كلفة اقتراض الدولار في الصين ترتفع في إشارة جديدة لأزمة اليوان

بلغ سعر فائدة إقراض الدولار بين البنوك لليلة واحدة في الصين مستوى قياسياً عند 5.57%

ورقتا نقد من فئة مئة دولار أميركي ومئة يوان صيني
ورقتا نقد من فئة مئة دولار أميركي ومئة يوان صيني المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت تكاليف اقتراض الدولار الأميركي في الأسواق المحلية في الصين خلال الشهر الماضي، ما يعد مثالاً آخر على انتعاش النفوذ العالمي للعملة الأميركية واستمرار التحديات التي يواجهها اليوان.

بلغ سعر فائدة إقراض الدولار بين البنوك لليلة واحدة في الصين مستوى قياسياً عند 5.57% في 29 مارس بعد صعود مستمر، قبل تراجعه إلى 5.42% يوم الخميس، وفق البيانات التي جمعتها "بلومبرغ". ومقارنة بسعر فائدة التمويل لليلة واحدة المضمون (SOFR) في الولايات المتحدة، الذي يعد معياراً عالمياً، فقد اتسعت الفجوة بينهما بأكبر مستوى منذ يوليو خلال الأسبوعين الماضيين.

تقليص المعروض من العملة الأميركية في الصين تزامن مع تعافي الدولار عالمياً في العام الجاري، حيث قلل تجاوز مجموعة من البيانات الاقتصادية التوقعات من فرص خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة. وفي حال استمرار ذلك الاتجاه، قد تضطر بكين إلى اللجوء إلى أداة مألوفة لتوفير السيولة الدولارية، وتخفيف الضغوط على اليوان.

اعتماد على السعر الثابت

تشاوبنغ شينغ، كبير المحللين الاستراتيجيين في "أستراليا آند نيوزيلند بانكينغ غروب" (Australia & New Zealand Banking Group)، قال: "الفجوة تشير إلى عدم التوازن بين العرض والطلب بالنسبة للسيولة الدولارية، ما يشير إلى الضغوط التي يواجهها اليوان. هناك احتمال أن يوفر (بنك الشعب الصيني) بعض السيولة الدولارية عبر خفض معدل الاحتياطي الإلزامي من العملة الأجنبية".

رغم احتياطيات أجنبية تبلغ 3.2 تريليون دولار لدى البلاد، فقد يتوقف حجم العملات الأجنبية التي يمكن للشركات والبنوك الصينية الوصول إليها على مجموعة من العوامل، من بينها حجم المعروض من البنوك الحكومية الكبرى.

اقرأ أيضاً: اليوان يهبط لأدنى مستوى في 4 أشهر متجاوزاً المستوى الرئيسي

في محاولة للدفاع عن عملتها، خفضت الصين الاحتياطي الإلزامي -وهو نسبة من الودائع بالعملات الأجنبية تحتفظ بها البنوك لدى البنك المركزي- 3 مرات منذ 2022، كان آخرها في سبتمبر.

منذ ذلك الوقت، اعتمد "بنك الشعب الصيني" بشكل أساسي على سعر مرجعي يومي قوي، ما يطلق عليه السعر الثابت (الرسمي)، وعلى عمليات بيع البنوك الحكومية للدولار، حيث تتصرف بالنيابة عن البنك المركزي لتخفيف الضغوط على اليوان. بعد انخفاضها إلى أقل من مستوى دعم أساسي في أواخر مارس، واصلت العملة الصينية هبوطها محلياً لتصل إلى أدنى مستوياتها مقابل الدولار في 5 شهور.

تكثيف جهود دعم اليوان

كثف "بنك الشعب الصيني" دعم العملة يوم الخميس بتحديد سعر ثابت يتجاوز التوقعات بفارق قياسي، بعد ارتفاع العملة الخضراء وعائدات سندات الخزانة في أعقاب صدور بيانات التضخم الأميركية التي جاءت أعلى من التوقعات. واستقر السعر المرجعي اليوم الجمعة.

رغم ذلك، فبكين ليس بوسعها القيام بأي شيء أمام ارتفاع الدولار عالمياً.

فيونا ليم، كبيرة المحللين الاستراتيجيين للعملات في "مالايان بانكينغ برهاد" (Malayan Banking Berhad) في سنغافورة، قالت إنه رغم احتمال دراسة الصين استخدام مزيد من الأدوات لدعم اليوان، فتلك الأدوات "قد تساعد على إبطاء الضغط الهبوطي فقط"، كما رأينا سابقاً، وكسب الوقت لحين تغير قوى السوق الأوسع نطاقاً أو تحسن المعطيات الأساسية في البلاد.