صفقة أوهتاني القياسية بقيمة 700 مليون دولار تعزز أسهم الرعاة

ربما يكون عقد نجم لعبة البيسبول شوهي أوهتاني القياسي بقيمة 700 مليون دولار لمدة 10 أعوام مع نادي "لوس أنجلس دودجرز" نعمة بالنسبة لشركاته الراعية، التي كان أداء أسهمها ضعيفاً للغاية السنة الجارية.

سيسلط العقد الذي يعد الأكبر على الإطلاق في تاريخ الرياضة في أميركا الشمالية بحسب موقع "إم إل بي.كوم"(MLB.com)، الضوء على أوهتاني بدرجة أكبر، ما يساعد في الإعلان عن منتجات وخدمات رعاة الشركة، بما فيهم "ميتسوبيشي يو إف جي فانيانشال غروب" و"جابان إيرلاينز" و"كوسيه"و"سيكو غروب" (Seiko Group).

ارتفاع الأسهم

ارتفعت غالبية أسهم الشركات الراعية الإثنين، مع صعود "كوسيه" 2.4% و"سيكو" 1.8%، ليتجاوزا ارتفاع مؤشر "توبكس" القياسي بنسبة 1.5%. صعد سهم "ميتسوبيشي يو إف جي فانيانشال غروب" بنسبة 1.9%، بينما أنهت "جابان إيرلاينز" الجلسة بتغير طفيف، بعد ارتفاعها الأسبوع الماضي بسبب توقعات القطاع الصاعد.

اقرأ أيضاً: مفاجأة انتصار اليابان على ألمانيا بكأس العالم تنعش أسهم شركات البث والرياضة

سبق أن ساعد أوهتاني، الذي يُقارن باللاعب الأسطوري الراحل بيب روث االشهير بقدرته على تسجيل عدد نقاط كبير بضرب الكرة بعيداً أو رميها بقوة، في زيادة أسعار أسهم الشركات الراعية في الماضي. وأصبح أوهتاني (29 سنة) اللاعب الأول منذ 100 سنة تقريباً، الذي يبدأ المباراة من مركز الرماية في ما يتصدر دوري البيسبول الرئيسي من حيث عدد الأهداف الفردية في إبريل 2021، ما ساهم في تفوق سلة أسهم متساوية الوزن من 5 شركات راعية له على مؤشري "بلومبرغ العالمي للملابس"، و"توبكس"، خلال الأشهر القليلة التي تلت هذا الإنجاز.

تأتي هذه الأخبار في وقت تتراجع الأسهم اليابانية من أعلى مستوياتها خلال 3 عقود، بعدما وصلت إليها وقت سابق من العام الجاري وسط علامات على نجاة البلاد من الانكماش، بينما تركز الشركات أكثر على زيادة القيمة بالنسبة لحملة الأسهم.

شهد مؤشر "نيكاي 225" أحد أسوأ أسابيعه إلى حد الآن على مدى 2023 خلال المدة المنتهية في 8 ديسمبر الحالي، بضغط من مخاوف من أن ارتفاع سعر الين الياباني يهدد بتقليص أرباح المصدرين، بينما أثارت التكهنات المتنامية بأن بنك اليابان المركزي بدأ يتحرك لزيادة أسعار الفائدة، مخاوف إزاء تفاقم تكاليف الاقتراض.

شعبية أوهتاني

عندما أعلن أوهتاني انتقاله إلى فريق جديد، كانت اليابان تشهد اضطرابات في المشهد السياسي، إذ ترددت أنباء بشأن استعداد رئيس الوزراء فوميو كيشيدا لإقالة مسؤولين من إدارته، وسط فضيحة صندوق سري.

قال شويتشي أريساوا، محلل شركة "آيواي كوزمو سيكيوريتيز" (Iwai Cosmo Securities): أسهمت قصة انتقال أوهتاني بطريقة كبيرة في صرف انتباهنا عن الأنباء السيئة".

اقرأ أيضاً: انتصارات اليابان بكأس العالم في قطر تدعم أسهم البث والرياضة

كان أداء "كوسيه"، التي يروج أوهتاني لمنتجاتها المرتبطة بالعناية بالبشرة، أقل من مؤشر "توبكس" العام الحالي جراء ضعف الطلب الصيني بسبب التباطؤ الاقتصادي، وبعد إطلاق مياه الصرف الصحي المشعة المعالجة من فوكوشيما في المحيط. تخلفت "سيكو"، التي باعت ساعات تحمل اسم نجم البيسبول، أيضاً عن أداء السوق.

وفي حين انتعشت أعداد السياح الأجانب لموطن أوهتاني إلى مستويات ما قبل وباء كورونا، هبطت أسهم "جابان إيرلاينز" أيضاً وسط مخاوف من صعود أسعار الوقود، وأن الين الضعيف سيؤثر سلباً على الأرباح. في غضون ذلك، تفوقت "ميسوبيشي يو إف جي فانيانشال غروب"، التي تملك صفحة إنترنت مخصصة للاعب، على مؤشر "توبكس". وارتفع القطاع وسط توقعات بأن أرباح الإقراض للمصارف ستحصل على دفعة في حال زاد بنك اليابان من أسعار الفائدة.

التأثير الاقتصادي

أسفر نجاح أوهتاني غير المسبوق عن زيادة السياحة بطريقة كبيرة لمشاهدة اللاعب، وارتفاع مبيعات البضائع التي تظهر عليها صورته، علاوة على فوائد أخرى، بحسب كاتسوهيرو مياموتو، أستاذ بجامعة "كانساي" غرب اليابان.

كتب مياموتو في تقرير أن انتقال أوهتاني إلى "دودجرز" سيكون له تأثير اقتصادي يبلغ 64.3 مليار ين (437 مليون دولار) السنة المقبلة، أي أكثر من تأثير 50 مليار ين تقريباً إذا استمر مع نادي "لوس أنجلس آنجلز".

حصل أوهتاني، الذي جعلته قدرته الفريدة على الرمي وضرب الكرة بصورة جيدة نجماً منذ انتقاله إلى الولايات المتحدة في 2018، على ثاني جائزة له في الدوري الأميركي هذا العام، بوصفه أكثر اللاعبين قيمة.

وباعتباره واحداً من أفضل اللاعبين الذين دخلوا سوق الانتقال الحر لدوري بيسبول الرئيسي، تلقى أوهتاني عروضاً من فرق عديدة بما فيها "تورنتو بلو جايز" وشيكاغو كوبس". عادة ما يخصص اللاعبون الرماة في لعبة البيسبول الأميركية المحترفة في العصر الحديث، وقتاً ضئيلاً لممارسة الضرب، ما يجعل مهارات أوهتاني متفردة.

وبحسب ما ورد، تتضمن صفقة أوهتاني أيضاً تأجيلات للتخفيف من ضريبة التوازن التنافسي، والمعروفة باسم ضريبة الرفاهية، وأعباء التدفق النقدي، حتى يتمتع فريق "دودجرز" بالمرونة اللازمة للتنافس، كما كتب مارك فيساند من موقع "MLB" على موقع "إكس".