الأحمر يكسو عقود الأسهم الأمريكية الآجلة

بيانات سوق الأسهم في موقع سوق ناسداك في نيويورك
بيانات سوق الأسهم في موقع سوق ناسداك في نيويورك المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أشارت العقود الآجلة التي تتبع مؤشر"ناسداك 100" إلى أن مقياس الأسهم الأمريكية سيتجه نحو سوق هابطة يوم الخميس، لأول مرة منذ التدهور الذي أصابه td أثناء ذروة الجائحة، وذلك مع تخارج المستثمرين من الأصول الخطرة بسبب المخاطر الجيوسياسية.

وفي هذا الصدد، تراجعت العقود الآجلة لمؤشر التكنولوجيا لشهر مارس بـ3.3%، إذ هاجمت القوات الروسية أهدافاً في جميع أنحاء أوكرانيا بعد أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين بتجريد البلاد من السلاح، مما أدى إلى تهديد بمزيد من "العقوبات الشديدة" على موسكو وهبط بالأسواق كافة في جميع أنحاء العالم. كما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 2.7%، فيما هوت العقود الآجلة لمؤشر "يورو ستوكس 50" بنسبة 5.4%.

روسيا تبدأ الهجوم.. أوكرانيا تحت القصف وبايدن يتوعد بـ"رد حاسم" (تغطية حية)

تعليقاً على الموضوع قال يوجين كيلر وسيباستيان ساكس، المحللان في "ميتزلر كابيتال ماركتس" (Metzler Capital Markets)، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "إنه أمر فظيع، لقد فشلت الدبلوماسية وسيطر الخوف على عديد من المستثمرين، مما دفعهم إلى الإحجام مؤخراً عن سوق الأسهم. وفي حين أن التأثير الاقتصادي المباشر على الولايات المتحدة محدود لمحدودية الروابط التجارية بينها وروسيا نسبياً، فإن التأثير قد يضرب أوروبا بدرجة أكبر وبشكل ملحوظ، وهذا صحيح، بخاصة بسبب الزيادة المتوقعة في أسعار الطاقة".

خسر مؤشر "ناسداك 100" -الذي يضمّ شركات مثل "أبل" (Apple) و"أمازون" (Amazon) وغيرهما من الشركات التكنولوجية العملاقة-نحو 18% من قمته التي حققها في 19 نوفمبر على خلفية ارتفاع التضخم، بجانب الأرباح المخيبة للآمال والمخاوف من حدوث صراع. تأتي تلك الخسائر في الوقت الذي يصارع فيه المستثمرون ضربة مزدوجة للقطاع بفعل ارتفاع أسعار الفائدة، بما يقلّل الأرباح المستقبلية المتوقعة، ويبطئ نموّ عدد قليل من الشركات التي قادت الاتجاه الصعودي في الأسهم الأمريكية في السنوات الأخيرة.

فضلاً عن ذلك يتأرجح مؤشر "ناسداك المركب" الأوسع أيضاً على حافة منطقة هابطة، يُقاس على أنه انخفاض بنسبة 20% أو أكثر لمؤشر الأسهم من قمته السابقة.

الأميركيتان

تصاعد العوائد

كذلك ارتفعت العوائد على أمل أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي سحب التحفيز النقدي الهائل الذي دعم النظام المالي الأمريكي منذ انتشار الجائحة. ويكافح صناع السياسة أكبر ارتفاع في أسعار المستهلك منذ جيل، إلا أن المستثمرين يتخلصون من أسهم التكنولوجيا والنمو، التي تضخمت قيمتها في أثناء الجائحة، في ظلّ ارتفاع تكاليف الاقتراض.

ماذا يقول المحللون حول أوكرانيا والنفط؟

من جانبه قال إريك ديتون، الرئيس والمدير الإداري لشركة "ذا ويلث أليانس" (The Wealth Alliance)، في مقابلة: "لقد أصبحت أسهم النمو محبوبة بشكل لا يصدق ومبالغ فيه، إذ حدث شعور بالمضاربة الشديدة كما هو الحال مع فقاعة التكنولوجيا".

تختمر المشكلات منذ بداية العام ليهوى أكثر من ثلث الأسهم في مؤشر "ناسداك 100" -الذي يمثل أكبر الشركات غير المالية في البورصة- بنسبة 50% على الأقلّ من أعلى مستوياتها في 52 أسبوعاً بحلول الأسبوع الثاني فقط من يناير. في غضون ذلك تُتداول 1% فقط من الأسهم في مؤشر "ناسداك المركب" عند أعلى مستوياتها في 52 أسبوعاً يوم الأربعاء.

تقلبات كبيرة

أظهرت شركات التكنولوجيا العملاقة تقلبات كبيرة جداً منذ أن أغلقت الجائحة الاقتصاد الأمريكي في عام 2020، وفي وقت ما من هذا الشهر سجّلت شركة "ميتا بلاتفورمز"، الشركة الأم لـ"فيسبوك"، أكبر انخفاض في القيمة السوقية في يوم واحد في تاريخ سوق الأسهم، فيما سجلت "أمازون" أكبر مكسب ليوم واحد في القيمة السوقية في تاريخ الولايات المتحدة.

"ميتا" تخرج من قائمة أغلى 10 شركات في العالم

علاوةً على ذلك، تضرّرت أسهم شركات التكنولوجيا الأصغر وسريعة النمو بشكل خاصّ نتيجة المخاوف من أنها ستكون أكثر عرضة لسياسة نقدية أكثر صرامة لأنها تعتمد بشكل أكبر على أسواق رأس المال للتمويل بدلاً من الثروات الهائلة التي ساعدت بعض المؤسسين على الصعود إلى القمر.

وقد تواجه شركات التكنولوجيا الأمريكية مزيداً من الألم، إذ يقايض المستثمرون أسهم النمو مقابل أسهم الطاقة والأسهم المالية وغيرها من الأسهم الدورية التي استفادت تاريخياً من تحسُّن النمو الاقتصادي والمعدلات الأعلى. ومن المحتمَل أن تمثّل التحولات حالة من إعادة التوازن بعيداً عن الظروف غير النمطية التي استمرت لأكثر من عقد من الزمن وساعدت على إنشاء كادر من الشركات التي تبلغ قيمتها تريليون دولار وتهيمن على مؤشرات الأسهم.

كما أضاف ديتون: "المدهش أكثر هو ما حدث قبل هذا العام من حيث التكهنات والتقييمات المكثفة. أما هذا العام فسيكون بمثابة انتقال نحو الحياة الطبيعية، إذ ستُحَلّ قضايا سلسلة التوريد في النصف الثاني من العام، وستنتقل أسعار الفائدة من مستويات منخفضة سخيفة إلى مستويات طبيعية أكثر".

أوروبا