نتائج الأعمال تهوي بأسهم التكنولوجيا الكبرى بالتعاملات المتأخرة

تراجع أسهم "ألفابت" بعد هبوط إيرادات البحث عن التقديرات

لوحة أسهم إلكترونية معروضة داخل مبنى كابوتو وان في طوكيو، اليابان
لوحة أسهم إلكترونية معروضة داخل مبنى كابوتو وان في طوكيو، اليابان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انخفض صندوق "كيو كيو كيو" (QQQ) المتداول في البورصة والبالغة قيمته 246 مليار دولار والذي يتتبع مؤشر "ناسداك 100" في الساعات المتأخرة من التعاملات بعد صدور نتائج أعمال شركتي "مايكروسوفت" و"ألفابت" والتي هوت بأسعار اثنتين من شركات التكنولوجيا العملاقة التي قادت ارتفاع السوق.

أعلنت شركة "ألفابت" عن إيرادات الربع الرابع من أعمال الإعلانات على محرك البحث الأساسي والتي جاءت أقل من تقديرات المحللين، مما ألقى بظلاله على نهاية قوية لهذا العام. وخيب نمو أعمال السحابة لشركة "مايكروسوفت" آمال البعض في وول ستريت، حتى مع تحقيق الشركة أقوى نمو في إيراداتها منذ 2022، مدفوعاً بالاهتمام بمنتجات الذكاء الاصطناعي الجديدة.

إيرادات أعمال البحث لدى "ألفابت" دون التقديرات

كافحت أسعار الأسهم للتماسك في التعاملات الاعتيادية، مع قيام المتداولين أيضاً بفحص مجموعة من البيانات الاقتصادية، فضلاً عن ترقب قرار الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة. اضطرت وول ستريت لاستيعاب تقرير فرص العمل الذي جاء أعلى من التوقعات، ليترك المستثمرين في حيرة حيال تصريحات جيروم باول يوم الأربعاء، كما قلصت السوق الرهانات على خفض الاحتياطي الفيدرالي للفائدة في مارس.

قال خوسيه توريس من "إنتراكتف بروكرز" (Interactive Brokers): "تعاملات الغد ستكون مهمة للأسواق، حيث تلتقي التيارات المتقاطعة لأرباح شركات التكنولوجيا الكبرى، وتقرير الوظائف، وتوزيع إصدارات الخزانة، وتعليقات باول في منعطف حرج.. أتوقع أن يستبعد باول بعض التخفيضات في أسعار الفائدة، على أن يصف التوقعات الحالية بأنها مبالغ فيها".

لم يشهد مؤشر "إس آند بي 500" تغييرات ملحوظة، في حين كان أداء مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100) أضعف نسبياً، حيث قادت شركة "أبل" هبوط أسهم الشركات الكبرى. خاض المتداولون أيضاً نتائج أعمال شركة "يو بي إس" (United Parcel Service) –والتي تُعد مقياساً للنشاط الاقتصادي– التي هبطت أسهمها بسبب توقعاتها المخيبة للآمال، وتخطط شركة البريد السريع لإلغاء 12,000 وظيفة.

ارتفعت أسعار أسهم القطاع المالي بعد توقعات المحللين الصعودية للبنوك الأميركية الكبرى. وارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين أربع نقاط أساس إلى 4.36%. وانخفضت عائدات السندات لأجل عشر سنوات نقطتين أساس إلى 4.05%.

ترقب قرار الاحتياطي الفيدرالي

أظهر استطلاع أجرته شركة "22 في ريسيرش" (22V Research) أن 38% من المشاركين يتوقعون أن يحمل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي/المؤتمر الصحفي يوم الأربعاء طابع "المخاطرة"، ويراهن 39% على رد فعل مختلط أو ضئيل، بينما توقع 23% فقط أن "يتجنب المخاطرة". بشكل إجمالي، يولي المستثمرون اهتماماً أكبر لكشوف الأجور (بواقع 59%) من بنك الاحتياطي الفيدرالي (41%) هذا الأسبوع، وفق الاستطلاع.

تظهر الآن عقود المبادلة المرتبطة بتاريخ اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في مارس –وهو الاجتماع المرتقب بعد اجتماع هذا الأسبوع– انخفاض احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى الثلث. وتجدر الإشارة إلى أن العقد توقع في أواخر العام الماضي، بالكامل خفض الفائدة ربع نقطة مئوية في مارس، وهو ما يعكس فشل تحقق توقعات هدوء سوق العمل.

تقلص رهانات خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في مارس

ارتفعت فرص العمل في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في ديسمبر إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر بينما ترك عدد أقل من الأميركيين وظائفهم. تبدأ بيانات يوم الثلاثاء سلسلة من الإصدارات التي ستوفر نظرة ثاقبة لحالة سوق العمل. إذ من المتوقع أن يشير التقرير المقرر صدوره يوم الأربعاء إلى تخفيف تكاليف التوظيف في نهاية 2023، في حين من المتوقع أن يُظهر تقرير الوظائف الحكومي يوم الجمعة أن أصحاب العمل الأميركيين أضافوا حوالي 185,000 وظيفة في يناير.

سوق العمل

قال جيفري روتش، من "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial): "سوق العمل هي كلمة السر لسياسة الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية.. فبالإضافة إلى سوق العمل القوية، فإن عدم اليقين بشأن تأثير أزمة الشحن في البحر الأحمر يزيد الضغط على الاحتياطي الفيدرالي بينما يقوم بتجهيز الأسواق لخفض أسعار الفائدة".

