استطلاع: نهج وارن بافيت دليل المستثمرين في أوقات الركود

توقعات بتفوق عائدات "بيركشاير" على "إس آند بي 500" خلال السنوات الخمس المقبلة

وارن بافيت، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "بيركشاير هاثاواي"
وارن بافيت، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "بيركشاير هاثاواي" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يبحث المستثمرون عن طرق تجنّبهم تداعيات الركود المحتمل في الاقتصاد الأميركي، وهم لذلك يتجهون نحو شراء الأسهم الدفاعية، وانتقاء الأسهم التي تُتداول بأقل من قيمتها.. فضلاً على الاحتذاء بالمستثمر الأميركي وارن بافيت، باعتباره سيد الاختيارات الصائبة في الأوقات الصعبة.

يعتقد المتخصصون في القطاع المالي والمستثمرون الأفراد، بأن أسهم شركة "بيركشاير هاثاواي" تتمتع بعلاوة سعرية كبيرة، ويراهنون على أن الشركة ستتفوق في الأداء على السوق الأميركية، وفقاً لآخر استطلاع أجرته "ماركتس لايف بالس" (Markets Live Pulse).

اقرأ أيضاً: ماذا نتعلم من "أخطاء" وارن بافيت؟

يبدي أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع والبالغ عددهم 352 شخصاً، ثقتهم في أن عائدات الشركة على مدى السنوات الخمس المقبلة، ستفوق أداء مؤشر "ستاندرد آند بورز 500". ويأتي هذا التصويت المدوي بالثقة، قبل انعقاد اجتماع الجمعية العمومية لمساهمي "بيركشاير" الأسبوع الجاري، وهو حدث سنوي أصبح معروفاً باسم "وودستوك الرأسماليين" (Woodstock of Capitalists).

تألق نهج القيمة

يحافظ المشاركون في الاستطلاع على ثقتهم ببراعة بافيت الاستثمارية الأسطورية، إذ يضع الاقتصاديون احتمال دخول الولايات المتحدة في حالة ركود خلال العام المقبل عند 65%، وهي حالة يفترض أن تشهد تألقاً لنهجه القائم على القيمة.

تسيطر العوائد المستقبلية على عقول المستثمرين، في وقت يتطلع فيه الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة، وربما للمرة الأخيرة في دورة التشديد الحالية، في 3 مايو. لذا، يعتقد المشاركون في الاستطلاع أن أداء الأسهم الدفاعية سيتفوق على أسهم الشركات التكنولوجية في الأشهر المقبلة، وهذا اعتقاد مبشر بالخير لـ"بيركشاير"، بالنظر إلى أن بافيت سيتجنب على الأرجح الفئة الأخيرة في ضوء تقييماتها العالية مؤخراً.

"بيركشاير" تزيد حصصها في 5 شركات تجارية يابانية

يرى 80% من المستثمرين أن أكبر إرث لرئيس مجلس إدارة "بيركشاير" هو استراتيجية شراء الأسهم بأقل مما تستحق- وهو نهج تبناه بافيت ومعلمه بنجامين غراهام- ثم جاءت رسائله السنوية الشهيرة للمساهمين كثاني أكبر إرث لكن بفارق كبير.

في السنوات الماضية، أصبحت رسائله السنوية أقصر، ويبلغ عمر بافيت وشريكه في العمل تشارلي مونجر مجتمعين أكثر من 190 عاماً. كلاهما سيمتع الجمهور في أوماها، نبراسكا، حيث بلا شك سيكون أحد الأسئلة الرئيسية حول من سيخلفهما.

ثقة في محلها

يعتقد المستثمرون أن علاوة أسهم التكتل العملاق مرتبطة بإدارة بافيت له، ويقدر نحو ثلثي المشاركين هذه العلاوة عند ما يصل إلى 10%. وأثبت التاريخ أن هذه الثقة في محلها، فقد حققت أسهم "بيركشاير" عائداً سنوياً مركباً بلغ 9.5% خلال الربع الأول من مطلع الألفية، متجاوزة عائد "ستاندرد آند بورز" البالغ 6.5%.

في محاولة لتعزيز عائدات "بيركشاير"، زار بافيت اليابان مؤخراً. يتفق المستثمرون مع بافيت على أن الأسهم اليابانية توفر قيمة، وقال 50% من المشاركين في الاستطلاع إنها ستتفوق على الأسهم الأميركية.

بافيت يدفع أسهم اليابان إلى أطول سلسلة من المكاسب في عام

تقدم الأسهم اليابانية عائداً محتملاً من الأرباح يبلغ 5.8%، مقابل حوالي 5.3% على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500".

بالإضافة إلى ذلك، تواجه الأسهم الأميركية زيادة واحدة على الأقل في أسعار الفائدة. في غضون ذلك، تتمتع الأسهم اليابانية بتكاليف اقتراض منخفضة بفضل سيطرة الدولة على منحنى العائد.

ذخيرة "بيركشاير هاثاواي"

سؤال آخر من المحتمل طرحه في اجتماع الأسبوع الجاري يتعلق بالسيولة النقدية الضخمة لدى "بيركشاير".

بلغت ذخيرة النقد الضخمة نحو 130 مليار دولار العام الماضي، وهي تكفي لشراء معظم الشركات المدرجة بمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" فرادى - أو حتى مزيج منها - مقابل دفع نقدي مباشر.

يُرجح أن تكون القيمة السوقية لمؤشر "إس آند بي 500"- التي ما تزال مرتفعة نسبةً لحجم الاقتصاد الأميركي- أحد الأسباب وراء عدم توظيف هذا النقد في صفقات كبيرة، لذا حتى تنخفض هذه النسبة لمستوى مقنع، قد يظل بافيت ومديرو أمواله مترددين حيال استثمار مبالغ كبيرة.

اعترف بافيت نفسه بأن حجم "بيركشاير" قد يشكل عبئاً على أدائها، ويبدو أن المشاركين في استطلاع "إم إل آي في بالس" لم يغفلوا عن هذه النقطة أيضاً، إذ توقع نصف المستثمرون المحترفون أن تشكل كومة النقد عقبة لأداء التكتل.

وارن بافيت يبدأ تسويق سندات الين ويدرس استثمارات جديدة في اليابان

عندما سئلوا عن الأغذية المفضلة من بين تلك التي تقدمها شركات بافيت، اختار حوالي 30% كوكاكولا، والتي يقال إن بافيت يتناولها خمس مرات يومياً. ومع ذلك، اعتقد عدد كبير أن الاختيارات ليست صحية بما يكفي بالنسبة لهم.

لكن يبدو لسان حال المشاركين في استطلاع " إم إل أي في": "ما زلنا نؤمن بعبقرية بافيت ومونجر في مجال الاستثمار بعد كل هذه العقود، وإن لم نؤمن بنفس القدر بأنماط حياتهم الغذائية".

"ماركتس لايف بالس" هو استطلاع أسبوعي لقراء "بلومبرغ نيوز"، يجريه فريق "بلومبرغ ماركتس لايف" (Bloomberg Markets Live)، والذي يدير أيضاً مدونة "MLIV 24/7" على محطة "بلومبرغ".