سندات الخزانة الأميركية تتلقى دعماً من تصريحات باول الحكيمة

باول: الاحتياطي الفيدرالي لديه الوقت الكافي لتقييم البيانات قبل أن يقرر خفض أسعار الفائدة

متداول يتابع أسعار الأسهم بقاعة التداول ببورصة نيويورك، الولايات المتحدة
متداول يتابع أسعار الأسهم بقاعة التداول ببورصة نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انتعشت أسعار السندات من أدنى مستوياتها خلال الجلسة، بعدما كرر جيروم باول التأكيد على اتباع الاحتياطي الفيدرالي نهج الانتظار والتمهل قبل أن يقرر صناع السياسات النقدية الشروع في خفض أسعار الفائدة.

في حين أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي لم يشر إلى شيء جوهري جديد، إلا أن وول ستريت حصلت على بعض الدعم من آرائه بأن بيانات التضخم الأخيرة لم "تغير بشكل جوهري" الصورة العامة. كما أكد باول مجدداً أنه سيكون من المناسب على الأرجح البدء في خفض أسعار الفائدة "في وقت ما هذا العام". ارتفعت أسعار الأسهم بعد انخفاض استمر يومين، لكنها كافحت لالتقاط الزخم وسط انخفاض أسعار سهمين من الشركات الكبرى، "إنتل" و"والت ديزني".

وعلى مدار الأيام الأخيرة، قلص المتداولون رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة وسط علامات على القوة الاقتصادية، ونبرة أكثر حذراً من مجموعة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. وقد أدى ذلك إلى إثارة الشكوك حول ما إذا كان البنك المركزي سيتمكن من تحقيق توقعاته بخفض الفائدة 3 مرات في 2024.

باول: لدينا وقت لتقييم البيانات قبل أخذ قرار خفض الفائدة

اقتصاد قوي

قال كريشنا جوها، من "إيفرسكور" (Evercore): "يقول باول إن البيانات الأخيرة لم تغير الصورة بشكل جوهري.. نقرأ هذا على أنه تأكيد على أن موجة القلق في الأسواق قد تكون قوية جداً بحيث لا يستطيع الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة في يونيو.. ولا تزال التوقعات الأساسية حول خفض الفائدة 3 مرات هذا العام بدءاً من يونيو قائمة".

استقرت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات عند 4.36% بعد ارتفاعها بنحو ثماني نقاط أساس في وقت سابق من تعاملات الأربعاء. وأغلق مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) مرتفعاً 0.1% بالكاد. وأصدرت "إنتل" توقعات مخيبة للآمال لعمليات مصنعها. ورفض مساهمو "والت ديزني" عرض المستثمر المنشق نيلسون بيلتز للحصول على مقعد في مجلس الإدارة.

قال إيان لينغن وفيل هارتمان من "بي إم أو كابيتال ماركتس" إن "الاحتياطي الفيدرالي بلا شك في وضع الانتظار والترقب.. كان الانتظار وعدم وضوح الرؤية السمة المميزة لخفض سعر الفائدة الأول لهذه الدورة، وهو ما لن يغيره أي شيء من جلسة اليوم".

حافز ضئيل

يرى بيتر ويليامز من "22 في ريسرش" (22V Research)، أن باول يبدو أنه يريد خفض الفائدة، ولكن وسط صمود النمو وسوق العمل، فإن الحافز الفوري للقيام بذلك ضئيل نسبياً.

أوضح ويليامز: "بدلاً من ذلك، يجب أن تمنح بيانات التضخم الاحتياطي الفيدرالي الضوء الأخضر لبدء خفض الفائدة. ما زلت أعتقد أن احتمالات تمكنهم من خفضها في يونيو تبلغ حوالي 50% أو تزيد قليلاً، لكن إجمالي التخفيضات المتوقعة في 2024 تميل نحو مرتين فقط أكثر من ثلاثة مرات في هذه المرحلة".

