بعض برامج الدفاع في قسم الخدمات العالمية التابع للشركة.

بيع "آرغون" لم يُحسم

ذكر أحد المطلعين أن شركة صناعة الطائرات بحثت في وقت سابق مسألة بيع شركتها "آرغون" (Argon ST)، إلا أن هذا الأمر لا يزال غير محسوم. كانت "بوينغ" قد استحوذت على "أرغون"، التي تصنع أنظمة القيادة والسيطرة العسكرية والمراقبة والاستطلاع، مقابل نحو 775 مليون دولار في عام 2010.

امتنعت "بوينغ" عن التعليق على الأمر. وارتفع سهم الشركة بما يصل إلى 1.1% بعد تقرير "بلومبرغ" بشأن المداولات حول البيع.

وقال الأشخاص إن الشركة تواصل أيضاً دراسة الخيارات المتعلقة بحصتها في "يونايتد لونش ألاينس" (United Launch Alliance)، وهو مشروع مشترك لإطلاق الصواريخ وتمتلكه "بوينغ" بالشراكة مع شركة "لوكهيد مارتن" (Lockheed Martin Corp). ذكرت "بلومبرغ نيوز" في يناير أن "يونايتد لونش ألاينس" جذبت اهتمام شركة "بلو أوريجين" (Blue Origin) التابعة لجيف بيزوس.

أشار بعض الأشخاص إلى أن "بوينغ" لم تتخذ قراراً نهائياً بشأن البيع، ولا يزال من الممكن أن تتغير الخطط. وذكر بعضهم أن الشركة تراجع محفظة أصولها بشكل روتيني.

أزمات "بوينغ" تخفض قيمتها السوقية دون "إيرباص" بـ24 مليار دولار

محادثات حول "سبيريت"

تأتي هذه المداولات في وقت تواجه "بوينغ" تدقيقاً حكومياً مشدداً لتصنيع طائراتها التجارية، في أعقاب حادث شبه كارثي وقع في أوائل يناير على متن طائرة "737 ماكس 9". منذ ذلك الحين، أكدت شركتا "بوينغ" و"سبيريت إيروسيستمز هولدينغز" (Spirit AeroSystems Holdings)، اللتان تصنعان معظم هياكل الطائرة للطراز "737"، أنهما تجريان محادثات حول إعادة الشركة الفرعية السابقة تحت مظلة "يوينغ".

تكلف مثل هذه الصفقة شركة "بوينغ" أكثر من 3 مليارات دولار، استناداً إلى القيمة السوقية لشركة "سبيريت" قبل أن تصبح المحادثات علنية قبل أسبوعين.

يواجه الرئيس التنفيذي لشركة "بوينغ"، ديف كالهون، ضغوطاً متزايدة لإيجاد سبيل للخروج من الأزمة، التي تهدد بإطالة أمد تعافيها من سنوات من الخسائر المالية الناجمة عن جائحة "كوفيد" وتوقُف استخدام الطائرات من طراز "ماكس" من عدة شركات طيران عالمية في السابق. تحتاج الشركة إلى تقليص عبء ديونها لتمويل النمو المستقبلي، إذ كانت تعتمد على زيادة سريعة في إنتاج "737" على مدى العامين المقبلين لتحقيق الأرباح.

تعطّلت هذه الخطة بسبب تداعيات حادث 5 يناير لأن الجهات التنظيمية فرضت حداً أقصى لإنتاجها من الطراز "737" الذي يدر عائدات للشركة حتى تثبت أنها قادرة على تنظيم عمليات التصنيع الخاصة بها. خسرت أسهم "بوينغ" أكثر من 30% من قيمتها هذا العام، أي ضعف ثاني أسوأ سهم أداءً ضمن مؤشر "داو جونز الصناعي".

سوف تواجه أي صفقة مرتبطة بالصناعات الدفاعية تدقيقاً من جانب "البنتاغون"، الذي أعرب عن قلقه بشأن الدمج بين مقاولي الدفاع الرئيسيين. كما انتقد مسؤولون عن تنظيم مكافحة الاحتكار، مثل لينا خان، رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية، احتكار شركة "بوينغ" لإنتاج الطائرات المدنية الأميركية.