التشاؤم يخيّم على عملة "بينانس" المشفرة

يزداد رهان متداولي العملات المشفرة على هبوط رمز "بي إن بي" (BNB)، وهو العملة الأكثر بروزاً في منصة تداول الأصول الرقمية "بينانس"، الشركة المحاصرة بالأزمات.

تظهر المعنويات السلبية بصورة متزايدة في سوق المقايضة الدائمة، وهو نوع من العقود المستقبلية المستخدمة في أسواق العملات المشفرة التي ليس لها تاريخ انتهاء صلاحية.

تكشف بيانات شركة "كوين غلاس" (Coinglass) أن سعر الفائدة على عقود المقايضة المرجحة القائمة تحولت إلى السالب نهاية الأسبوع الماضي، بما يعني أن المضاربين الذين يراهنون على تراجع الأسعار أصبحوا على استعداد للدفع لأولئك الذين يعولون على تحقيق المكاسب للحفاظ على مراكزهم الاستثمارية التي تراهن على هبوط عقود "بي إن بي" القائمة.

تراجُع ملحوظ في "بينانس"

قال داريوس تاباتاباي، المؤسس المشارك لشركة "فيرتيكس بروتوكول" (Vertex) للبورصة اللامركزية: "عادة ما تشير أسعار التمويل بالسالب إلى مراكز بيعية كبيرة، وفي هذه الحالة يبدو أن المتداولين يراهنون على هبوط أسعار (بي إن بي). وفي الوقت الراهن يبدو أن العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام محايدة نوعاً، لكن سيكون تَعرُّف طريقة حدوث ذلك مسألة مثيرة للاهتمام".

الحملات التنظيمية الصارمة التي تعرضت لها "بينانس" في أماكن تمتدّ من أستراليا إلى أوروبا والولايات المتحدة شكّلَت عبئاً على أعمال أكبر بورصة عملات مشفرة على مستوى العالم، كما تَخلَّى بعض الشركاء المصرفيين عن "بينانس" جراء عمليات التدقيق المتنامية، ما قلّص قدرة العملاء على إيداع وسحب النقود العادية من البورصة.

وبحسب شيليانغ تانغ، كبير مسؤولي الاستثمار في مؤسسة استثمار العملات المشفرة "ليدجر برايم" (LedgerPrime)، تسير المعاملات نحو اتجاه "البيع إلى حد كبير"، لأن المضاربين يتكبدون رسوماً باهظة للحفاظ على مراكزهم الاستثمارية قائمة. كما أدّى تراجع عدد المتداولين الراغبين بالاحتفاظ بمراكز شرائية في "بي إن بي" في سوق المقايضة الدائمة إلى الوصول إلى فائدة تمويل سلبية.

حصة "بينانس" الأميركية في السوق تتقلص إلى 1.5%

لاحظ تانغ أنه "لا طريقة ملموسة للاقتراض باستخدام (بي إن بي) في المعاملات الفورية"، مشيراً إلى أنه يصعب للغاية بيع هذه العملة المشفرة في السوق الفورية جراء نقص السيولة.

بلغت العقود القائمة للمقايضات الدائمة لـ"بي إن بي" خلال الأيام القليلة الماضية 460 مليون دولار، حسب "كوين غلاس".

وتراجعت "بي إن بي"، خامس أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، بأقل من 1% مسجلة 243 دولاراً تقريباً عند الساعة 1:23 مساءً بتوقيت نيويورك. وأظهرت بيانات جمعتها بلومبرغ أن الرمز المشفر لم يتقدم تقريباً منذ بداية العام الحالي، في حين صعد مؤشر أكبر 100 عملة مشفرة 50% تقريباً.

دعوى قضائية

تُعَدّ عملة "بي إن بي" الرمز المشفر الأصلي لكل من "بينانس" ومنصة البلوكتشين "بي إن بي تشين" (BNB Chain) التي أطلقتها "بينانس". أصبحت فائدة تمويل "بي إن بي" سلبية خلال فترات الاضطرابات الأخيرة، بخاصة عندما رفعت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية دعوى قضائية خلال يونيو الماضي ضد شركة "بينانس هودلينغز"، و"بينانس يو إس" (Binance.US)، وتشانغ بينغ تشاو مؤسس ومالك البورصتين. رفض تشاو والشركتان مزاعم لجنة الأوراق المالية والبورصات.

اختتم تانغ: "في المرة الأخيرة التي ارتفعت فيها العقود القائمة كثيراً، تزامن ذلك مع رفع قضية لجنة الأوراق المالية والبورصات، لذا قد يكون هذا مؤشراً إلى تكرار ذلك، ولكن إذا لم يحدث شيء خلال أسبوع أو أكثر، فقد تتراجع العقود القائمة وأسعار التمويل أكثر".