أظهرت بيانات منفصلة ارتفاع ثقة المستهلك الأميركي في يناير إلى أعلى مستوى منذ نهاية 2021 حيث أصبح الأميركيون أكثر تفاؤلاً بشأن الاقتصاد وسوق العمل وسط المزيد من الآراء المتفائلة بشأن التضخم.

الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة تصل لأعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر

من جهتها، قالت كوينسي كروسبي، من "إل بي إل فاينانشال": "بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي -حيث يتم تفسير معظم البيانات الآن من خلال وجهة نظر البنك المركزي- يتركز القلق على ما إذا كان المستهلكون الأكثر ثقة يمكنهم إشعال نوبة أخرى من التضخم.. ومع ذلك، فإن ثقة المستهلك هي المفتاح لمعرفة ما إذا كان المشهد الاقتصادي سيظل قوياً مما يساعد على ضمان الهبوط السلس".

أما لورين غودوين من "نيويورك لايف انفستمنتس" (New York Life Investments) فترى أنه مع تحسن التقييمات بشكل ملحوظ أثناء "صعود الأسواق مع تحول نبرة الاحتياطي الفيدرالي"، فإن هناك الآن خطراً كبيراً من التقلبات.

وأشارت إلى أن "ما تعلَّمه المستثمرون من 2023 هو أن التنبؤ بتوقيت تحرك السوق أمر صعب للغاية، ومن غير المرجح أن يكون عدم التدخل حتى يتوقع المستثمرون الركود أو التقلب هو أفضل نهج للتخصيص في تلك الفترة.. ونتيجة لذلك، نعتقد أنه سيتعين على المستثمرين التركيز بشكل متزايد على الجودة والعائد".

قال جوناثان كرينسكي، من "بي تي آي جي" (BTIG)، إن سلة من 50 شركة "ذات الأهمية الأكبر" لصناديق التحوط تتوسع على أساس يومي كما كانت على مدى العقدين الماضيين. وأشار إلى أن العديد من هذه المقتنيات عبارة عن شركات أشباه الموصلات، وخدمات التكنولوجيا والاتصالات الضخمة.

يقترب مؤشر القوة النسبية للمؤشر من 81، ويعتبره العديد من المحللين الفنيين علامة على منطقة ذروة الشراء في السوق.

وأشار كرينسكي إلى أنه "مع دخولنا قلب موسم الإعلان عن ربحية الأسهم إلى جانب قدر كبير من بيانات الاقتصاد الكلي، سنكون حذرين في مطاردة الأسماء المضافة هنا حيث إن خطر التراجع، سواء أثناء هذه البيانات أو بعدها، لا يزال مرتفعاً جداً في رأينا".

فقاعة الدوت كوم

في سياق مواز، ترسم هيمنة أكبر 10 أسهم أوجه تشابه متزايدة مع فقاعة الدوت كوم، مما يزيد من خطر عمليات البيع، وفقًا للاستراتيجيين الكميين لدى "جيه بي مورغان تشيس آند كو".

وكتب الاستراتيجيون أن حصة أكبر 10 أسهم في مؤشر "إم إس سي آي الولايات المتحدة" (MSCI USA)، بما في ذلك جميع ما يسمى بأسهم التكنولوجيا للعظماء السبعة، ارتفعت إلى 29.3% بحلول نهاية ديسمبر. أي منخفضة بقليل من الذروة التاريخية البالغة 33.2%، والتي حدثت في يونيو 2000. علاوة على ذلك، قال الاستراتيجيون إن أربعة قطاعات فقط ممثلة في المراكز العشرة الأولى، مقارنة بالمتوسط ​​التاريخي البالغ ستة قطاعات.

إلى جانب "مايكروسوفت" و"ألفابت"، تعلن ثلاث شركات تقنية كبرى أخرى تبلغ قيمتها السوقية مجتمعة أكثر من 10 تريليونات دولار عن نتائج أعمالها هذا الأسبوع. تقدم هذه الشركات، إلى جانب الأعضاء الآخرين في "العظماء السبعة"، علاوة 34% تقريباً على مؤشر "إس آند بي 500" من حيث السعر إلى الأرباح الآجلة، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

"إذا لم نتلق أي أخبار سلبية صادمة من أرباح الشركات الكبيرة في مجال التكنولوجيا هذا الأسبوع، و(خاصة) إذا تمسك الاحتياطي الفيدرالي بخطابه الحالي التيسيري (الأكثر بكثير)، فسيحصل المستثمرون على الضوء الأخضر الذي يمكن أن يدفع سوق الأسهم إلى الارتفاع في فبراير، تماماً مثلما ارتفع السوق بقوة في فبراير 2020"، وفق مات مالي من شركة "ميلر تاباك +كو" (Miller Tabak + Co).

أداء أبرز المؤشرات:

  • تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.7% حتى الساعة الرابعة مساءً بتوقيت نيويورك.
  • مؤشر "إس آندبي 500" لم يشهد تغيرات ملحوظة.
  • ارتفع سعر "بتكوين" 0.9% إلى 43565.51 دولار.
  • صعد سعر "إيثر" 2.9% إلى 2373.9 دولار.