قلق المستثمرين يدفع الأسهم الأميركية إلى الهبوط

مقر بورصة ناسداك في ساحة "تايمز سكوير" في نيويورك، يوم 31 مايو 2022. أدى تقرير الوظائف في الولايات المتحدة الذي صدر يوم الجمعة 7 أكتوبر، إلى زيادة التكهنات بمواصلة الاحتياطي الفيدرالي تشديد سياسته النقدية بقوة، ما انعكس سلباً على أداء الأسهم الأميركية
مقر بورصة ناسداك في ساحة "تايمز سكوير" في نيويورك، يوم 31 مايو 2022. أدى تقرير الوظائف في الولايات المتحدة الذي صدر يوم الجمعة 7 أكتوبر، إلى زيادة التكهنات بمواصلة الاحتياطي الفيدرالي تشديد سياسته النقدية بقوة، ما انعكس سلباً على أداء الأسهم الأميركية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انخفضت أسعار الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء مع فتور موجة ارتفاعها في الربع الثاني من العام، وسط توتر المستثمرين قبيل شهادة يلقيها رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونغرس في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وارتفعت أسعار سندات الخزانة.

سجل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أول خسارة له على مدى يومين متتاليين منذ أربعة أسابيع، مع تداول المؤشر المعياري للأسهم الأميركية دون أعلى مستوياته مؤخراً منذ 14 شهراً.

أنهى مؤشر "ناسداك 100" تعاملات الثلاثاء دون تغيير يذكر، حيث دعم سهم "تسلا" المؤشر، الذي يعطي وزناً أعلى لأسهم التكنولوجيا، وساهم في حمايته من تسجيل خسائر عميقة.

انخفض سهم "فيديكس كورب" (FedEx Corp)، التي تعد نذيراً بأداء الاقتصاد، بنسبة 5% في التعاملات بعد ساعات التداول، وذلك بعد أن جاءت توقعات 2024 لأداء الشركة أضعف من أعلى تقديرات المحللين بسبب ضعف الطلب.

حوصر المستثمرون بين الخوف من إهدار الفرصة والقلق من أن تكون السوق قد ارتفعت أعلى وأسرع مما ينبغي، ويواجهون مبالغة في تقييم الأسهم مع إشارات إلى نزعة تقشفية في السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

"الفيدرالي": هدف التضخم عند 2% يتطلب ضعف النمو وتراجع سوق العمل

هوس الذكاء الاصطناعي، الذي قاد السوق إلى تحقيق أغلب مكاسبها الأخيرة، سيكون مطروحاً بكل تأكيد في المؤتمرات الهاتفية عن أداء الربع الثاني من العام.

سكوت كرونرت، محلل استراتيجي للأسواق العالمية في بنك "سيتي غروب"، قال لـ"تلفزيون بلومبرغ": "المسألة التي ستطرح هي: إلى أي درجة ظهر ذلك في مؤشرات الأداء الأساسية للشركات؟". وأضاف: "إن ما سنواجهه هو هذا الانفصام بين قوة أداء السوق مقارنة مع توقعات الربحية".

السياسة النقدية

مسار السياسة النقدية في الولايات المتحدة يمثل ورقة أخرى.

رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول سوف يدلي بتقريره نصف السنوي أمام الكونغرس يوم الأربعاء.

أبقى صناع السياسة في البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير في آخر اجتماع لهم، غير أنهم حذروا الأسواق باستئناف زيادتها في الفترة القادمة.

ينتظر المستثمرون أيضاً نتائج اجتماعات السياسة النقدية في تركيا والمملكة المتحدة وسويسرا.

كتبت ليزا شاليت، رئيسة شؤون الاستثمار في "مورغان ستانلي ويلث مانجمنت" لإدارة الثروات، في مذكرة: "إن ميلنا إلى الشك في أمر استدامة ارتفاع مؤشرات الولايات المتحدة المرجحة برأس المال السوقي ينبع في المقام الأول من استمرار اعتقاد المستثمرين بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يخادع بشأن إبقاء أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول".

أضافت: "إذا تحقق هبوط سلس ملائم، فلن يكون لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي أي حافز لخفض أسعار الفائدة، خاصة إذا كانت أسواق العمل ما تزال قوية نسبياً. إن تحقيق التوازن في خطر. راقب أسعار الفائدة الحقيقية، والتي من المرجح أن تزحف إلى أعلى وسط هبوط اقتصادي قوي".

المخطط البياني النُقطي دليل لفهم توقعات "الفيدرالي" الأميركي

جاء قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي مع توقعات بارتفاع تكاليف الاقتراض إلى 5.6% في عام 2023، مما يعني رفع أسعار الفائدة مرتين كل واحدة بمقدار ربع نقطة مئوية، أو زيادتها مرة واحدة بمقدار نصف نقطة قبل نهاية العام.

رهان الأسواق

يتناقض ذلك مع رهان الأسواق على رفع الفائدة بنحو 20 نقطة أساس في الفترة المتبقية من العام.

كتب مايك أورورك من شركة "جونز تريدينغ" (JonesTrading): "بشكل عام، لا يصاحب بيئة سوق ذات مضاعفات ربحية عالية إلا انخفاض في سعر الفائدة الأساسية عندما تنهار الأرباح. سيتطلب الأمر العودة إلى أرض الواقع في قطاع الأسهم جنباً إلى جنب مع الرياح الاقتصادية المعاكسة قبل أن يبدأ تخفيض أسعار الفائدة. فارتفاع مضاعفات الربحية للأسهم مع زيادة سعر الفائدة علاقة لا يمكن أن تستمر في المدى الطويل".

تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية بعد قفزة في وقت سابق وسط ارتفاع غير متوقع في بناء المنازل الجديدة في مايو، وبأعلى مستوى منذ عام 2016. انخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات 4 نقاط أساس إلى 3.72% بينما سجل عائد سندات الخزانة لأجل عامين، الذي يتسم بحساسيته للسياسة النقدية، 4.68%.

قال سونال ديساي، رئيس شؤون الاستثمار في شركة "فرانكلين تمبلتون فيكسيد إنكام" (Franklin Templeton Fixed Income)، لتلفزيون "بلومبرغ": "هذه بيانات قوية. لأن ذلك ما يزال يدعم الفكرة القائلة بأن قطاع الإسكان، وأعمال البناء الجديدة، لن تكون الأنشطة الأولى التي تنهار".

ارتفع الدولار الأميركي، بينما تراجعت الكرونة السويدية من بين العملات العالمية إلى مستوى قياسي منخفض مقابل اليورو حيث يتوقع المتعاملون أن يعمد البنك المركزي السويدي إلى وقف زيادة أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.

تراجع الذهب والنفط بعد خيبة الأمل بشأن إجراءات التحفيز الصينية. وتراجعت الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة أيضاً مع انخفاض سهم مجموعة "علي بابا هولدينغ" بنحو 4.2% بعد الاستبدال المفاجئ لرئيسها التنفيذي ورئيس مجلس إدارتها.

الأميركيتان