أسهم التكنولوجيا في أميركا على حافة الهاوية بعد رسالة جيروم باول

متعاملون في قاعة تداول بورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء 3 يناير 2023
متعاملون في قاعة تداول بورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء 3 يناير 2023 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انخفضت أسهم الولايات المتحدة بعد تجدد تحذيرات من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأنَّ البلاد قد تحتاج إلى زيادة أسعار الفائدة لمواجهة ارتفاع التضخم، مبدداً الأمل في اقتراب البنك المركزي من نهاية دورة التقشف النقدي.

انخفض مؤشر "ناسداك 100"، وفقد ما يزيد على 2% من قيمته على مدى الأيام الثلاثة الماضية.

أداء أسهم صناعة الرقائق والذكاء الاصطناعي جاء ضعيفاً، مع تراجع سهمي "إنتل" و"أدفانسد مايكرو ديفايسيز" بنسبة 6% تقريباً يوم الأربعاء.

سجل المؤشر الذي يعطي وزناً نسبياً أعلى لأسهم التكنولوجيا، ومؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، سلسلة من التراجع دامت ثلاثة أيام، وهي أطول موجة هبوط لهما منذ أوائل شهر مايو.

ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين، التي تعتبر أشد العوائد حساسية لحركة أسعار الفائدة، إلى 4.7%، في أعقاب قفزة في مزاد قوي على سندات لأجل 20 عاماً.

كرر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول تصريحاته بأن زيادة أسعار الفائدة ضرورية لمكافحة التضخم، وذلك في أثناء تقريره نصف السنوي أمام الكونغرس. وقال إنَّ زيادة أسعار الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام "خطوة جيدة"، مؤيداً في الوقت نفسه هدف البنك المركزي لمعدل التضخم الذي يبلغ 2%.

صناع السياسة النقدية حافظوا على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعهم الذي عقد الأسبوع الماضي، وتضمنت توقُّعاتهم زيادة أسعار الفائدة نحو مرتين إضافيتين بواقع ربع نقطة مئوية في كل مرة، أو مرة واحدة بواقع نصف نقطة مئوية.

"الفيدرالي": هدف التضخم عند 2% يتطلب ضعف النمو وتراجع سوق العمل

منذ ذلك الوقت، وضعت أسواق المال احتمالاً بنسبة 80% تقريباً على زيادة أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في شهر يوليو.

رسالة جيروم باول

قال جو غيلبرت، مدير محفظة في شركة "إنتيغريتي أسيت مانجمنت" (Integrity Asset Management): "كان باول متسقاً في رسائله إلى الكونغرس، وبالتالي إلى الأسواق. فقد كرر أنَّ التضخم هو العدو رقم واحد للجميع، ويجب على بنك الاحتياطي الفيدرالي كبح جماحه لتوفير الاستقرار للنظام، وتحقيق نمو مستقر للاقتصاد. إنَّه يحافظ على فرص الاختيار حتى مع إعلان تقرير وظائف آخر، ومؤشر أسعار المستهلكين قبل اجتماع البنك المركزي المقبل".

وسط إشارات بنك الاحتياطي الفيدرالي التقشفية بالإضافة إلى التزاحم على المراكز الصعودية وضيق نطاق الحركة وتقييم الأسهم عند مستويات بالغة الارتفاع، اصطدم صعود الأسهم في الربع الثاني بجدار مع تضاؤل حماس المستثمرين.

ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأميركية.. هل تهدأ سوق العمل؟

كان مقياس الخوف في السوق، أو مؤشر التقلب (Cboe) أو (VIX)، هادئاً بشكل غريب، وقد انخفض إلى أدنى مستوى له منذ يناير 2020.

أناستاسيا أموروسو، رئيسة استراتيجية الاستثمار في شركة "آي كابيتال" (iCapital)، قالت لبرنامج "ذا أوبن" (The Open) على "تلفزيون بلومبرغ" قبل خطاب باول يوم الأربعاء: "لم يعد اتخاذ المراكز الاستثمارية والملاحقة على الأرجح قوة الدفع الكبيرة في السوق مثلما كان الأمر خلال الأسابيع الستة أو السبعة الماضية. لهذا السبب؛ تسير الأمور بشكل مكافئ، وذلك لا يحدث إلى الأبد".

أضافت: "إذا جاء المحفز الصحيح؛ فإنَّ الأسهم ستميل إلى التصحيح، جزئياً على الأقل. وأعتقد أنَّنا نتطلع إلى محفز هذا الأسبوع، وربما يكون رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي المتشدد جيروم باول".

عوائد السندات

تولي "وول ستريت" اهتماماً كبيراً بالعوائد على السندات لأجل 10 سنوات - يُنظر إلى انخفاض سعر السندات على أنَّه علامة على ثقة المستثمرين في الاقتصاد - التي سجلت أسرع حركة معاكسة لها أمام السندات لأجل عامين منذ ثمانينيات القرن العشرين في مارس.

إذا "بدأت سندات الخزانة لأجل 10 سنوات في الارتفاع لأنَّ توقُّعات التضخم أصبحت فجأة أكثر رسوخاً؛ فإنَّ ذلك من شأنه أن يسبب بالتأكيد مشكلة للأصول الخطرة"، وفقاً لأموروسو.

قال بريان وينشتاين، رئيس قطاع الدخل الثابت في شركة "مورغان ستانلي إنفستمنت مانجمنت" لإدارة الاستثمار: "أنت تتساءل عما إذا كانت السوق تريد الضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي، إذا لم يكن باول متشدداً بما فيه الكفاية، أو إذا لم يفعل بنك الاحتياطي الفيدرالي ما يكفي لصالح السوق".

أضاف وينشتاين لبرنامج "ذي أوبن": "عندما أنظر إلى سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، فهي ليست مرتفعة بما يكفي حتى الآن. أنا مندهش من أنَّ منحنى العائد لم يتدهور بسرعة إذا أرادوا تحدي بنك الاحتياطي الفيدرالي. وحتى نحصل على عوائد أعلى على الجزء الأطول من المنحنى؛ أعتقد أنَّ الناس سيواصلون شراء الأصول ذات المخاطر العالية".

على صعيد آخر، ارتفعت أسعار النفط الأميركي الخام فوق 72 دولاراً للبرميل وصعدت عملة "بتكوين" متجاوزة 30000 دولار للوحدة للمرة الأولى منذ أبريل وسط تكهنات حول طلب شركة "بلاك روك" (BlackRock) المفاجئ تأسيس صندوق مؤشرات متداول للتعامل الفوري في عملة "بتكوين" في البورصة الأميركية.

الأميركيتان