تراجع إمدادات النفط الأميركية يرفع الأسعار في مختلف أنحاء العالم

نظام متعدد الجوانب لتوجيه النفط بالقرب من صهاريج تخزين، أوكلاهوما، الولايات المتحدة
نظام متعدد الجوانب لتوجيه النفط بالقرب من صهاريج تخزين، أوكلاهوما، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يواجه مشترو النفط في جميع أنحاء العالم أعلى العلاوات السعرية على الإمدادات التي شهدوها منذ أشهر -أو أكثر- حيث تنتشر أخبار تراجع المخزون في أكبر مركز تخزين للنفط في الولايات المتحدة عبر الأسواق الممتدة من آسيا وصولاً إلى الشرق الأوسط وأوروبا.

وتفرض على شحنات النفط الخام الأميركية الرئيسية المعروضة في آسيا أغلى علاوة سعرية هذا العام. حيث قفز الفارق بين سعر خام برنت ونفط الشرق الأوسط إلى أعلى مستوى منذ فبراير، في حين أن علاوة الإمدادات الأميركية على المدى القريب تقترب من أن تسجل أعلى مستوياتها منذ يوليو 2022.

مخضرمون بسوق النفط متفائلون بطلب الصين على الخام

تأتي مدينة كوشينغ التي تقع في ولاية أوكلاهوما -نقطة تسليم العقود الآجلة للخام الأميركي القياسي- في قلب هذه القضية، ما يساعد على تحديد سعر النفط عبر الأميركتين وخارجهما. ويصل المخزون في المركز الآن تقريباً فوق أدنى مستوياته الموسمية التي شوهدت آخر مرة في عام 2014، وذلك بالتزامن مع مواجهة العالم شح الإمدادات عقب خفض المملكة العربية السعودية وروسيا للإنتاج.

تراجع المخزون

خلال الأشهر الأخيرة، ساعدت الولايات المتحدة في ملء الفراغ المتبقي في السوق، حيث تصدر بشكل منتظم أكثر من 4 ملايين برميل يومياً لتلبية الطلب العالمي. وتراجع المخزون بسرعة في الولايات المتحدة بسبب الشحنات الخارجية والطلب المحلي القوي. وأصبح هناك سؤال مطروح حالياً حول إمكانية استمرار تدفق هذه الشحنات.

قال غاري روس، مستشار النفط المخضرم الذي تحول إلى مدير صندوق تحوط في "بلاك غولد إنفسترز" (Black Gold Investors ): "لقد نفدت إمدادات النفط- يمكنك أن تلاحظ مدى تراجع معدلات التخزين في كوشينغ"، إذا نفدت الإمدادات في كوشينغ، يعني نفاد المخزون في أوروبا، لأنها تعتمد بشكل كبير على الصادرات الأميركية. إذا انخفضت صادرات الولايات المتحدة، فمن أين ستحصل أوروبا على إمداداتها من النفط".

بيانات "أوبك" تنبئ بتقلص معروض النفط بشدة بعد خفض الإنتاج السعودي

تباع شحنات خام غرب تكساس الوسيط "ميدلاند" تسليم شهر يناير إلى آسيا بعلاوة سعرية قدرها 9 دولارات للبرميل فوق سعر نفط دبي المعياري، وفقاً للتجار الذين يشترون ويبيعون هذه الدرجة. وهذه العلاوة سوف تكون أعلى زيادة هذا العام، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. ويُرجح أن يبدأ التداول الفعلي الأسبوع المقبل، ما يعطي مزيداً من الوضوح حول مدى قوة سوق الخام الأميركي.

ارتفاع الأسعار

ارتفع سعر خام "مربان" في أبوظبي مقارنة مع خام دبي في بورصة "أبوظبي انتركونتننتال للعقود الآجلة". ورغم أن شحنات التداول الفوري لخام الشرق الأوسط لن يبدأ تداولها إلا خلال الأسابيع المقبلة، ارتفعت العلاوة السعرية على هذه الدرجة -التي غالباً ما تقارن بخام غرب تكساس الوسيط ميدلاند–إلى أعلى مستوى منذ فبراير يوم الخميس.

تبدو الزيادة واضحة بالفعل في سوق العقود الآجلة. وقد أدى نقص الإمدادات الأميركية إلى تضييق الفجوة بين سعر الخام الأميركي وخام برنت المرجعي الدولي إلى أقل من 3 دولارات للبرميل، وهي الأقل منذ مايو من العام الماضي. في الوقت نفسه، ارتفع الفارق بين خام برنت ومؤشر دبي في الشرق الأوسط - المعروف أيضاً باسم برنت - دبي EFS - بشكل كبير.

زيادة تكلفة خام دبي قد ترجح كفة النفط الأميركي في آسيا

على الرغم من القلق الكبير بشأن تراجع المخزون الأميركي، لاتوجد أي علامات ملموسة على تباطؤ الصادرات الأميركية حتى الآن.

قال مات سميث، محلل النفط في "كبلر": "يُرجح أن تصل الصادرات المشحونة بحراً في أكتوبر إلى ما يقرب من 4 ملايين برميل يومياً". مُضيفاً: "إن تأخر أثر تراجع الفارق بين خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط يعني أننا قد لا نرى التأثير الكامل حتى شحنات شهر نوفمبر".

علاوات سعرية على النفط الخام الأقل جودة تفاجئ تجار الخام

أضاف سميث: "بالنسبة إلى شهر نوفمبر وما بعده، يُتوقع أن تحوم الصادرات حول مستوى 4 ملايين برميل يومياً"، مشيراً إلى ارتفاع إنتاج النفط الصخري بمعدلات قوية محلياً.

قوة الصادرات الأميركية

يشير التجار أيضاً إلى أن المخزون مرتفع إلى حد ما في منطقة ساحل الخليج كعلامة على استمرار قوة الصادرات الأميركية لبضعة أسابيع. كما أن أعمال الصيانة الموسمية الكثيفة لمصافي التكرير في الولايات المتحدة إلى جانب التحولات في أوروبا يجب أن تخفف بعض الضغوط وتحرر بعض الإمدادات.

بالفعل، تتراجع أسعار خام غرب تكساس الوسيط في ميدلاند وخام غرب تكساس الوسيط في هيوستن مقارنةً بالأسعار في كوشينغ. وإذا استمر ذلك، فقد يعيد فتح فرص الأربيتراج أو المراجحة لبيع النفط الخام بشكل مربح إلى آسيا. يجب أن يساعد أيضاً في إرسال المزيد من النفط إلى كوشينغ.

ومع ذلك، هناك دلائل على أن بعض شركات التكرير الأوروبية تضطر إلى دفع ثمن أعلى للحصول على إمدادات فورية.

باعت شركة "سونانغول" الأنجولية أربع شحنات بزيادة تصل إلى 1.50 دولار للبرميل فوق أسعار العرض خلال الأسبوع الماضي، ويُرجح أن تذهب ثلاث شحنات إلى أوروبا. غالباً ما تكون هذه الشحنات متجهة إلى آسيا -يعكس نمط التجارة غير التقليدي بعض التقلبات الحادة في السوق هذا الأسبوع.

أضاف روس: "تتخذ العلاوات السعرية اتجاهاً تصاعدياً في مختلف أنحاء العالم". مُضيفاً: "أدت إجراءات السعودية إلى نقص المعروض في السوق بصورة درامية".

نفط