الأزمة الأوكرانية تصعد بأسعار النفط صوب 100 دولار

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت أسعار الطاقة بعد أن وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمراً بإرسال ما أسماه "قوات حفظ السلام" إلى المنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا التي اعترف بهما رسمياً يوم الاثنين.

قاد الغاز الطبيعي الأوروبي المكاسب في السلع، حيث قفز بنسبة 13%، فيما اقترب خام برنت من مستوى 100 دولار للبرميل، وارتفعت أسعار الطاقة والفحم في ألمانيا. تمثل الخطوة الروسية تصعيداً مثيراً في مواجهتها مع الغرب بشأن أوكرانيا، حيث قالت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهما تعتزمان إعلان عقوبات جديدة في أقرب وقت يوم الثلاثاء.

ولم ترد تفاصيل حول عدد القوات التي قد تدخل أو متى، لكن الصراع قد يهدد إمدادات الطاقة الروسية.

اقرأ المزيد: بوتين يعترف باستقلال منطقتين انفصاليتين في أوكرانيا.. والغرب يتوعده بالعقوبات

تعد روسيا أكبر مزود للغاز إلى أوروبا، حيث يُنقل حوالي ثلثها عادة عبر خطوط الأنابيب التي تعبر أوكرانيا. كمال أن روسيا مصدر رئيسي لسلع متعددة كثيرة كالنفط الخام والمنتجات المكررة.

يمكن للعقوبات أيضاً تعطيل تدفقات الطاقة، في حال فرض أي قيود على قدرة روسيا على التجارة بالعملة الأجنبية والتي من المحتمل أن تقلب أسواق السلع من النفط والغاز إلى المعادن والزراعة.

و"هذا يعني ارتفاع أسعار الغاز لفترة أطول لأن السوق كانت بالفعل متوترة للغاية منذ شهور. ومن المرجح أن يتبع ذلك بعض العقوبات الأمريكية والأوروبية"، بحسب كاتيا يافيمافا، الباحثة البارزة في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة.

ارتفعت العقود الآجلة للغاز في بورصة هولندا، وهي معيار أوروبي، بنسبة 7.3% عند 77.85 يورو للميغاواط/ساعة بحلول الساعة 9:33 صباحاً في أمستردام. وقفز خام برنت إلى أعلى مستوى اليوم عند 99.38 دولار للبرميل. كما ازداد سعر عقود الكهرباء للسنة المقبلة في ألمانيا 3.7%، فيما ارتفع سعر الفحم الأوروبي بنسبة 4.4%.

أزمة الطاقة

كانت أسواق الطاقة في حالة تأهب منذ أسابيع، وتتأرجح مع كل منعطف وتحول في المواجهة بين الغرب وموسكو. وكانت أوروبا تصارع أزمة إمدادات الغاز التي أدت إلى تضاعف الأسعار أربع مرات في العام الماضي. وزادت التوترات من الارتفاع الحاد في أسعار النفط والذي كان مدفوعاً أيضاً بعدم قدرة الإنتاج على مواكبة الطلب المتزايد باطراد.

في مقابلة تلفزيونية مع بلومبرغ، قال سري بارافايكاراسو، رئيس قسم النفط الآسيوي في "اف جي إي (FGE): "ستظل سوق النفط على حافة الهاوية خلال الأشهر القليلة المقبلة". "يمكننا أن نرى الأسعار تتجاوز 100 دولار للبرميل بسرعة كبيرة"، مع ارتفاع بقيمة 10 دولارات إذا تم فرض عقوبات على صادرات النفط الروسية.

تواصل روسيا الإبقاء على تدفقات الغاز إلى أوروبا محدودة منذ الصيف، بعد أن قلصت المبيعات في السوق الفورية وفشلت في ملء مواقع التخزين في الاتحاد الأوروبي قبل الشتاء. تجنبت أوروبا أسوأ توقع للأزمة بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي، لكن المنطقة لا تزال تعتمد على روسيا في ثلث احتياجاتها من الغاز.

هناك أيضاً مخاوف من أن تستهدف العقوبات تعليق خط أنابيب "نورد ستريم 2" المثير للجدل والذي يربط روسيا بألمانيا ويتجاوز أوكرانيا. تم تعليق عملية الموافقة على خط الأنابيب منذ نهاية العام الماضي، حيث يحاول المشغل للخط الامتثال لقواعد الاتحاد الأوروبي بناءً على طلب منظم الطاقة الألماني.

و"من المحتمل حدوث مزيد من التأخير في استئناف عملية الحصول على الموافقة لنورد ستريم 2"، وفقاً للباحثة يافيمافا.

المعاهدات

تسمح المعاهدات التي وقعها بوتين مع الجمهوريتين المعلنتين من جانب واحد لروسيا بإرسال قوات وبناء قواعد عسكرية في المناطق الانفصالية، وفقاً للنصوص المقدمة إلى البرلمان للمصادقة عليها. أفادت وكالة إنترفاكس نقلاً عن ليونيد كلاشينكوف، عضو مجلس الدوما، أن روسيا تعتزم الاعتراف بمطالب الانفصاليين حول منطقتي لوهانسك ودونيتسك بأكملها.

قد يهمك: الأزمة الأوكرانية تبرز مكاسب السعودية في أسواق الطاقة والسياسة العالمية

يجتمع سفراء الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء لمناقشة خطة لفرض عقوبات رداً على مرسوم بوتين، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق أياماً لوضع اللمسات الأخيرة على حزمة. وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين في تغريدة على تويتر إن اعتراف روسيا بالمنطقتين الانفصاليتين يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولسلامة أراضي أوكرانيا واتفاقيات مينسك. وأضافت: "سيرد الاتحاد الأوروبي وشركاؤه بوحدة وحزم وتصميم تضامناً مع أوكرانيا".

اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي سيقرّ عقوبات ضد روسيا "بعد ظهر اليوم"

تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها التحذير من أن روسيا قد تغزو جارتها قريباً، وستكون العقوبات التي سيفرضها الغرب محورية لأسواق السلع الأساسية. خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن المملكة المتحدة والولايات المتحدة يمكن أن تمنع الشركات الروسية من التداول بالجنيه الإسترليني والدولار إذا اختارت موسكو الهجوم.

لكن أوروبا في وضع أفضل بكثير لمواجهة اضطرابات إمدادات الغاز الآن مما كانت عليه في نهاية العام الماضي. أدى الطقس المعتدل وأسطول من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة إلى تباطؤ السحب من المخزونات، ومن المفترض أن تعود المخزونات التي هبطت إلى مستوى قياسي إلى نطاق الخمس سنوات قبل نهاية الشهر.

وقال مصرف "جيه بي مورجان تشيس" في تقرير: "نعتقد أن هناك مخزوناً كافياً بما يساعد على مواصلة أسعار الغاز في بورصة هولندا الانخفاض خلال الصيف الأوروبي".

نفط