السندات العالمية تكتسب زخماً وسط بيانات اقتصادية ضعيفة

مشاة يسيرون بجوار المؤشر الإلكتروني الذي يعرض أرقام الأسهم في بورصة هونغ كونغ
مشاة يسيرون بجوار المؤشر الإلكتروني الذي يعرض أرقام الأسهم في بورصة هونغ كونغ المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

اكتسب ارتفاع السندات في جميع أنحاء العالم المزيد من الزخم، إذ غذّت البيانات الاقتصادية الضعيفة في كلٍ من الولايات المتحدة وأوروبا التكهنات بأن البنوك المركزية الكبرى ستخفض أسعار الفائدة العام المقبل.

وقبل يومين فقط من صدور تقرير الوظائف الأميركي، أظهرت المزيد من البيانات تباطؤاً تدريجياً في سوق العمل، على نحو يساير توجه بنك الاحتياطي الفيدرالي. زادت كشوف الأجور بالقطاع الخاص بـ103,000 وظيفة الشهر الماضي، لتنخفض عن التقديرات، وتغذي رهانات تيسير السياسة النقدية في وول ستريت. من جهة أخرى، انخفضت طلبيات المصانع في ألمانيا بشكل غير متوقع، مما يسلط الضوء على مدى استمرار آلام قطاع التصنيع بأكبر اقتصاد في أوروبا.

تباطؤ التوظيف

قال براد ماكميلان، كبير مسؤولي الاستثمار في "كومنولث فاينانشال نتوورك" (Commonwealth Financial Network): "مع اقترابنا من نهاية العام، ستكون القضايا الرئيسية هي ما إذا كان النمو سيستمر بمعدل أبطأ وسيتواصل انحسار التضخم.. لقد تغيرت توقعات السوق بشأن أسعار الفائدة بسرعة. وفي حين أن هناك فرصة هنا، تتواجد أيضاً بعض المخاطر".

صعود سندات الخزانة الأميركية مع تزايد رهانات خفض أسعار الفائدة

واصلت عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات انخفاضها لتصل إلى نحو 4.1%. ارتفعت أسعار الفائدة على السندات لأجل عامين بشكل طفيف، وهي علامة صحية، وفقاً لبعض المتداولين، بعد إعادة تسعير هائلة لرهانات الفائدة للأوراق ذات الأجل الطويل بمنحنى العائدات الأميركية.

فقد مؤشر "إس آند بي 500" الزخم وسط انخفاض أسعار أسهم الشركات المنتجة للطاقة وبعض أسهم الشركات الكبرى على غرار "إنفيديا" و"مايكروسوفت". وهبطت أسعار النفط الأميركي إلى ما دون 70 دولاراً للبرميل وسط مخاوف بشأن فائض الإمدادات التي غطت على تقرير أظهر تقلص المخزونات الأميركية.

أظهر استطلاع أجرته "22 في ريسيرش" (22V Research) أن المستثمرين الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن فترة التفاؤل الاقتصادي من سبتمبر إلى نوفمبر قد انتهت، على أن تتراجع سوق العمل الأميركية في يناير وفبراير.

يرى ستان شيبلي من "إيفر سكور"، أن تقرير كشوف الأجور الصادر عن معهد أبحاث "إيه دي بي" (ADP) يوم الأربعاء والمؤشرات عالية التواتر (تلك التي تقيس التغير على مدى فترات زمنية دقيقة) تشير إلى نمو "ضعيف" في التوظيف.

قال بيتر بوكفار، مؤلف "ذا بوك ريبورت" (the Boock Report): "التباطؤ في التوظيف مستمر وأصبح أكثر وضوحاً..ما أركز عليه الآن هو مسار النشاط، وكل ما أراه هو التباطؤ في أماكن متعددة، بما في ذلك سوق العمل الآن".

تزايد رهانات خفض الفائدة حول العالم

يعقد صناع القرار ببنك الاحتياطي الفيدرالي اجتماعهم الأخير للعام الحالي الأسبوع المقبل. في حين أنه من غير المتوقع حدوث أي تغيير في هدفهم لسعر الفائدة، فمن المقرر أن يصدروا توقعات ربع سنوية يمكن أن تغيّر التوقعات الضمنية للسوق. وتميل هذه الرهانات نحو المزيد من التيسير النقدي العام المقبل، استجابةً لبيانات اقتصادية أضعف من المتوقع.

