الدولار يصعد لمستويات ما قبل تحول نهج الاحتياطي الفيدرالي

مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري يستعد لتسجيل مكاسب للأسبوع الخامس

حزمة من الأوراق النقدية فئة 100 دولار
حزمة من الأوراق النقدية فئة 100 دولار المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قفزت قيمة الدولار الأميركي بأكبر قدر خلال أسبوعين بعد صدور تقرير الوظائف القوي بشكل غير متوقع، ما أسفر عن عودة العملة قرب مستويات شوهدت آخر مرة قبل تحول نهج بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ديسمبر الماضي، وتسبب في حيرة المضاربين الذين راهنوا على تخفيضات وشيكة في أسعار الفائدة.

صعد مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.7% بعد أن كشفت بيانات التوظيف اليوم عن ارتفاعاً في كشوف الأجور خلال يناير المنصرم علاوة على زيادة الأجور للساعة الواحدة، ما رفع عوائد السندات بطريقة كبيرة. صعد الدولار مقابل الين 1.3% مسجلاً 148.34، في أكبر ارتفاع خلال يوم واحد منذ 19 ديسمبر الماضي.

ارتفعت قيمة الدولار مقابل كافة عملات مجموعة الدول العشرة، وتصدرت الكرونة النرويجية والين الياباني والدولار النيوزيلندي الخسائر. شهد كل من الفرنك السويسري واليورو أكبر تراجع لهما خلال شهر واحد.

بيانات توظيف قوية

أوضح باتريك لوك، خبير استراتيجي في أسواق صرف العملات الأجنبية لدى "جيه بي مورغان تشيس آند كو": "تعطي بيانات التوظيف إشارة واضحة تماماً -سيواصل الدولار على الأقل الاحتفاظ بمكانته طالما بقي الطلب على الوظائف في الولايات المتحدة قوياً وظلت الأجور مرتفعة- ما يسفر بالأساس عن تجديد السردية القائمة على أن البلاد تمر بحالة استثنائية".

الدولار يتجه نحو أعلى مستوياته منذ ديسمبر

أظهر تقرير الوظائف الصادر اليوم أن أصحاب العمل الأميركيين أضافوا 353 ألف وظيفة إلى كشوف الأجور الشهر الماضي بينما قفز الأجر بالساعة 0.6% على أساس شهري، مسجلاً أعلى مستوياته منذ مارس 2022.

عززت البيانات عائدات سندات الخزانة لجميع آجال الاستحقاق، ما دفع الدولار للعودة بالقرب من المستوى الذي كان عليه قبل أن يلمح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول خلال ديسمبر الماضي إلى أن البنك سيتجه على الأرجح لتيسير السياسة النقدية العام الحالي. قلص مضاربو عقود المقايضات الرهانات على خفض سعر الفائدة خلال مارس المقبل إلى 15% تقريباً، رغم أنهم ما زالوا يضعون احتمالات مرتفعة لبدء سلسلة خفض الفائدة في مايو المقبل.

ذكر لوك أن الوتيرة المتوقعة لتخفيضات أسعار الفائدة ما زالت "قوية على ما يبدو" بالمقارنة مع البنوك المركزية الأخرى، والتي "يُفترض أن تساعد أيضاً في حماية الدولار من حدوث تراجع كبير في قيمته".

الين الياباني

مع اقتراب 2024، كان المحللون يتوقعون تحقيق الين الياباني أكبر قدر من المكاسب جراء تباين السياسة النقدية مع اقتراب بنك الاحتياطي الفيدرالي من مرحلة تيسير السياسة النقدية بوقت يعيد فيه بنك اليابان المركزي النظر في سياسة الفائدة السالبة التي ينتهجها منذ أمد بعيد.

لكن توقيت تحوّل من هذا النوع ما يزال غير مؤكد. أثارت البيانات الاقتصادية الأميركية القوية تساؤلات حول مدى تخفيضات أسعار الفائدة التي سيقررها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، في حين أن بنك اليابان أظهر إشارات محدودة حول الموعد الذي سيبحث فيه تشديد السياسة النقدية.

يقترب الدولار من تسجيل مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي، مسجلاً أطول سلسلة صعود متواصلة منذ سبتمبر الماضي. خسرت العملة اليابانية 5% تقريباً السنة الجارية، ما يُعد أسوأ أداء بين عملات مجموعة الدول العشرة، وما زالت تتعرض لضغوط مع تراجع الرهانات على تيسير بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي للسياسة النقدية.

قالت جين فولي، رئيسة وحدة استراتيجية العملات الأجنبية في "رابو بنك" (Rabobank): "تأخر بداية تيسير سياسة الاحتياطي الفيدرالي النقدية يبشر بمزيد من الصعود للدولار، ومن ثم فإنها تعني توفير مجال أضيق لتحقيق الين الياباني لمكاسب كبيرة مقابل الدولار مع افتراض رفع بنك اليابان أسعار الفائدة خلال الشهرين المقبلين".