أبرز 5 استنتاجات من تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ستانفورد

من جهته، قال إريك فييل من "تي روي برايس غروب" (T. Rowe Price Group) إن الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يخاطر بفقدان مصداقيته إذا خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر جداً.

وأوضح لتلفزيون بلومبرغ يوم الثلاثاء: "قال جيروم باول في وقت مبكر جداً إنه تعلّم مما حدث في السبعينيات.. إذا مضوا قدماً وبدأوا في خفض الفائدة الآن، أعتقد أنهم سيكونون معرضين لخطر ارتكاب نفس الخطأ".

خطأ السبعينيات

في السبعينيات، تسرع البنك المركزي في تيسير السياسة النقدية قبل أن يتم القضاء تماماً على التضخم. وهو الخطأ الذي ارتكبه حتى بول فولكر في 1980 مع ضعف الاقتصاد، لكنه عكس المسار في وقت لاحق ودفع الولايات المتحدة إلى انكماش أعمق.

وسط ظروف من البيانات المتباينة والسؤال حول المدة التي يعتزم الاحتياطي الفيدرالي الاستمرار في الإبقاء على الفائدة، "نتوقع بعض التقلبات في السوق"، وفق فيكتوريا فرنانديز من "كروس مارك غلوبال إنفستمنتس" (Crossmark Global Investments).

هل ستصبح حملة باول على التضخم بشعة كالتي خاضها فولكر؟

من جانبه قال يونغ يو ما من "بي إم أو ويلث مانجمنت": "نتوقع المزيد من التحرك عرضياً بغرض التجميع، وليس تصحيحاً" وأوضح: "سوق الأسهم لا تحتاج إلى خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة أو حتى إلى انخفاض التضخم، ولكنها أيضاً ليست في وضع قوي لاستيعاب المخاطر التي قد تنشأ بسرعة من تسارع التضخم، أو زيادة الصدمات الجيوسياسية لأسعار النفط، أو ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل".

طلب "متواصل"

ورغم التنبؤات "القوية" للهبوط السلس في الولايات المتحدة، إلا أن توقعات مستثمري الأسهم أصبحت ممتدة. ويقول ذراع إدارة الثروات في "مورغان ستانلي" إن هذا هو السبب وراء البحث عن فرص خارج مؤشر "إس آند 500"، وفقاً لمذكرة من لجنة الاستثمار العالمية بالبنك.

كتبت ليزا شاليت، كبيرة مسؤولي الاستثمار في إدارة الثروات في "مورغان ستانلي"، هذا الأسبوع، أن ارتفاع مؤشر الأسهم الأميركية كان مدفوعاً بتوسع بالمكررات (أي مكررات الربحية)، حيث يتوقع المستثمرون تحسن الأرباح على الرغم من تباطؤ النمو.

يبدو أن المستثمرين يظهرون طلباً "مستمراً" على الأسهم الأميركية، وفقاً لاستراتيجيي "سيتي غروب"، مما يشير إلى أن هناك مجالًا لاستئناف الارتفاع بعد التراجع الأخير.

تمت إضافة صافي مراكز شرائية على عقود مؤشر "إس آند بي 500" الآجلة بأكثر من 16 مليار دولار الأسبوع الماضي، في حين استقبلت الصناديق المتداولة في البورصة تدفقات استثمارية صافية، حسبما كتب الاستراتيجيون بقيادة كريس مونتاغو هذا الأسبوع.

أداء أبرز المؤشرات:

  • ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.1% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
  • صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.2%.
  • انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 0.1%.
  • تراجع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.3%.
  • صعد سعر "بتكوين" 0.2% إلى 65856.04 دولار.
  • ارتفعت قيمة "إيثر" 1.3% إلى 3315.95 دولار.
  • سعر الذهب في المعاملات الفورية زاد 0.7% إلى 2297.60 دولار للأونصة.