هوس الذكاء الاصطناعي يقود "ناسداك 100" للصعود 1.5%

الذكاء الاصطناعي قاد المؤشر المكدس بأسهم التقنية للارتفاع 45% منذ مطلع العام

رجل ينظر إلى شاشة تعرض أسعار الأسهم داخل مبنى بورصة أوساكا للأوراق المالية في أوساكا، اليابان
رجل ينظر إلى شاشة تعرض أسعار الأسهم داخل مبنى بورصة أوساكا للأوراق المالية في أوساكا، اليابان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حفز صعود أسعار أسهم الشركات الكبرى ارتفاع السوق الأوسع وسط تكهنات بأن تواصل طفرة الذكاء الاصطناعي تعزيز المكاسب.

تخلص المتداولون من القلق المحيط بتقرير الوظائف الأميركي المرتقب صدوره يوم الجمعة واستأنفوا المسيرة التي صعدت بمؤشر "ناسداك 100" بما يفوق 45% خلال العام الحالي.

عاد التفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي إلى الظهور من جديد، ليرتفع سهم "ألفابت" بنسبة 5.5% تقريباً بعد يوم من إطلاق "غوغل" لـ"جيميني" (Gemini)، "نموذج الذكاء الاصطناعي الأكبر والأعلى قدرة" الذي بنته على الإطلاق. كما ارتفع سعر سهم "إيه إم دي" بعد تعهدها بأن رقائقها المسرعة الجديدة ستعمل على تشغيل برامج الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع من المنتجات المنافسة.

قال يونغ يو ما، من شركة "بي إم أو ويلث مانجمنت" (BMO Wealth Management): "الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على دفع مكاسب الإنتاجية إلى مستوى أعلى بشكل حاد في 2024 وما بعدها.. كانت المرونة والقدرة على التكيف والابتكار من السمات المميزة للاقتصاد في 2023، ونتوقع استمرار هذه العوامل في العام القادم أيضاً".

هوس الذكاء الاصطناعي رفع قيمة "ناسداك 100" 5 تريليونات دولار

ارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.5%، وأوقف مؤشر "إس آند بي 500" هبوطه الذي استمر ثلاثة أيام. وشهدت سندات الخزانة تحركات صغيرة، وارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى نحو 4.15%. وأدت الإشارات الجريئة من بنك اليابان إلى ارتفاع الين بنحو 2.5%. وانخفض الدولار.

قال كريشنا جوها، من "إيفرسكور"، إنه غير "مقتنع بفكرة" أن بنك اليابان سيدرس بجدية رفع أسعار الفائدة بشكل مفاجئ في ديسمبر. وأوضح: "نعتقد أن شهر يناير هو الأكثر منطقية.. بينما يؤكد البنك على خيار جدي للمضي قدماً في يناير، فإنه في الواقع يميل أكثر إلى رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق في أبريل.. لذا، في حين أن اتجاه التحرك صحيح، فمن المرجح أن تكون التداولات التكتيكية اليوم قد تجاوزت الحدود".

وفي أسبوع حافل ببيانات سوق العمل، أظهرت الأرقام أن الطلبات المستمرة للحصول على إعانات البطالة الأميركية انخفضت بأكبر قدر منذ يوليو. ورغم هذا الهبوط، لا تزال المطالبات المستمرة بالقرب من أعلى مستوى لها منذ عامين وسط أدلة متزايدة على تباطؤ سوق العمل.

تسبق هذه البيانات تقرير الوظائف الشهري للحكومة، والذي من المتوقع أن يظهر ارتفاع التوظيف في نوفمبر واستقرار معدل البطالة عند 3.9%. من المحتمل أن هذه الأرقام، إلى جانب تقرير التضخم المرتقب صدوره الأسبوع المقبل، لن تقدم الكثير لتغيير التوقعات بأن يُبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عند نفس مستوياتها في اجتماعه المقبل يوم 13 ديسمبر.

تقرير الوظائف الأميركية

  • ليز يونغ، رئيسة استراتيجية الاستثمار لدى "إس أو إف آي" (SoFi):

"من الواضح أن الأمور تتجه نحو التحول في سوق العمل، ولو بشكل طفيف. لقد كان هناك تحول صعودي طفيف -ولكن ملحوظ- في معدل البطالة، واستمرار ارتفاع طلبات إعانات البطالة.. ونحن الآن نرحب بتطور الأحداث. ومع ذلك، فإن المشكلة الأكثر أهمية التي يجب حلها هي خفض الأرقام بدرجة كافية لتحقيق التوازن بين الأمور، ولكن ليس بدرجة كبيرة بحيث تؤدي إلى تدمير الوضع.. عليهم خفض أرقام التوظيف، وليس تدميرها".

