قطاع التقنية يقود هبوط الأسهم الأميركية في مستهل تعاملات 2024

انخفضت أسعار الأسهم الأميركية وسندات الخزانة في مستهل تعاملات 2024 وقلص المتداولون رهاناتهم على تخفيضات أسعار الفائدة.

هبط مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100) بنسبة 1.7%، مسجلاً أكبر انخفاض يومي خلال شهرين، مع تراجع أسعار أسهم التقنية الكبرى "العظماء السبع" التي تألقت العام الماضي. كما انخفض سعر سهم "أبل" بعدما حذر أحد محللي "باركليز" من تراجع الطلب على "أيفون". كما تراجعت أسعار أسهم "إنفيديا" و"ميتا بلاتفورمز"، الشركة الأم لـ"فيسبوك"، وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 3.94%.

توقفت موجة صعود الأسهم القوية في أول جلسة تداول بالعام الجديد، بعد أن أضاف مؤشر (S&P 500) في 2023 أكثر من 8 تريليونات دولار.

"باركليز" يخفض توصيته لسهم "أبل" ويحذر من هبوط الطلب على "أيفون"

وقال لويس نافيلييه، من شركة "نافيلييه آند أسوشيتس" (Navellier & Associates): "العام الجديد سرَّع عمليات جني الأرباح المؤجلة بدوافع ضريبية، وعمليات إعادة التمركز من قبل مديري المحافظ بعد الأداء اللافت للأنظار لمحافظهم في نهاية العام".

رغم أن توم لي، من "فاندسترات غلوبال أدفايزورس" (Fundstrat Global Advisors)، والذي كان من بين القلائل الذين توقعوا صعود الأسهم العام الماضي، لا يزال يرجح أن تحقق الأسهم أداءً جيداً في 2024. لكنه أشار إلى أن الأيام الخمسة الأولى من شهر يناير ستحدد الاتجاه.

التقاط الأنفاس

أوضح لي أنه إذا كان الأداء خلال الأيام الخمسة الأولى ضعيفاً، فقد يلغي ذلك توقعاته الصعودية. ويرجح لي تحقيق قمم قياسية جديدة في يناير تتبعها حركة تجميع في النصف الأول.

أبدى جون ستولتزفوس، كبير استراتيجيي الاستثمار لدى "أوبنهايمر أسيت مانجمنت" (Oppenheimer Asset Management)، تفاؤلاً أيضاً بشأن تعاملات 2024، رغم أنه يرى أن الأسهم الأميركية تستحق التقاط أنفاسها.

الأسهم الأميركية مرشحة لالتقاط أنفاسها قبيل موسم نتائج الأعمال

وكتب جون ستولتزفوس، كبير محللي الاستثمار، في مذكرة بحثية: "ليس من غير المألوف أن تتوقف الأسواق مؤقتاً لاستيعاب موجة صعود بالحجم الذي شهدته في الربع الرابع.. في الواقع، يبدو لنا أنه من المنطقي أن تتوقف الأسواق بشكل مؤقت بالنظر إلى الارتفاع المفاجئ في أسعار الأسهم".

وأضاف أن الأسهم ستستأنف رحلة صعودها في موسم نتائج الأعمال المقبل.

قفز مؤشر الخوف "VIX"، بنحو 6%، مسجلاً أحد أكبر الارتفاعات منذ تحول نبرة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول (للتيسير النقدي) الشهر الماضي. وتجدر الإشارة إلى أن مؤشر الخوف في وول ستريت لا يزال عند مستويات منخفضة.

الهبوط السلس

يترقب التجار صدور محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير يوم الأربعاء. من المتوقع أن تكون النبرة متشددة وفق إيان لينجن من "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets).

وكتب الخبير الاستراتيجي: "إذا شهدنا تحولاً مفاجئاً للتيسير النقدي، رغم أنه غير محتمل، ستحدث ردة فعل عنيفة في السوق التي ابتعدت عن أخذ تصريحات الاحتياطي الفيدرالي كما هي، والميل للنهج الأكثر تشككاً".

كما سيترقب التجار تقرير فرص العمل المرتقب صدوره يوم الأربعاء، ووظائف القطاع غير الزراعي المنتظرة يوم الجمعة بحثاً عن علامات الضعف في سوق العمل.

"إذا كان باول محق في أن التضخم يمكن أن يتباطأ أكثر دون حدوث زيادة حادة في البطالة، فإن ارتفاع الأسهم والسندات له ما يبرره"، وفق بلومبرغ إيكونوميكس.

وكتب الاقتصاديون بقيادة آنا وونغ: "ولكن إذا ثبتت صحة الإجراءات الاقتصادية التجريبية التقليدية، فإن تباطؤ معدل تضخم الأسعار لن يكون غير مؤلم، وسيكون تأثير ذروة رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة على سوق العمل على وشك الحدوث".

قالت كريستالينا غورغييفا، رئيسة صندوق النقد الدولي، لشبكة "سي إن إن" الدولية، إن الاقتصاد الأميركي يتجه "بالتأكيد" نحو هبوط سلس بفضل "حسم" بنك الاحتياطي الفيدرالي في ترويض التضخم.

على جانب آخر، ارتفع سعر صرف الدولار 0.7% لتنخفض أسعار جميع عملات الدول الناشئة تقريباً مقابل الدولار. وتراجعت قيمة الين وسط تعاملات هزيلة مع مراقبة المستثمرين للأوضاع بعد الزلزال الذي ضرب اليابان يوم الاثنين.

قفز سعر "بتكوين" ليتخطى 45000 دولار للمرة الأولى منذ عامين تقريباً يوم الثلاثاء. في ظل تزايد ترقب موافقة الولايات المتحدة المتوقعة على إطلاق صندوق متداول في البورصة يستثمر مباشرة في أكبر رمز مميز.

سعر بتكوين يتخطى 45 ألف دولار وسط آمال إطلاق صناديقها المتداولة

على صعيد آخر، هبط سعر النفط ليتخلى عن مكاسبه المبكرة وسط اضطرابات الشحن المستمرة في البحر الأحمر. ليتداول خام غرب تكساس الوسيط بالقرب من 70 دولاراً للبرميل.

وفي آسيا، تأثرت المعنويات بعد أن اعترف الرئيس الصيني شي جين بينغ بأن بعض الشركات والمواطنين تحملوا عام 2023 الصعب في اعتراف نادر بالتحديات المحلية التي تواجه البلاد.

ورغم الضعف المستمر في الصين، فإن بعض المستثمرين يعتبرون الانخفاض البالغ 60% تقريبًا بمثابة إشارة لشراء الأسهم الصينية. ويقول ما يقرب من ثلث المشاركين في استطلاع "Markets Live Pulse" الأخير الذي أجرته "بلومبرغ" والبالغ عددهم 417 شخصاً، إنهم سيزيدون استثماراتهم في الصين خلال الأشهر الـ12 المقبلة.

أداء أبرز المؤشرات:

• انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.6% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
• تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.7%.
• ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.7%.
• صعد سعر "بتكوين" 2.7% إلى 44,790.73 دولار.