الدولار يواصل خسائره وسط إقبال على المخاطرة قبل إعلان أرقام التضخم

موظف يعد أوراقاً نقدية بالدولار الأميركي في مكتب صرف العملات في جاكرتا بإندونيسيا
موظف يعد أوراقاً نقدية بالدولار الأميركي في مكتب صرف العملات في جاكرتا بإندونيسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

واصل الدولار خسائره يوم الإثنين مع استمرار قوة الإقبال على الأصول عالية المخاطرة قبيل إعلان بيانات التضخم الجديدة في الولايات المتحدة ونتائج انتخابات التجديد النصفي.

انخفض مؤشر بلومبرغ للعملة الأميركية بنسبة 0.4% في نيويورك بعد ارتفاعه بنسبة تصل إلى 0.5% في وقت سابق، بعد أن أثرت حالة الإقبال على المخاطرة سلباً على الطلب على العملة الخضراء باعتبارها ملاذاً آمناً.

وارتفعت أسعار عملات معظم الأسواق الناشئة خلال اليوم، في حين كان الجنيه الإسترليني والفرنك السويسري واليورو من بين كبرى العملات الرابحة في عملات الدول الأعضاء بمجموعة العشر (G-10).

"وول ستريت" ترى الرهان على سقوط الدولار الملك سابقاً لأوانه

تراجعت أيضاً سندات الخزانة الأميركية لتمحو مكاسبها الأولى وتتجه نحو الهبوط وسط تدفق إصدارات سندات الشركات. وقد ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية في الأسبوع الماضي بسبب ارتفاع أرقام التوظيف إلى مستوى أعلى من المتوقع وتعليقات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التي أكد فيها أن تقشف السياسة النقدية سوف يستمر طالما استمر ارتفاع مستوى التضخم.

جيروم باول: الصورة ضبابية والحديث عن خفض الفائدة سابق لأوانه

الإقبال على المخاطرة

قال ستيف انغلاندر، رئيس بحوث عملات مجموعة العشر لدى بنك "ستاندرد تشارترد"، في مذكرة يوم الإثينين: "إن الأنباء التي كان يمكن أن تحدث أثراً إيجابياً ملحوظاً على الدولار قبل بضعة أشهر يبدو أن تأثيرها هامشي الآن"، وأضاف أن ذلك يشير إلى "أن استمرار قوة الدولار يحتاج إلى مجموعة كبيرة من الأنباء القوية الداعمة للعملة الأميركية".

شهدت الأصول عالية المخاطرة إقبالاً من المستثمرين يوم الإثنين حتى بعد أن كررت الصين التزامها بسياسة صفر كوفيد يوم السبت الماضي. وكانت تكهنات بقيام الدولة الآسيوية بالتخلي عن هذه السياسة قد أطلقت شهية المستثمرين على المخاطرة يوم الجمعة، دافعة الدولار إلى أسوأ هبوط له في يوم واحد منذ مارس 2020. وعلاوة على نتائج الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، يتوجه اهتمام الأسواق أيضاً إلى أرقام أسعار المستهلك بالولايات المتحدة يوم الخميس القادم.

قال تيم بيكر، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي لدى "دويتشه بنك" في سيدني: "كان موقف الصين واضحاً تماماً في عطلة نهاية الأسبوع عندما أعلنت أن تخفيف عمليات الإغلاق لن يحدث، وكذلك فإن قوة سوق العمل هي وحدها التي تعطي الضوء الأخضر لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لزيادة أسعار الفائدة". وأضاف بيكر أن ارتفاع أرقام التضخم "قد يترتب عليها زيادة نسبة الزيادة في الفائدة في شهر ديسمبر حتى تقترب من 75 نقطة أساس، مما قد يعزز موقف الدولار ويضر بأسعار الأسهم والسندات".

ذروة الدولار

يشتغل النقاش حالياً حول ما إذا كانت أسعار الدولار قد بلغت ذروة ارتفاعها بعد قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة برفع أسعار الفائدة، وأن مصيره الآن على المحك مع تدقيق المتعاملين في أرقام المؤشرات الاقتصادية بهدف تكوين صورة أوضح بشأن مستقبل السياسة النقدية للولايات المتحدة.

بعض مؤسسات الاستثمار، مثل شركة "إم أند جي إنفستمنتس" (M&G Investments) أصبحت أشد حذراً إزاء مسار الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة وتقوم بتخفيض رهاناتها طويلة الأجل على العملة الخضراء.

صناع السياسة الفيدرالية يقدرون تجاوز سعر الفائدة النهائي 5%

وصرحت شركة "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities) بأن الضغوط نحو ارتفاع أسعار الدولار قد تبدأ في الانحسار مع تراجع حساسية العملة لرفع أسعار الفائدة، رغم أن شركات أخرى، منها مصرف "كومونولث بنك أوف أستراليا"، ترى أن المستثمرين لا ينبغي أن يستبعدوا ارتفاع الدولار الآن.

وكتب محللو البنك، ومنهم كارول كونغ، في مذكرة: "إن ارتفاع أسعار الفائدة على أرصدة الاحتياطي الفيدرالي إلى ذروة أعلى يمكن أن يؤدي إلى اتساع فوارق الفائدة بين الولايات المتحدة وأهم شركائها التجاريين، مما سيدعم سعر الدولار".

الدولار الأميركي