  • أندرو باترسون، كبير الاقتصاديين لدى "فانغارد"

"نتوقع أن يضيف الاقتصاد الأمريكي 160 ألف وظيفة في نوفمبر، ليواصل الاتجاه الأوسع بين مؤشرات التوظيف المتمثل في تباطؤ سوق العمل.. وبينما جاءت أرقام نمو الأجور أقل من التوقعات في الأشهر الأخيرة، نعتقد أن المخاطر لشهر نوفمبر تتجه نحو الارتفاع بناءً على مؤشرات الأجور في القطاع الخاص. وفي نهاية المطاف، نعتقد أن المفاجأة الصعودية ستكون مجرد خدعة، وليست إشارة إلى عودة تسارع الأجور".

  • كريغ إيرلام، كبير محللي السوق في "واندا"

"لم تكن بيانات طلبات إعانة البطالة اليوم حافلةً بالأحداث بشكل خاص في حد ذاتها.. تقرير الوظائف المرتقب يوم الجمعة مهم حقاً، خاصة عنصر الأجور".

سوق متقلبة.. ومخاطر كامنة

لعب التفاؤل حيال تراجع التضخم، والتخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة العام المقبل، دوراً كبيراً في الصعود الأخير للأسهم. ومع ذلك، فإن بيانات التقلبات عبر الأصول تظهر أن المخاطر ليست منخفضة كما قد تبدو. اتسعت الفجوة مرة أخرى بين مؤشر "موف" (MOVE)، الذي يتتبع تقلبات أسعار الفائدة، و"مؤشر الخوف" (VIX) لتقلبات أسعار الأسهم. مما يشير إلى أن أسواق الفائدة لا تزال متقلبة ويمكن أن تثير ضغوطاً على الأسهم في أي وقت.

الذكاء الاصطناعي سيضيف 340 مليار دولار إلى بنوك "وول ستريت" سنوياً

حذّر ماركو كولانوفيتش، من "جيه بي مورغان"، العملاء من أن الأسهم والأصول الخطرة الأخرى لن تتمكن من الحفاظ على أي صعود محتمل دون إجراء البنوك المركزية تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة- ولا يتوقع حدوث ذلك ما لم تنخفض الأسواق بشدة أو يتعثر الاقتصاد. ولهذا السبب، قال إنه يجب على المستثمرين اختيار النقد أو السندات على الأسهم.

قال كولانوفيتش: "هذا موقف صعب.. إذ يعني ذلك حدوث بعض الهبوط والتقلبات في السوق خلال 2024، قبل تخفيف الظروف النقدية وحدوث ارتفاع أكثر استدامة بالسوق".

تعكس الأسهم الأميركية بالفعل نظرة متفائلة بشأن النمو الاقتصادي، مما يجعلها "عرضة" لأي صدمات كلية، وفقاً لاستراتيجيين من مجموعة "غولدمان ساكس" بما في ذلك رايان هاموند وديفيد كوستين. وكتبوا: "نعتقد أن أسعار الأسهم الأميركية اليوم تعكس الكثير من السيناريو المتفائل".

في غضون ذلك، يقول الاستراتيجيون الكميون لدى "بنك أوف أميركا" إنه بعد الصعود الكبير المدفوع بأسهم التكنولوجيا في 2023، فإن مؤشر "إس آند بي 500" لديه القدرة على الارتفاع في العام المقبل، حتى بدون دعمهم (أي أسهم التقنية). وأشاروا إلى أن المخاوف بشأن ضيق عمق السوق تُعدّ "في غير محلها" لأن الأسواق الصاعدة في العقود الأربعة الماضية -باستبعاد فقاعة الدوت كوم- انتهت دائماً باتساع (أي عدد أسهم صاعدة كبير) أفضل بكثير.

قالت سافيتا سوبرامانيان: "خلافاً لهذا العام الذي تحمّل فيه (السبع الكبار) بـ70% من صعود السوق، فإننا نتوقع ظهور قيادة أوسع". في إشارة إلى مساهمات شركات مثل "أبل" و"نفيديا" و"مايكروسوفت" في ارتفاع السوق.

أداء أبرز المؤشرات:

  • ارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.5% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك
  • صعد مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.8%
  • قفز سعر الين الياباني 2.4% إلى 143.73 أمام الدولار
  • انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.4%
  • هبط سعر "بتكوين" 1.3% إلى 43,260.85 دولار
  • ارتفعت سعر "إيثر" 4.3% إلى 2,344.03 دولار
  • صعد العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات أربع نقاط أساس إلى 4.14%.