عوائد السندات تقفز بعد تحذيرات متشددة من "المركزي الأميركي"

متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك، يوم الجمعة 26 أغسطس 2022. يوم جديد من المكاسب القوية شهدته الأسهم الأميركية الجمعة 21 أكتوبر 2022
متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك، يوم الجمعة 26 أغسطس 2022. يوم جديد من المكاسب القوية شهدته الأسهم الأميركية الجمعة 21 أكتوبر 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قفزت عوائد السندات بعد تحذير البنوك المركزية الكبرى بشأن إمكانية إقرار زيادات أخرى في أسعار الفائدة، مع تلميح المسؤولين بأنَّهم لم يقتربوا بعد من الاستعداد لإعلان الانتصار على التضخم.

عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين سجل أعلى مستوى له منذ شهر مارس بعد إعلان جيروم باول أنَّ الولايات المتحدة قد تحتاج إلى زيادة الفائدة مرة أو مرتين في عام 2023.

من جانبه، حذر بنك انجلترا من احتمال أن يضطر إلى زيادة أسعار الفائدة مرة أخرى بعد رفعها بمقدار نصف نقطة مئوية.

تحول جزء رئيسي من منحنى العائد على السندات الألمانية إلى منحنى معكوس بأعلى درجة منذ عام 1992 بسبب مخاوف المستثمرين بشأن أداء الاقتصاد.

قادت الكرونة النرويجية ارتفاع أسعار العملة وسط عملات الأسواق المتقدمة، بعد تعهد المسؤولين في البلاد بتنفيذ حزمة تقشف أكثر تشدداً.

عانت الأسهم في البحث عن اتجاه لها خلال الجزء الأكبر من جلسة التداول، وأغلق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" على ارتفاع محدود بعد هبوطه ثلاثة أيام على التوالي.

اعتمد ارتفاع السوق على تجديد موجة الصعود في الأسهم الكبرى، مثل "أمازون" و"أبل" و"مايكروسوفت"، مع ارتفاع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة تجاوزت 1%.

مع ارتفاع الأسهم، انخفض مؤشر "VIX"، وهو المؤشر الذي تفضله "وول ستريت" لقياس مستوى التقلب في البورصة، دون مستوى 13 نقطة وإلى أدنى مستوى منذ يناير 2020.

قال فيليب كولمار، الخبير الاستراتيجي في شركة "إم آر بي بارتنرز" (MRB Partners): "رأينا البنوك المركزية تعلن أنَّها لم تتخذ ما يكفي من إجراءات تقشفية. وكانت تعتقد في بداية العام أنَّها فعلت، واعتقد الجميع أنَّنا ماضون إلى ركود اقتصادي، والآن ما نراه هو أنَّ البيانات تبتعد عن ذلك بالتتابع، إذا لم يكن الاقتصاد في ركود، فمن الصعب أيضاً خفض معدل التضخم الأساسي لأنَّنا نحتاج إلى إضعاف قطاع التوظيف من أجل تنفيذ ذلك".

مخاطرة بركود الاقتصاد

بالنسبة لكريستينا هوبر، رئيسة استراتيجية السوق العالمية في شركة "إنفسكو" (Invesco)، إذا رفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة مرتين أخريين هذا العام، فإنَّه يخاطر بدفع الاقتصاد في "ركود كبير".

باول: أميركا قد تحتاج رفع الفائدة مرة أو مرتين العام الجاري

أضافت هوبر: "يبدو أنَّني أكرر نفسي كأسطوانة معطوبة، لكنَّني سأقولها مرة أخرى: هناك فارق زمني طويل بين وقت إقرار السياسة النقدية، وظهور تأثيرها الفعلي في بيانات الاقتصاد الحقيقي. لم نر تأثيراً كبيراً حتى الآن بسبب هذا الفارق الزمني. لهذا السبب علينا أن نقلق كثيراً من احتمال المبالغة".

تستعد الأسهم الأميركية لاستقبال نصف ثانٍ مضطرب من العام مع ملاحقة الآثار المؤجلة لسياسة التقشف النقدي القوية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي على الاقتصاد، وفقاً لماركو كولانوفيك من "جيه بي مورغان تشيس".

قال كولانوفيك يوم الخميس في مذكرة توقُّعاته للنصف الثاني من العام المقدمة للعملاء: "في الأسهم، وفي غياب تيسير استباقي من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي – في مواجهة المخطط النقطي للبنك المركزي الذي ينطوي على إقرار زيادتين أخريين لأسعار الفائدة بحلول نهاية العام - نتوقَّع وضعاً اقتصادياً بالغ الصعوبة للأسهم في النصف الثاني من العام، مع تراجع اتجاهات المستهلكين في وقت تمت فيه إعادة تسعير الأسهم بشكل حاد".

إقبال ضعيف

في حين اقتحمت الأسهم الأميركية المنطقة الصاعدة في يونيو، لم يشتر المستثمرون الارتفاع بشكل جماعي.

هناك بالفعل علامات على ضعف الإقبال برغم ارتفاع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 14% هذا العام، حيث ينتظر أن ينهي المؤشر أطول سلسلة مكاسب أسبوعية له منذ عام 2021.

أظهر أحدث استطلاع أجراه "بنك أوف أميركا" (Bank of America) أنَّ صافي 25% من مديري الأموال العالميين ما يزالون يوصون ببيع الأسهم الأميركية، على الرغم من التحسن الأخير في تخصيص الاستثمارات.

الليرة التركية تهبط لأدنى مستوياتها على الإطلاق بعد رفع الفائدة

على صعيد آخر، تراجعت الليرة التركية بعد أن أعلن البنك المركزي بالبلاد زيادة في أسعار الفائدة أقل بكثير مما كان متوقَّعاً، ويشرع صانعو السياسة النقدية الأتراك في ما قالوا إنَّه سيكون انتقالاً تدريجياً من عصر الأموال الرخيصة للغاية.

الأميركيتان