بتكوين تسجل أعلى مستوى لها في عام بعد فضائح قطاع التشفير

رموز تمثل عملة "بتكوين" في بورصة "كوين يونايتد" (CoinUnited) للعملات المشفرة في هونغ كونغ، الصين، يوم الجمعة 4 مارس 2022.
رموز تمثل عملة "بتكوين" في بورصة "كوين يونايتد" (CoinUnited) للعملات المشفرة في هونغ كونغ، الصين، يوم الجمعة 4 مارس 2022. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت عملة بتكوين إلى أعلى مستوى لها منذ عام وسط تجدد الحماس والإقبال على الأصول الرقمية رغم سلسلة التحديات التي تواجه القطاع.

بينت أرقام "بلومبرغ" أن العملة الرقمية الأولى تجاوزت مستوى 31013 دولاراً للوحدة، مسجلة أعلى مستوى لها منذ يونيو 2022.

صعودها الأخير رفع العملة المشفرة إلى نحو 31410 دولارات للوحدة، أو بنسبة ارتفاع بلغت 90% تقريباً مقارنة مع مستواها في بداية هذا العام. وارتفعت في أثرها العملات المشفرة الأخرى، مع صعود عملة إيثر.

إنه تطور ملحوظ – وعرض للقوة والمرونة – في سوق شطب عليها الكثيرون باعتبار أنها على وشك الانقراض بعد عدد من عمليات الاحتيال الشهيرة وعالية التأثير وانهيار شركات، لوثت سمعة القطاع بين المستثمرين.

قال ستراهينيا سافيتش، رئيس البيانات والتحليلات في شركة "إف آر إن تي فايننشال" (FRNT Financial): "من وجهة نظر متحمسة لعملة بتكوين، فإن أطروحة الاستثمار الأساسية لهذا الرمز تتحقق وتؤدي دورها: فالتضخم، وسوء إدارة السياسة النقدية، والأزمات المصرفية، والقلق من الديون السيادية، والأسئلة المتعلقة بموقف الدولار كعملة احتياطي دولية، كل ذلك يلعب دوراً في مصلحة بتكوين، لن أقول إن الارتفاع إلى مستويات قياسية جديدة تاريخياً على الرغم من البيئة الصعبة، بل بسبب تلك البيئة".

في الآونة الأخيرة، كانت الأخبار المتعلقة بتقدم شركة "بلاك روك" (BlackRock) بطلب مفاجئ لتأسيس صندوق مؤشرات متداول في البورصة للعمل في عملة "بتكوين" في الولايات المتحدة هي التي أشعلت الحماس للعملات المشفرة. ويأمل بعض اللاعبين في السوق أن يحصل هذا المنتج - غير الموجود حالياً - على موافقة من الجهات التنظيمية. هذه الموافقة - مهما كانت احتمالاتها - ستمثل انتصاراً لأنصار التشفير الذين يتوقون منذ سنوات إلى مثل هذا المنتج الاستثماري.

نهاية شتاء التشفير

كتب بنديك شي وفيتل لوند من شركة "ك33" (K33) لإدارة الثروات: "إن الطلب الذي تقدمت به (بلاك روك) هو خبر شديد الأهمية لعملة بتكوين بسبب علاقة الشركة الوثيقة مع الأجهزة التنظيمية، وامتلاكها سجلاً حافلاً من الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنَّ (بلاك روك) ما كان لها أن تخصص الوقت والموارد لتقديم هذا الطلب إذا لم تكن ترى أن فرصة تحقيق بتكوين لأداء قوي طويل الأجل، وبالتالي تدفقات قوية، عالية بدرجة كبيرة".

أضاف المحللان: "من شأن الموافقة على الصندوق أن تؤثر بشكل عميق على هيكل سوق بتكوين، لأنها ستقلل من الحواجز أمام المستشارين الماليين عند توجيه النصح بالاستثمار في بتكوين من خلال قناة استثمارية متاحة لعملية الاستثمار والاسترداد يومياً، والتي تقدمها جهة إصدار موثوق بها".

عززت أخبار أخرى ثقة المؤمنين بالعملات المشفرة في صعودها. وقالت بورصة عملات رقمية جديدة تدعمها شركات، من بينها "سيتاديل سيكيوريتيز" (Citadel Securities) و"فيديليتي ديجيتال أسيتس" (Fidelity Digital Assets) و"تشارلز شواب" (Charles Schwab) – تسمى "إي دي إكس ماركتس" (EDX Markets) - إنها بدأت تنشط.

من بين الأخبار الأخرى، قام مصرف "جيه بي مورغان تشيس" بتوسيع مشروع بارز وهام يهدف إلى جلب تقنية سلاسل الكتل "بلوكتشين" إلى قطاع الخدمات المصرفية التقليدية، حيث قدم مدفوعات مقومة باليورو للعملاء من قطاع الشركات باستخدام عملة "جيه بي إم كوين" (JPM Coin) الخاصة به.

"تبدو آثار ما يسمى (شتاء التشفير) أقل ثباتا اليوم مما كانت عليه قبل عام، حيث تواصل العديد من الجهات الرسمية والمؤسسات تبني المبادرات المتعلقة بالعملات المشفرة"، كما قال ديفيد دوونغ، رئيس الأبحاث في بورصة "كوين بيس" (Coinbase)، في مذكرة حديثة.

رقابة قاسية

لكن حقيقة أن القطاع يواجه رقابة تنظيمية قاسية لم تتبدد، رغم كل هذا الضجيج المتجدد حول ارتفاع الأسعار.

وجهت "هيئة الأوراق المالية والبورصات" أنظارها إلى مجال التشفير في أعقاب حالات عديدة من عمليات الاحتيال في العام الماضي وانهيارات في شركات كان يشاد بها ذات يوم، بما في ذلك بورصة "إف تي إكس" (FTX) وعدد من جهات الإقراض. وقد أدى ذلك إلى نزوح جماعي من قبل المستثمرين الأفراد على وجه الخصوص، الذين فقدوا بشكل جماعي مليارات الدولارات في أعقاب الكشف والانفجارات الداخلية.

"بينانس" تتوصل لاتفاق مع السلطات الأميركية يجنبها تجميد أصولها بالكامل

نضبت عمليات التداول نتيجة لذلك. وفي مايو، انخفضت أحجام التداول الفوري والمشتقات في البورصات المركزية بنسبة تجاوزت 15% إلى 2.4 تريليون دولار، وفقاً لمؤسسة بيانات وأبحاث قطاع التشفير "سي سي داتا" (CCData). وقال باحث في تقريره إن أحجام التداول الفوري وحدها انخفضت بنسبة 22% تقريباً إلى 495 مليار دولار، مسجلة أدنى قراءة شهرية منذ مارس 2019.

قال مايكل أورورك، رئيس استراتيجية السوق في شركة "جونز تريدينغ" (JonesTrading): "يراهن الناس على أن ثقل شركة (بلاك روك) في الأسواق المالية سيساعدها في الحصول على الموافقة. أنا غير مقتنع تماماً بذلك حتى الآن، فهيئة الأوراق المالية والبورصات تتخذ إجراءات صارمة ضد قطاع العملات المشفرة، ويبدو من السابق لأوانه بعض الشيء أن يحدث هذا التحول".