صعود الأسهم الآسيوية مع اتجاه الصين لإطلاق حزمة إنقاذ جديدة

بكين تسعى لتأسيس صندوق بتريليوني يوان لشراء الأسهم المحلية

مقر بورصة طوكيو، اليابان
مقر بورصة طوكيو، اليابان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت الأسهم الآسيوية مع صعود الأسهم الصينية، وسط أنباء مفادها أن صناع السياسة يفكرون في اتخاذ تدابير إنقاذ جديدة لتحقيق الاستقرار في السوق المتراجعة.

قفز مؤشر الشركات الصينية المدرجة في هونغ كونغ بما يصل إلى 3.8%، في حين محا مؤشر البر الرئيسي "سي إس آي 300" خسائره المبكرة ليرتفع بنسبة 0.3%. وذكرت "بلومبرغ نيوز"، اليوم الثلاثاء، أن السلطات تسعى إلى تعبئة حوالي تريليوني يوان (278 مليار دولار)، معظمها من الحسابات الخارجية للشركات الصينية المملوكة للدولة، كجزء من صندوق يدعم استقرار السوق عبر شراء الأسهم المحلية. كما تم تخصيص ما لا يقل عن 300 مليار يوان من الأموال المحلية للاستثمار في الأسهم المحلية.

جاء هذا التطور في أعقاب تعهد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، أمس الإثنين، باستخدام إجراءات أكثر "قوة" لوقف تراجع الأسهم في البلاد.

وتأرجح اليوان في سعيه لجني مكاسب مقابل الدولار.

الأسهم الصينية في هونغ كونغ تهوي لأدنى مستوى في 19 عاماً

قال مارفين تشن، محلل "بلومبرغ إنتليجنس": "يجب أن تكون حزمة الدعم المحتملة قادرة على وقف الانخفاضات على المدى القصير وتحقيق الاستقرار في الأسواق في العام القمري الجديد، لكن الشراء الحكومي وحده حقق، تاريخياً، نجاحاً محدوداً في تغيير معنويات السوق إذا لم يتبعه المزيد من التدابير".

الفائدة في اليابان

وفي أماكن أخرى من آسيا، بدت الأسهم اليابانية مستعدة لليوم الثالث على التوالي من الزيادات، في حين ارتفعت الأسهم في كوريا الجنوبية وأستراليا أيضاً.

في اليابان، من المتوقع أن يبقي البنك المركزي على إعدادات سياسته النقدية الرئيسية دون تغيير اليوم الثلاثاء. سيتحول الاهتمام إلى كيفية تقييم المحافظ كازو أويدا للتقدم المحرز نحو تحقيق التضخم المستدام اللازم لإنهاء سعر الفائدة السلبي. وكان سعر الين ثابتاً.

التضخم في اليابان يتباطأ وتوقعات بالإبقاء على الفائدة

تتناقض المخاوف المستمرة بشأن الأسهم الصينية بشكل صارخ مع ما يحدث في الولايات المتحدة، حيث يدرس المستثمرون الإشارات الاقتصادية القوية وآفاق أرباح الشركات. تتخلص أسهم وول ستريت من بداية صعبة لهذا العام بسبب الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة وأن ازدهار الذكاء الاصطناعي سيستمر في تغذية نمو الأرباح.

كان مؤشر "إس أند بي 500" يدور بالقرب من 4850 نقطة يوم الإثنين. وكانت سندات الخزانة ثابتة في التعاملات الآسيوية المبكرة بعد انخفاض عوائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتي أساس إلى 4.10% أمس. ولم يشهد الدولار تغييراً كبيراً.

الرهان على الفيدرالي

قال ديفيد دونابيديان، من "سي آي بي سي برايفت ويلث" (CIBC Private Wealth) في الولايات المتحدة: "القصة تتغير بالنسبة للمضاربين على الصعود". وأضاف: "كان تفاؤل المستثمرين مدفوعاً بالاعتقاد بأنه ستكون هناك تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. والآن تحول اعتقاد المستثمرين إلى النظر إلى الاقتصاد على أنه غير قابل للكسر. وبغض النظر عن مدى ارتفاع أسعار الفائدة، فإن الاقتصاد سيستمر في التحرك بشكل صحيح".

العريان: الأسواق تبالغ في تقديرات وتيرة خفض الفائدة

أدى الإغلاق القياسي للأسهم في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى ارتفاع التقييمات إلى أعلى مستوياتها التي شهدتها في يوليو الماضي. لكن نظرة فاحصة تظهر أن السوق ليست مرتفعة كما يبدو، وفقاً لسكوت كرونرت من "سيتي غروب".

وعززت المكاسب التي حققتها شركات "أبل"، و"مايكروسوفت"، و"إنفيديا"، و "ألفابت"، و"أمازون"، و"ميتا بلاتفورمز"، و"تسلا" عودة بروز وول ستريت.

مؤشر "إس آند بي 500" متساوي الأوزان الذي يستبعد التأثير الكبير لبعض الأسهم، يتداول بمضاعف ربحية 16 مرة وفقاً للأرباح المستقبلية، وهو ما يمثل خصماً بنسبة 17% لمضاعف ربحية المؤشر الرئيسي.

صعود الذكاء الاصطناعي

قالت سوليتا مارسيلي من "يو بي إس" لإدارة الثروات العالمية: "مع بقاء الذكاء الاصطناعي الموضوع الرئيسي الذي يقود أسهم التكنولوجيا العالمية مرة أخرى هذا العام وبقية العقد، فإننا نحافظ على تفضيلنا لقطاعات أشباه الموصلات والبرمجيات ونرى الفرص المتاحة لدى المشاركين في مجال الذاكرة والحوسبة الطرفية القائمة على الذكاء الاصطناعي".

حتى مع إغلاق مؤشر "إس أند بي 500" يوم الجمعة عند أعلى مستوى له على الإطلاق، فإن مديري الأموال والمحللين ما زالوا يواجهون البيانات التي تشير إلى مرونة الاقتصاد الأميركي، ومسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي الذين عارضوا خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر جداً.

"الفيدرالي": مرونة الاستهلاك تدعم الاقتصاد الأميركي وتعوض ضعف التصنيع

وجاء أحدث تحذير للمستثمرين الذين يطلقون العنان لرهانات نقدية متشائمة في جميع المجالات في استطلاع أجرته "بلومبرغ ماركتس لايف بالز" (Bloomberg Markets Live Pulse)، حيث قال ثلثا المشاركين في الاستطلاع إن الرهان على التيسير النقدي المبكر هو "الأكثر حماقة" بين التداولات الشائعة التي تتجه إلى عام 2024.

يبدأ موسم الأرباح هذا الأسبوع، حيث من المقرر أن تعلن شركات بما في ذلك "نتفلكس"، و"تسلا"، وإنتل" عن نتائج أعمالها.