في غضون ذلك، تتوقع الأسواق خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بالكامل 6 مرات بمقدار ربع نقطة في 2024، وهو ما من شأنه أن يخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى 2.5%. ورغم تقليص الرهانات قليلاً في وقت لاحق من اليوم، عزز "دويتشه بنك" رهانات تيسير السياسة النقدية بعدما راجع توقعاته ليتنبأ أيضاً بخفض أسعار الفائدة 150 نقطة أساس.

الشركات الأميركية تقلص التوظيف في نوفمبر

قال براشانت نونياها، استراتيجي أسعار الفائدة لدى "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities): "تنحسر مخاوف التضخم.. والبنوك المركزية تعتقد أنها فعلت ما يكفي بشكل واضح، وتدرس خفض أسعار الفائدة، وإلا فإن أسعار الفائدة الحقيقية قد تكون مرتفعة للغاية ومُقيِّدة".

في حين أن تقرير "إيه دي بي" ليس مؤشراً موثوقاً لأرقام الوظائف الحكومية، فإن البيانات التي جاءت أضعف من المتوقع قد تدعو للتنبؤ بأن يأتي تقرير الوظائف يوم الجمعة "ضعيفاً"، وفق كريس لاركين من "إي تريد" (E*Trade) التابعة لـ"مورغان ستانلي".

وأضاف: "ما لا نعرفه هو مقدار توقع الأسواق بالفعل في ظل تباطؤ سوق العمل، أو كيف سيكون رد فعلها إذا جاءت بيانات يوم الجمعة أقوى من المتوقع".

ومن المتوقع أن تظهر البيانات الحكومية المتوقع صدورها يوم الجمعة أن أصحاب العمل أضافوا 185 ألف وظيفة في نوفمبر، وفقاً لمسح أجرته بلومبرغ للاقتصاديين. ومن المتوقع أن يظل معدل البطالة عند أعلى مستوى له منذ عامين تقريباً.

آفاق استمرار الصعود

استقبل ارتفاع الأسهم والسندات دعماً وسط أدلة على أن الهبوط السلس سيسمح للاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في 2024، وفقاً لمكتب الاستثمار الرئيسي لدى "يو بي إس"، الذي يتوقع "هبوطاً سلساً" - لكنه يرجح عدم استمرار وتيرة الارتفاع الأخير.

قالت سوليتا مارسيلي من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management.): "آفاق ارتفاع مؤشر (إس آند بي 500) باتت محدودة نسبياً.. مع تباطؤ النمو، نعتقد أنه يجب على المستثمرين التركيز على الأسهم عالية الجودة من الشركات التي تتمتع بعوائد قوية على رأس المال المستثمر، وهوامش تشغيل قوية، وديون منخفضة نسبياً في ميزانياتها".

من جانب آخر، كثف بنك إنجلترا تحذيراته بشأن بيع صناديق التحوط العقود الآجلة لسندات الخزانة الأميركية، قائلاً إن مؤشره لصافي المراكز أصبح الآن أكبر مما كان عليه قبل أزمة "الاندفاع نحو النقد" في مارس 2020.

وقال البنك المركزي إن صافي مراكز البيع على المكشوف ارتفع إلى 800 مليار دولار من نحو 650 مليار دولار في يوليو، نقلاً عن حسابات تستند إلى بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع. ويشير ذلك إلى قفزة في ما يسمى بالتجارة الأساسية، حيث يسعى المستثمرون إلى استغلال فروق الأسعار بين العقود الآجلة والسندات.

أداء أبرز المؤشرات:

  • انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.4% في الساعة الرابعة مساءً في نيويورك.
  • مؤشر "ناسداك 100" تراجع 0.6%.
  • العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات انخفض خمس نقاط أساس إلى 4.1%.
  • تراجع العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات خمس نقاط أساس إلى 2.20%.
  • انخفض العائد على السندات البريطانية لأجل 10 سنوات ثماني نقاط أساس إلى 3.94%.
  • صعد سعر "بتكوين" 0.2% إلى 43,998.22 دولار.