صناديق التحوط تخفض رهاناتها الخطرة على الأسهم

المضاربون الكبار أكثر حذراً قبيل الانتخابات الأميركية النصفية وبيانات مؤشر أسعار المستهلك

بورصة نيويورك
بورصة نيويورك المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد عام من الحملة المحمومة للحد من المخاطر، أصبح المضاربون الكبار أكثر حذراً قبيل اثنين من أحداث السوق اللذين قد يكونان إيجابيين أو سلبيين هذا الأسبوع: الانتخابات النصفية وتقرير التضخم الحكومي.

في هذا الصدد، تخلصت صناديق التحوط ذات الرهانات الصعودية والهبوطية على الأسهم من رهاناتها بوتيرة هي من بين الأسرع هذا العام، وفقاً للبيانات التي جمعها الوسيط الرئيسي لـ"جيه بي مورغان تشيس أند كو" باستخدام نافذة تداول لمدة 20 يوماً.

إغلاق المراكز

يُشار إلى أن العملية المعروفة باسم "إغلاق المراكز" (degrossing)، تُنفّذ أيضاً بين عملاء صناديق "مورغان ستانلي"، على الرغم من تباطؤ وتيرتها في بداية الأسبوع الماضي. مع ذلك، عند 178%، كان إجمالي الرافعة المالية للمجموعة، وهو مقياس تقريبي للمراكز الطويلة والقصيرة الأجل بين العملاء، في النسبة المئوية السادسة من نطاق الخمس سنوات.

صعود الأسهم لليوم الثاني قبل الانتخابات النصفية في أميركا

يجد المتداولون ذوو الأموال السريعة القليل من الإثارة في السوق حيث علِق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في نطاق 200 نقطة في الأسابيع الأخيرة. في حين أن الأنماط الموسمية حول الانتخابات النصفية كانت تبشّر بالخير تاريخياً بالنسبة للأسهم، فإن سيطرة الديمقراطيين القوية في الكونغرس قد تزيد من احتمالات اتخاذ تدابير مالية، وهي خطوة من شأنها أن تزيد من جرأة الاحتياطي الفيدرالي المتشدد. في الوقت نفسه، فإن الانعكاس الكبير للسوق بعد الإصدار الأخير لمؤشر أسعار المستهلك يُعدّ سبباً كافياً للتوقف لفترة من الوقت.

اضطراب الأسواق

قال ديفيد ريدي، مؤسس "فيرست غروث كابيتال" (First Growth Capital): "لست على استعداد لتحمل المخاطرة الرئيسية بطريقة أو بأخرى، فهناك الكثير من العوامل المؤثرة، لا سيما الانتخابات ومؤشر أسعار المستهلكين، والتي تمنع وجود توجه كامل نحو أي تداول اتجاهي معين".

يتردد صدى الخوف في سوق الخيارات، إذ أظهر أحد مقاييس التقلب الضمني لعقود "ستاندرد آند بورز 500" زيادة بنسبة 40% تقريباً حتى يوم الأربعاء، وهي فترة تغطي الانتخابات الأميركية وتنتهي قبل تحديث التضخم صباح يوم الخميس، مما يعني أن المتداولين على استعداد للدفع أكثر من أجل التحوط من أي اضطراب محتمل مرتبط بهذه المحفزات.

الدولار يواصل خسائره وسط إقبال على المخاطرة قبل إعلان أرقام التضخم

من جانبه، قال جون ماكلين، مدير المحفظة في شركة "براندي واين غلوبال" (Brandywine Global): "هذه أحداث عالية التأثير وأوقات شديدة التقلب في السوق؛ وأنت لا تريد أن تكون في المركز الخاطئ".

الجدير بالذكر أن الانعكاسات خلال اليوم أصبحت سمة مميزة لسوق هذا العام حيث يحاول المستثمرون التعامل مع البيانات والروايات المتضاربة؛ ففي حين تشير البيانات الخاصة بالتصنيع والإسكان إلى تباطؤ اقتصادي، يشير تشديد سوق العمل إلى مرونة المستهلك. ومن المقرر الشهر المقبل أن يتراجع الاحتياطي الفيدرالي في وتيرة حملته الأكثر تشديداً منذ عقود، على الرغم من أن ذروة سعر الفائدة من المرجح أن تكون أعلى مما كان متوقعاً في الأصل.

سوق متعثرة

كذلك قضى مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" على مكاسب أو خسائر بنسبة 1% خلال اليوم 26 مرة هذا العام، وهو في طريقه لأعلى قراءة سنوية للتحولات اليومية منذ الأزمة المالية لعام 2008. قد حقق المؤشر انتعاشاً بنسبة 5% وسط قراءة ساخنة لمؤشر أسعار المستهلك في 13 أكتوبر ثم محى مكاسب بنسبة 1% يوم الأربعاء الماضي عندما أعلن الاحتياطي الفيدرالي قراره بشأن السياسة النقدية.

طريق "الهبوط السلس" للاقتصاد الأميركي يمر عبر أرباح الشركات

كل ذلك يُسلِّط الضوء على خطر التمركز في سوق متعثرة. ووسط التقلبات المتزايدة، تدفق المتداولون على الخيارات التي تنتهي صلاحيتها في غضون 24 ساعة إما كوسيلة للحماية أو ملاحقة السوق.

وبالنسبة لصناديق التحوط التي تفوقت عائداتها على السوق بفضل البيع على المكشوف، يستمر موقفها الدفاعي في أن يكون خطة اللعبة. لكن هذه المرة، تختلف تركيبة إغلاق المراكز عما حدث في وقت سابق من شهر أغسطس، حيث كان التخفيض في المراكز الطويلة الأجل هو المحرك الرئيسي، على عكس تغطية المراكز القصيرة الأجل، وفقاً لـ"جيه بي مورغان".

وسط التقلب الكبير في كلا الاتجاهين، هناك سوق عالقة؛ حيث يدور مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في الغالب بين 3,700 و3,900 منذ منتصف أكتوبر، وقد أغلق فوق 3,800 بقليل يوم الإثنين.

الأسهم الأميركية تنزلق مع فقدان أمل الهبوط السلس للاقتصاد

فضلاً عن ذلك، كتب فريق "جيه بي مورغان"، بما في ذلك جون شليغل، في ملاحظة الأسبوع الماضي: "ما تزال مستويات التمركز العامة منخفضة للغاية؛ ولكن نظراً لأن البيانات الكلية والجزئية تبدو غير متعاونة على ما يبدو، فمن الصعب أن نتوقع أن يدفع هذا الأسواق نحو الارتفاع على المدى القريب حيث ما تزال الخلفية الأساسية للأسواق تواجه تحديات".